
كمال عامر
محلب فى توشكى
زيارة م. إبراهيم محلب إلى المشروعات الناجحة طبعا مختلفة عن زياراته إلى المشروعات المعطلة.. فى الأولى قد ينقل للعاملين هناك جرعة معنوية تمنحهم الاستمرار فى النجاح.. الناجحون لا يحتاجون إلى حوافز أو أموال.. لكن إلى الإيمان بجهودهم وكلمة شكر.
معظم المسئولين يفضلون تفقد المواقع التى تجذب أكبر عدد من كاميرات الفضائيات والتليفزيون والإعلام، هم يتحركون وسط زفة إعلامية وأيضا فى زيارات قد تستمر دقائق لزوم الصورة.
بينما لو ذهب رئيس الوزراء أو وزير الاستثمار والزراعة إلى توشكى لرؤية زراعات القمح والخضروات وغيرها.. الباشاوات قد تتسخ أحذيتهم وشوية أتربة قد تلحق بالبدلة وقد تسبب لهم الحرارة المرتفعة أن يتساقط على جبنه عرق!
المسئول عندنا يفضل التكييف ولو كان مضطرا فالزيارة للمواقع القريبة أفضل على الأقل ليعود لمنزله أو لمكتبه بسرعة!
فى توشكى حرارة، وطرق ترابية وزعابيب وناس لا تعرف يعنى إيه برفانات مستوردة.
فى توشكى شباب ومهندسون وعمال زراعيون لا يجيدون إلا العمل.. الشمس تتلاعب ببشرتهم، الأهم لا يعلمون الشكوى.
زراعات القمح فى أرض شركة جنوب الوادى بتوشكى وهى شركة حكومية شكلها يسر النظر والأشجار وشكل أعواد وسنابل القمح تحكى قصة فوز الإنسان على الطبيعة وهزيمته للصحراء.
فى توشكى العاملون هناك «حملونى» مسئولية بدعوة م. إبراهيم محلب ليشاركهم حصاد موسم القمح.
مهندس سعودى عليوة رئيس مجلس إدارة جنوب الوادى للتنمية رفع تقريرا إلى مهندس محمد صفوان سلمى رئيس القومية للتشييد ومهندس يوسف الشيخ بطلب ورغبة أن يكون رئيس الوزراء هو من يعطى إشارة بدء الحصاد وبدورى أناشد محلب.. توشكى أيضا تحتاج لزيارة لك.. تأكد أن العاملين فى مشروع الاستصلاح والزراعة عاوزين يحكوا لك تجاربهم فى مواجهة اللون الأصفر من الممكن أن نعمم التجربة.
فى رأيى أن رئيس الوزراء سوف يستجيب لدعوة العاملين فى توشكى ليتفقد زراعات القمح ويرى على الطبيعة قصة نجاح مكتوبة بعرق فلاح بسيط بدرجة عامل أو مهندس تهدف لتوفير احتياجات غذاء المصريين.
■ شرق العوينات والمناطق الزراعية فى الأطراف أيضا يجب زيارتها ومتابعة العمل.
■ هناك نوعية من المصريين يعيشون بلا ضجيج ينتجون ويزرعون ويبذلون الجهد والعرق لا يجيدون إلا العمل والإنتاج والصمت هذه الشرائح موجودة فى حقول البترول بالصحراء الغربية وسيناء والمنصات البحرية داخل البحر وأيضا العاملون بالمشروعات الزراعية فى توشكى وشرق العوينات وغيرهما.
تصوروا هؤلاء لا يشغلهم التهابات شوارع البندر ولا غلاء الأسعار والمرور والسكن.. لأنهم متفرغون للعمل فقط التحية والتقدير لكل من سقط منه نقطة عرق.. روى بها أرض صحراء جرداء رملية فتحولت إلى سمراء مزينة باللون الأخضر.