
كمال عامر
مشروع قومى للشباب
■ التعصب فى مصر الآن على أشده.. فى الرياضة والسياسة أحد إفرازات الشارع السياسى.
لم نكن نعرف الجانب الأسود من التعصب فى ملاعب كرة القدم واللعبات الأخرى المشجعون تسابقوا باختراع آليات متنوعة للتشجيع..
كل منهم سعى لمؤازرة فريقه.. هكذا اختلفت صور التشجيع بالمدرجات وأصبحت جاذبة.
فى الشارع أيضًا كان التعصب لصالح البلد.. جذب جمهور كرة القدم كل المصريين مظاهرات الاحتفال بأمم أفريقيا.
الملايين من المصريين ساروا فى مظاهرات استجابة للجمهور الرياضى للاحتفال بالانتصارات الكروية.. وتحت علم مصر خرجت الأسرة بكامل أفرادها للاحتفال بالانتصار حتى لو كان فى ملعب كرة القدم.
بعد يناير تبدل الحال.. زاد التعصب من أجل البلد.. لكنه انحرف عن كل ما هو جميل رأيناه.
نعم هناك من ساعد فى الانحراف الذى حدث بين جماهير الرياضة تحديدًا وهم مجموعة سياسية لها أهداف حاولت استغلال حماس تلك الفئة لصالح تمرير رسالة لصالحهم والترويج لها بين الشارع وقد جذبت تلك الأحداث عددًا من المشجعين.. لاحظنا مظاهرات شارك فيها جمهور كرة القدم تحت مطالب سياسية..
بمرور الوقت وخلال السنوات الثلاث الماضية انتقل التعصب السياسى من الشارع إلى المدرجات عن طريق عدد من المشجعين والنتيجة.. ملاعبنا تدفع ثمناً للخلاف والاحتقان السياسى.
■ ستظل المدرجات والأندية تعانى من تلك السلبية لبعض الوقت لارتباطها بالتغيرات السياسية الموجودة.. مصر تتعافى ولو ببطء.. لكن فى النهاية ستتخلص ونحن أيضًا مما أصابنا من أمراض ومنها التعصب الذى ألحق الضرر بالرياضة وغيرها..
■ نعم من الممكن تنقية الأجواء ونزع فتيل أزمات المشجعين ومعالجة ما لحق بالمشجعين من أضرار وبالحركة الرياضية.. وهذا الأمر يحتاج إلى وقت. تنقية جماهير الكرة من شوائب السياسة أمر مهم وضرورى.. وأعتقد أن المجموعات أو التجمعات السياسية لن تلعب فى الخفاء بتلك المساحة خاصة بعد ترتيب الأوراق السياسية بشكل عام.
التعصب مرض حتى الآن معروفة أسبابه وحدوده.. ويجب معالجته بخطة تتدخل فيها وزارة الشباب وترعاها. بالتنسيق مع رؤساء الأندية ووزارة الداخلية.. لا يمكن بأى حال أن نترك هذا المرض دون تدخل جراحى كعلاج.. بعد أن اكتشفنا أن أمراض مصر بشكل عام أو ما تواجهه من مشاكل يجب أن يكو العلاج جذريًا.. والتعصب يحتاج لهذا النوع من العلاج.
■ روابط المشجعين جهة تنظيم للتشجيع وبالتالى عليها مسئولية عندما تنحرف العملية التشجيعية عن مسارها.. وهنا الحساب يجب أن يبدأ.
عندما تتعصب جماهير الكرة لصالح ناديها هى حرة.. وعندما تتعصب ضد ناديها الأمر هنا فى «يد» إدارة النادي.. وأن تتعصب خارج حدود الملعب الدولة علهى أن تتحرك.
■ يلعب الإعلام الرياضى دورًا مهمًا فى تلك اللعبة.
والملاحظ أن البعض من الإعلاميين يلعبون على «وتر» التعصب لتحقيق أهداف النيل من الخصوم أو الحصول على تشجيع وشهرة.. بالمناسبة لو زاد الغضب بالكل سيدفع الثمن.