
كمال عامر
السيسى.. علاج لأمراض مزمنة «2»
■ التجربة الديمقراطية الحقيقية لا تكتمل إلا بوجود رئيس مدنى وأحزاب قوية لها أرضية وشعبية بالشارع وموارد تمنحها حيوية هذه حقيقة لا جدال فيها ولكن!
■ يناير ويونيو أظهرتا أن المصريين يستحقون الأفضل.. وفى نفس الوقت الحدثان كشفا عن قصور واضح بشأن العناصر المطلوبة لعملية ديمقراطية مُلهمة تدفع بالوطن والمواطن للأمام.
الأحزاب فى مصر سواء التاريخية مثل الوفد، التجمع، الأحرار، الناصرى أو أحزاب ما بعد يناير تعانى من انصراف الشارع، ولم تنجح فى عمل «لوبى» شعبى يتيح لها تحقيق أى انتصارات انتخابية والدليل اكتساح الإخوان كل الانتخابات.. وهذا هو الإصرار على أن تكون الترشيحات قوائم بنسبة أكبر من الفردى.. أضف إلى ذلك أن قوة الحزب الوطنى الديمقراطى مازالت بالشارع ومازالت رموزه هى الأخطر فى العملية الانتخابية ككل لما يملكونه من علم بتفاصيلها وكيفية إدارتها، وأضف إلى ذلك العلاقة بينهم والقيادات البارزة التى تلعب دورًا مهمًا فى تلك الانتخابات أياً كانت تسمية تلك الشريحة!
والقيادات التاريخية بالأحزاب أو الجدد ممن ظهروا على الساحة قبل أو بعد يناير ليس لديها شعبية بالشارع، ولا يمكن أن يضمن أيا من قيادات تلك الأحزاب حتى مجرد نجاحه كفرد والدليل أن من دخل مجلس شعب أو شورى الإخوان ممن يقدمون أنفسهم بأنهم ليسوا تابعين للجماعة.. تم ذلك بالتنسيق والتوافق مع الإخوان المسلمين والذين سمحوا لهؤلاء بالنجاح للشورى أو الشعب!
الخلاصة أن أيا من السياسيين الموجودين على الساحة ممن تساورهم فكرة الترشح لرئاسة مصر، لن يحسم أى منهم العملية لصالحه.. مثلا لو قلنا عمرو موسى وهو أكثرهم شعبية ـ الآن ـ معروف أنه لم يوفق وخرج من الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الأخيرة واتضح شعبية الرجل فى استديوهات الفضائيات والإعلام وأيضًا حمدين صباحى سبق أن رسب وجهوده مع 30 يونيو مظهرية.
وفى غياب فكرة التوافق بين قوى الاعتدال.. مثل السيد البدوى رئيس الوفد وحمدين صباحى، عمرو موسى وأبوالغار وغيرهم لاختيار مرشح واحد مع رغبة أى منهم للترشح لمنصب الرئيس، وبالطبع لن يحصل أى منهم فى غياب التوافق على التأييد المطلوب للفوز ولكن التداعيات حدوث تصادم بالشارع بين أنصار الجميع وبالتالى ستشهد نشوء حرب أهلية وأعتقد انها ستكون الأخطر تمنح الإخوان فرصة ذهبية للعب وتمزيق قماشة يونيو كثأر.
لأن التجربة الديمقراطية الحالية لم تتضح معالمها، وهى هشة وفى حاجة لحماية وقوة تساعدها على الثبات.. وهو ما يجعلنا فى حاجة لشخصية تتمتع بتوافق شعبى أى قادرة على حسم العملية الانتخابية لصالحها وهزيمة الرفض الإخوانى.. بالإضافة إلى توافر القوة فيها لوقف أى خروجات عن العملية الديمقراطية أو حدوث انحراف فيها.
■ شخصية يمكن للشعب أن يلتف حولها وهو ما يعنى سيرة ذاتية تتضمن عطاءً مميزًا ومبهرًا يقترب به من الشارع والخارج.
ولو دققنا بالمشهد حاليًا أجد أن كل نجوم المسرح السياسى هم صناعة 30 يونيو.. أعادهم هذا اليوم للحياة بعد أن انسحبوا طواعية أو مُجبرين فى زمن الإخوان.. وانصرفوا لحياتهم فمنهم من كان قرر الاعتزال ومنهم من انصرف لأكل عيشه.
لولا 30 يونيو لربما أحيل 90٪ من أسماء السياسيين والأحزاب للمعاش السياسى.
■ إذن كل الدلائل والمؤشرات تدفعنا للبحث عن رجل قوى، شخصية لا غبار عليها.. شجاعة. قوية. لديها ما تمنحه وتعطيه للبلد.
■ الفريق عبدالفتاح السيسى هو أفضل خيار لتلك المرحلة.. الوحيد القادر على حسم العملية الانتخابية.. وهزيمة كل محور الشر.. قادر أيضًا على الدفاع عن حرية الوطن وسلامة أراضيه وتعافى مصر من شوائب يناير ومؤامرات الداخل والخارج.
نعم هذه مرحلة حرجة ومصر فيها تكاد تكون ممزقة، إرهاب داخلى ومؤامرات خارجية وشباب خائن يسعى لإشعال الحرائق للتغطية على خيانته وأحزاب مرتشية وسياسيين يتاجرون فى أى شىء.
أنا مع الخيار الديمقراطى ورئيس مدنى.. ولأن البلد غير مستقر أرى فى تلك المرحلة.. الفريق السيسى هو الحل رئيسا لمصر.