
كمال عامر
التطرف.. بين الشباب
■ التطرف فى الجامعات المصرية أمر طبيعى لممارسات على مدار سنوات طويلة أراها خاطئة من جانب المسئولين عن الجامعات من أساتذة ورؤساء جامعات ووزير التعليم العالى.
تعالوا نناقش بهدوء ودون انفعال لنصل لحلول.
من المهم التأكيد على أن تطرف الطلاب راجع إلى تغذية عقلية لأفكار من جانب واحد.. بمعنى هناك من يسوق الأفكار المتطرفة.. من خارج وداخل الجامعات.. والحكاية تبدأ من الخارج.. وفى نفس الوقت لا يجد الطالب مسئولاً ليصحح الأفكار.. قبل أن ندخل فى صلب الموضوع.. أذكر أن السادة رؤساء الجامعات المصرية رفضوا منذ 1992 حتى الآن دخول أى وزير الحرم الجامعى! هذا القرار اتخذته الجامعات عقب نجاح د.عبدالمنعم عمارة فى تحريك المياه الراكدة وسط الجامعات واستنفار قوى الاعتدال للنهوض وتولى مسئوليتها بالتصدى للأفكار المتطرفة وأصحابها.
قوى الاعتدال من طلاب الجامعات فى هذا التوقيت اعتمدت فى التواصل مع الشباب على تقديم الخدمات الجامعية من مذكرات وأوراق دراسية إلى رحلات وأنشطة ثقافية واجتماعية وغيرها.
فى هذه السنوات لجأت الحكومة إلى تقديم خدمة جديدة لطلاب الجامعات من البسطاء وهى استضافة 1000 أسبوعياً منهم فى الاقصر وأسوان مقابل عشرة جنيهات للطالب، الحكومة وقتها تدخلت لإصلاح حال المدن الجامعية.. والملاعب وحمامات السباحة والمطاعم.. والنتيجة انتشار الاعتدال بالجامعات الحوار كان أهم وسيلة للوصول إلى عقل شباب الجامعات.. حوار محترم لأشخاص متفق عليهم فى الدبلوماسية والسياسة والاقتصاد والفن وغيرها.. المحصلة أن الطالب بدأ يدرك بما حصل عليه من معلومات جديدة أن التطرف ما هو إلا مرض.
الأهم أن المتطرفين من الإسلاميين أو غيرهم بالجامعات خسروا الانتخابات وخسروا صورتهم وقوتهم.. واستسلموا بعد انتخابات أمناء الاتحادات الطلابية.. نجح د.عبدالمنعم عمارة فى تسفير قيادات الطلبة إلى ألمانيا وإنجلترا للاحتفال بالقيادات الطلابية هناك والحصول على اجابات لسؤال كيف يمكن أن يقدم طالب الجامعة خدمة إلى مجتمعه؟!
محاربة التطرف فى الجامعات المصرية يبدأ بذهاب الوزراء الى مدرجات الجامعة.. لإدارة حوار وفتح نقاش جاد وصريح ومحترم مع الطلاب.. البداية صعبة.. لكن طلاب الجامعات المصرية ليسوا بمتطرفين بل هم ضحايا الصوت الواحد والأفكار الواحدة ووجهة النظر الواحدة.
طالب الجامعة يحتاج للاحترام.. احترام عقله وامكانياته.. وهو هنا فى حاجة إلى الاحترام.. فى المعلومات والنقاش..
شباب الجامعات تركته الحكومات المتعاقبة وحده دون مساندة معنوية.. تركته فريسة للتطرف والمتطرفين.
الوقت لم يمر.. أعتقد أن مهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب يملك رؤية تاريخية عن كيف يمكن القضاء على التطرف بين الشباب ومنهم شباب الجامعات.. الرجل يملك مؤهلات للتواصل مع تلك الفئة العمرية المهمة.. شرط أن يكون هناك تنسيق بين الوزارات وأيضا مع رؤساء الجامعات.
■ كلمة أخيرة.. رؤساء الجامعات والاساتذة عليهم عامل مُهم جدا فى انتشار فيروس التطرف.. هم مشغولون بالدراسة بالمدرجات.. وتركوا الأنشطة.. إما فى «يد» استاذ إخوانى.. أو إدارى إخوانى.
■ أستاذ الجامعة الذى يمنح مذكراته للمتطرفين ليطبعوها ويوزعوها كمساعدة للطلاب.. وفى نفس الوقت يرفض لغير المتطرفين منح تلك المذكرات هو مسئول.. الملف معقد.. لكن الوقت مناسب لحل جذرى للتطرف بين الشباب.