
كمال عامر
للرئيس القادم.. التعليم «2»
منظومة التعليم فى مصر معقدة.. الحلول المجمعة لم تثمر عن تقدم.. برغم مليارات الجنيهات المرصودة لتطوير التعليم.. إلا أننا ما زلنا نعانى تعليم بدون عائد.
ما هو الحل.. على المشير السيسى أن يستمع لحلول التعليم من خبراء والمشكلة محددة فى .. مدرس توقف عقله عند حدود الفصل.. وكتاب مدرسى غير جاذب للتلميذ ولا لعقل.. وتلميذ يعتقد أن التعليم فرض مثل غيره من فروض حياتية.. التعليم فى عيون الأسرة شهادة لزواج المحروس.. ولرفع مقدم الزواج ولمؤخر الفتاة.. عندنا تعليم نعم.. لكنه أسوأ أنواع التعليم هو لا يداعب العقل ولا يعترف بالفروقات والإبداع.. «الحفظ» الوسيلة المشتركة بين التلاميذ لكسر العملية التعليمية والنجاح.
التعليم يشمل حضانة.. ابتدائى.. إعدادى ثم الثانوية العامة والمرحلة الأخيرة الجامعة.. بداية الحلول من تحت والأهم أن خطط تطوير التعليم تحتاج سنوات وجهودًا وأموالا.. وهى عملية معقدة ومتكاملة.. البدء من الحضانة أمرًا مهمًا فى طريق الحل.. وهو ما يعنى أنه خلال خمسة عشر عامًا سوف ينعكس هذا النجاح على طالب الجامعة.. وعلى الرئيس أن يراعى الله فى المصريين ويتحمل وضع خطط طويلة الأجل حتى لو أن نتائجها يحصدها غيره!! على الأقل ليضع سابقة فى أن خطط التطوير ليست شرطا أن يكون من بدأها هو الذى ينهيها! فى العالم المتقدم الخطط ثابتة والوزراء هم فقط الذين يغادرون.. فى مصر عندما يتولى الوزير أو المسئول المسئولية يبدأ بالتخطيط والخطط الجديدة ثم عندما يغادر منصبه هو مُجبر أن يأخذ خططه مع المغادرة.. لأنه يعلم أن الوزير الجديد سوف يتفرغ لتشويه من سبقه وحرق كل خططه بل والتشكيك فيما فعله.. إذن مليارات الجنيهات تضيع وجهد وزمن والأهم أن الوزير الجديد يبدأ ويكرر نفس السيناريو.. كأنه الملهم والمنقذ إلى أن يغادر بخططه وعمله.
من الممكن أن يُبدل المشير السيسى رئيس مصر القادم كل هذه الموروثات الفرعونية وتحطيمها ليساعد فى توفير مليارات الجنيهات لتتفق على خطط ثم يتم حرق تلك الخطط والبدء من جديد.
هذا هو المشروع القومى الذى يجب أن نقتنع به ونلتف حوله.. ليخلصنا من أمراض اجتماعية موروثة.. الدولة تحملت مليارات الجنيهات فى هذا الشأن دون أن يلتفت لها أحد فى التعليم أو غيره !
فى التعليم.. الحضانة.. العملية تحتاج خبراء أجانب من ألمانيا وأمريكا واليابان مش عيب أن نتعلم وأن نستورد خبراء نعرف منهم الحلول.. مش عيب أن نستورد خبراء.. فى التدريس لتعليم «البهوات» المصريين وتفتيح مسام عقولهم.. لهضم التجديد والجديد فى العالم بالنسبة للتعليم.
فى نفس الوقت يجب دراسة حال المرحلة الإعدادية والثانوية والجامعات إذا كانت الجامعات الخاصة دخلت طرفا فى سبيل التطوير.. إلا أن جامعات الحكومة تعانى مشاكله متنوعة.
التعليم فى مصر عقيم.. هو فقط لتخريج الموظفين.. لا العلماء والمبتكرين.. قد يرد أحدهم.. عندنا علماء فى الخارج خريجو جامعات مصر.. وأرد: لولا وجودهم فى مناخ أو حضانة أتاح لهم النبوغ ما نجحوا.. إذا نحن فى حاجة إلى دراسة عمل حضانة أو صناعة مناخ يتيح الابتكار.. وإلا سوف تظل سوق تعليمية منخفض القيمة ويعتمد على الطفرات والمفآجات!!
الجامعات الخاصة تحاول أن تطور العملية التعليمية.. لكن الدولة بشكل عام فشلت حتى الآن فى تأدية دور مُجمع وواضح بشأن عملية الابتكار أو النبوغ الذى أصبح فرديا ويعتمد على الأسرة!!
إذا خطوات الإصلاح.. خبراء من الخارج للبحث عن خطة واضحة.. البدء على التوازى فى الحلول للمراحل المختلفة وبالنسبة للمعلم.. والكتاب والتلميذ كل من هذه الأضلاع يحتاج العناصر للتطوير.