الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشباب.. اعتدال وإرهاب (3)

الشباب.. اعتدال وإرهاب (3)






شباب مصر هم أفضل ما فيها.. شعار آمنت به منذ بداية التسعينيات.
و بعد موت الرئيس السادات.. توترت العلاقة بين الشباب والدولة.. خاصة أن الشيوعيين والإسلاميين اتفقوا معا على مهاجمة السادات.. الشيوعيون لإحساسهم بأن الرئيس استسلم لحالة اللا حرب واللا سلم.. والإسلاميون لاقتناعهم بأن خطوات الرئيس السادات عكس الاتجاه.
المحصلة أن كل أركان الدولة ـ بعد موت الرئيس السادات ـ صنفت الشباب على أنهم تيار معادٍ يجب الابتعاد عنه وإهماله ومحاصرته وتكسير عظامه.
 كل الوزارات ـ بعد موت الرئيس السادات ـ فى بداية عهد الرئيس مبارك.. لم تهتم بالقطاع الشبابى وبدأت العمل على تنفيذ خطة لخنقه ومحاصرته من كل الجوانب فى الكليات وخارجها.. فى الجوامع وفى المدن الجامعية.. الهدف كان التطهير لكل القوى المعارضة.
وزير التعليم العالى الأسبق حسين بهاء الدين، الرجل كادر منظمة الشباب ويملك مقومات المناورة، أغلق الباب تمامًا على شباب الجامعات وحاول تغذية التيار اليسارى ليعادل شوكة الإسلاميين داخل الجامعات.. لكنه رفض أن يقدم على أى خطوة لحل الأزمات التى تواجه الشباب.
الصورة كانت حتى عام 1992.. خوف وحذر من جانب وزارات الدولة.. ورفع المسئولون الراية السوداء عند التعامل مع الشباب.
حالة من التجاهل واجهت شباب مصر فى الجامعات تحديدًا داخل 13 جامعة معترف بها ـ فى هذا الوقت.. وحذر وترقب وعنف من جانب الحركة الشبابية بالجامعات إلى أن تولى د.عبدالمنعم عمارة منصبه رئيسًا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة.. وأعلن الرجل بوضوح أنه وزير للشباب قبل أن يكون للرياضة محطمًا قوالب حديدية فرضت على المنصب انحياز المسئول فى هذا المنصب للكاميرات والشهرة والأضواء وهى ما يتواجد فى الرياضة عكس العمل مع الشباب فهو كما يتحدث الشخص مع نفسه لا أحد يشعر به أو ينصت إليه، المهم أن عبدالمنعم عمارة كان أشجع من تولى المنصب.. عدَّل من الميزانيات ودفع للشباب وأخضع لهم الميزانية الأكبر على حساب الرياضة وهى سابقة لم تحدث من قبل.. لم يكتف بذلك، بل أعلن أنه منحاز لشباب مصر.. وغازل عمارة الحركة الشبابية وأقام مراكز الشباب.. جدد شبابها.. ووضع خطة تنمية للشاب نفسه تسير جنبًا إلى جنب مع تطور العمل الشبابى والمبانى.
نجح عبدالمنعم عمارة فى إدخال الكثير من التجديد شمل التثقيف والحوار والنقاش وبناء الشخصية.. لم ينتظر عمارة الشباب ليطبق معهم رؤيته.. لكنه ذهب إليهم فى الجامعات ومراكز الشباب وخلال عامين أحكم عمارة قبضته على الجامعات ممررًا رسالة الاعتدال.. ألحق المجلس الأعلى للشباب والرياضة وحده دون أى مساندة حكومية.. الهزيمة بالتطرف بكل أنواعه.
انتصارات الاعتدال وهزيمة التطرف داخل الجامعات المصرية لم تكن وفقا لمنظومة عمل وزارية.. ولكن المفاجأة أنها جهود عبدالمنعم عمارة وفلسفته والطاقم المنفذ لسياسته.
والسؤال: كيف نجح عبدالمنعم عمارة وحده فى محاصرة التطرف بالجامعات ونشر الاعتدال والحاق أول هزيمة بالتجمعات الطلابية الإخوانية.
والأهم: من هم الذين انزعجوا من نجاحات عبدالمنعم عمارة؟ وكيف حاربوه ومن هو الوزير الذى قاد عملية تكسير عظام ضد عمارة داخل مجلس الوزراء ولدى الرئيس مبارك؟
وللحديث بقية