الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أسماء بنت أبى بكر (27 ق.هـ - 73 هـ / 595 - 692 م)

أسماء بنت أبى بكر (27 ق.هـ - 73 هـ / 595 - 692 م)






هى صحابية من السابقين الأولين فى الإسلام، وهى ابنة أبى بكر الصديق، وأخت عائشة بنت أبى بكر زوجة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانت أسنَّ من عائشة ببضع عشرة سنة، وهى أم عبد الله بن الزبير الذى بويع له بالخلافة، وكان أول مولود للمهاجرين بالمدينة بعد الهجرة، وعاشت إلى أن ولى ابنها الخلافة، ثم إلى أن قتل، وماتت بعده بقليل، وكانت تلقب بذات النطاقين، سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات النطاقين؛ لأنها هيأت له لما أراد الهجرة سفرة فاحتاجت إلى ما تشدها به، فشقت خمارها نصفين، فشدت بنصفه السفرة، واتخذت النصف الآخر منطقا، تزوجت الزبير بن العوام بن خويلد ابن عمة رسول الله صفية بنت عبد المطلب رضى الله عنها، ذلك الشاب القرشى الفارس الشجاع وأحد السابقين إلى الإسلام والذى بشره رسول الله بالجنة مع تسعة آخرين عرفوا جميعًا بالعشرة المبشرين بالجنة،، وهاجرت معه وهى حامل بعبد الله إلى المدينة المنورة، ولدت أسماء خمسة أولاد هم: عبد الله، وعروة، والمنذر، وعاصم، والمهاجر، وثلاث بنات هن: خديجة الكبرى، أم الحسن، عائشة. كانت أسماءُ سخية النفس وكانت تقول: يا بناتى تصدقن ولا تنتظرن الفضل. شهدت أسماء معركة اليرموك مع ابنها وزوجه, وعاشت إلى أن وَلى ابنها الخلافة ثم إلى أن قتل، وصارت كفيفة، وماتت وقد بلغت مائة سنة ولم يسقط لها سن، وهى آخر المهاجرات وفاةً.
روت أسماء عن النبى 56 حديثًا، منها 22 فى الصحيحين، وروى عنها عدة أحاديث عن النبى محمد، وحدث عنها ابناها, وعبد الله بن عباس وآخرون.
ومن مواقفها الحكيمة إنه لما قتل الحجاج الثقفى ابن الزبير صلبة، وأرسل إلى أمه أسماء أن تأتيه، فأبت، فأتى إليها فقال: كيف رأيتنى صنعت بعبد الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك.
والموقف الثانى هو عندما زارتها والدتها قتيلة بنت عبدالعزى، وكان أبوبكر قد طلقها فى الجاهلية ومعهاهدايا لأسماء-  فأبت أن تقبل هديتها، وأرسلت إلى عائشة: سلى رسول الله، فقال: «لتدخلها وتقبل هديتها» ونزلت الآية الكريمة («لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»). وهذا درس عظيم فى الرد على المتشددين، فى محاربة وعداوة أهل الكتاب المسالمين، مع أن التقارب بيننا وبينهم فيه فرصة لدعوتهم وتعريفهم بدين الحق.