الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحوار المصرى - الليبى المفقود

الحوار المصرى - الليبى المفقود






فى حواره مع كبار الصحفيين وقيادات مطبوعات «روزاليوسف» ورئيس مجلس إدارة المؤسسة، شرح محمد فايز جبريل سفير ليبيا فى مصر حقيقة الأوضاع فى بلاده.. وشكل ومضمون الصراع.. والنتيجة الحتمية المتفق عليها بضرورة تدعيم الاتجاه الديمقراطى فى هذا البلد للبدء فى خَلق نهضة اقتصادية تتواءم وحلم الليبيين.
شرح السفير الليبى المحطات التاريخية فى نضال الشعب الليبى والدولة..والتركيبة الاجتماعية لمدن ليبيا وسكانها وتاريخها.. وأولويات الإصلاح.
لم ينزعج محمد جبريل سفير ليبيا بالقاهرة من ألغام الاستفستارات أو الأسئلة التى أمطرناها عليه.. تقبلها وأجاب عنها فى حكاية إحجام المسئولين فى ليبيا عن التواصل مع الشعب المصرى بكل طبقاته وفئاته.. والقصور فى عملية تبادل المصالح والمنافع والاستثمارات..وتحدثنا فى إهمال مصر والمصريين لليبيا ومشاكل العمالة المصرية.. والأسلحة المهربة والحدود.. تحدث سفير ليبيا بالقاهرة عن الثورة الليبية والخريطة السياسية وقوى الشر التى لا يسعدها تطوير الحياة فى ليبيا وعودة الحقوق للمواطن الليبى.
بعد نقاش وحوار امتد لساعات والاستماع لإجابات لكل الأسئلة.. وجدت من الضرورى فى بداية إصلاح العلاقات المصرية - الليبية هو مناقشة المشاكل الموجودة بصراحة والاعتراف بالأخطاء.. وعلى كل طرف أن يبدأ من جديد.. أيضا أصبحت أكثر إدراكا بأن سوق العمل فى ليبيا تحتاج لكوادر متنوعة مدربة ومدركة لحقيقة الأعمال وأن تكون هناك رقابة من الجانب المصرى فى هذا الشأن.
لدى إيمان بأن ليبيا هى الأقرب إلى مصر جغرافيا.. لكن العلاقات بروتوكولية فقط.. والعاملون من المصريين هناك يدفعون ثمنا لعشوائية التعاقدات أو الظروف وهو ما جعلها عرضة للتقلبات!!
لدى قناعة أيضا بأن سوق العمل فى ليبيا يمكنها استيعاب الملايين من المصريين شرط التنسيق بين الجانبين وضبط عملية السفر والمهنة!
لدى قناعة أن المصريين لا يشعرون بأن ليبيا تساعد مصر ولا حتى لديها أى نية لذلك وأن أموال ليبيا توجه إلى الغرب للاستثمار فيها دون مصر.
برغم أن سفير ليبيا محمد فايز جبريل حكى عن استثمارات ليبية فى مصر مشتركة بلغت 12 مليار جنيه إلا أننا لم نحس بها وهذا قد يكون راجعًا إلى أن تلك الاستثمارات لا تجد إعلامًا يكشفها للمواطن المصرى أو أنها استثمارات غير مفعلة.
بدون شك هناك طرف ثالث يرغب فى استمرار تويتر العلاقة بين مصر وليبيا بكل الطرق. وإلا ماذا يعنى اختطاف وقتل سبعة من المصريين المسيحيين ونشر أخبار عن اختطاف 74 مصريًا هناك اتضح أنه تم احتجازهم لنقص فى أوراق الإقامة وهى أمور عادية.. الطرف الثالث هنا يعمل على تعميق الخلاف بنقله من رسمى ـ رسمى إلى شعبى ـ شعبى وهذه أمور يتفهمها المتعمقون فى العلاقات الدولية.
الآن يجب أن يكون هناك تحرك شعبي لحصر الخلافات مع الأشقاء فى ليبيا. لا يمكن أن ننتظر نجاح الخارجية أو بيانات الداخلية أو غيرها.. وأتمنى أن نستقبل وفودًا ليبية لتنقل لنا الأحداث الموجودة هناك وتشرح حقيقة الأوضاع ـ والخلافات والإخوان هناك وتجار السلاح وتهديدات الحدود ومليشيات خطف السائقين.
ما أراه أن هناك فجوة بين الأخبار والمواقف المؤلمة والتى يروج لها مجموعة أو مجموعات فى ليبيا تسعى لهدم العلاقات المصرية ـ الليبية والوصول بها إلى القطيعة ثم المناوشات.. هؤلاء هم تجار السلاح وأصحاب الفرص فى ظل الخلافات.
أسأل: هل يمكن أن تنتبه الحكومة المصرية إلى ضرورة ـ على الأقل ـ محاصرة الطرف الثالث المؤذى للعلاقات مع ليبيا وكشفه للجانب الليبيى؟!
تعالوا نبدأ بنقاش يشترك فيه الشعبان بكل ما لديهما من أدوات.. النتيجة مضمونة.. علاقات يرعاها الشعب أقوى من رعاية حكومات.. الحكومات تروح وتيجى.. أما الشعوب فهى الباقية!
مصر فى انتظار ليبيا أقصد المصريين فى انتظار الليبيين ـ المشروعات المشتركة هى الحل.. برغم وجود أوراق بمشروعات متنوعة.. إلا أنها لم تخرج عن اتفاقيات ورقية.