
كمال عامر
مصر.. ليبيا.. شارة البدء «5»
■ لدى ليبيا وفرات مالية فى نفس الوقت هى فى حاجة إلى الأعمال والإنشاءات والبناء.. بمعنى أدق البلد يحتاج للبناء من جديد.
مصر لديها فائض عمالة وليبيا فى أمس الحاجة إلى الاستصلاح وكل أنواع البناء وكوادر فى الجهاز الوظيفى وفى ليبيا سوق عمل رائجة شاهدت ساحل ليبيا على المتوسط وتمنيت أن يتحول من خرابات إلى قرى سياحية ومنتجعات.. وشاهدت الحاجة إلى المصانع والمستشفيات والمدارس.. ودخول القطاع الخاص لبناء ناطحات سحاب وفنادق وغيرها.
ليبيا فى حاجة إلى المصريين.. ومصر أيضا فى حاجة إلى سوق العمل ولتكن المصالح هى شعار التعامل بين البلدين ولغة المصالح هى أقوى وأهم وسائل التقارب.
علينا أن نعترف بأن هناك خلافات تاريخية بين البلدين.. وليس من المعقول أن يظل الملف الليبى فى «يد» عسكرية لأن هذا معناه بوضوح محدودية التعاون أو التنسيق.. أتفهم أن تمثل المشاكل بين البلدين خطراً مباشراً على الأمن القومى هنا وهناك وهو ما يحتاج لتحرك سريع، وأتفهم أيضا أن الخلافات بين مصر وليبيا فى زمن العقيد القذافى كان يمكنها أن تتحول إلى معارك حيث كان الرئيس السابق يتعامل مع العلاقات مع مصر بمزاجية وهو ما أثار حفيظة مصر والمصريين، وإذا كانت هناك مشاكل تاريخية فالوقت مناسب جداً لبدء علاقات على أسس سليمة كنقطة انطلاق نحو الوحدة التامة.
■ كما سبق أن قلت إن هناك رغبة شعبية فى مصر وليبيا بالبدء فى البحث عن أرضية مشتركة لبدء علاقات مفيدة للطرفين تقوم على مبادئ الاحترام ومن وإلى كل طرف إذا كان هناك نظام جديد فى ليبيا.. فهو نظام غير مسئول عما جرى فى السابق.. وفى مصر الآن نظام جديد يسعى بكل الطرق لبدء انطلاقة نحو عالم عربى موحد يمكنه أن يحمى مصالح الشعب العربى ويحفظ مصالحه وكرامته.
ليبيا الآن لديها مشاكل داخلية متنوعة.. وهو أمر لن يستمر طويلاً إذا ما رأى شعب ليبيا أن الشقيقة الكبرى مصر تلعب دوراً فى التهدئة علينا فى مصر أن نساعد ليبيا - الآن - وليس بعد ذلك.. وأؤكد أن المستقبل مع ليبيا يبدأ من الآن.
الفرقاء فى ليبيا يمكن دعوتهم للقاهرة بعد مباحثات ولقاءات.. يدبرون نقاشا حول دائرة مستديرة عن مستقبل ليبيا هو الضرر فيما أرتأت المصلحة ارسال قوات مصرية أو عربية إلى ليبيا فيما لو طلب الأشقاء فى ليبيا ذلك.
فى قاموس الدول المصالح هى الأهم والعامل المشترك فى أى مساحات تقارب وليبيا كنز.. ومصر سند واضح وقوى للشقيقة ليبيا ضد أطماع الخارج ليبيا تطلب حماية مشروعها ومستقبلها وهى أمور يمكن أن تلعب القاهرة دورا فيها يجب مساندة ومساعدة الاشقاء فى ليبيا قبل أن تتحول خلافاتهم إلى رصاص وهو ما يجعلنا مهددين.
سفير ليبيا بالقاهرة محمد فائز جبريل يحاول بكل جهد أن يصحح أخطاء الماضى.. وزرع ليبيا داخل قلب كل مصرى وليس فى الشارع أو الإعلام أو غيره.. وهى جهود إيجابية أتمنى ألا تضاف إلى قائمة الاتفاقيات المهملة لأنها لن تتحقق إلا لو كان هناك إرادة لدى الطرفين ورغبة لدى والسياسيين الشعبان المصرى والليبى - كما لاحظت - ينتظران شارة البدء.. فهل يطلقها السياسيين.