
كمال عامر
الشباب.. حلم التوزير «2»
فى مؤسسة الأهرام وداخل أروقتها يجرى نقاش وحوار معمق حول القضايا الشبابية للوصول إلى جذب الشباب للمشاركة المجتمعية والسياسية تمهيداً للوصول إلى مكانة فى قيادة المجتمع وكطلب الرئيس السيسى.
واليوم أناقش ما يواجه المنظومة الشبابية من معوقات أدت فى النهاية إلى تهميش الشباب لأسباب من جانبهم وليست غيرهم.
الشباب فى مصر يطمع فى منصب وقد حدث أكثر من مرة أن تحقق له ذلك. لكنه لم ينجح وفشلت تجربة المناصب بقرارات فوقية دون وجود مقومات أو مؤهلات فى الشخص نفسه، ولدينا أكثر من لقطة يجب التوقف عندها مثل اختفاء الأحزاب الشبابية..
وتراجع الوهج الاعلامى عن أشخاص يناير 2011، وبالتالى اختفى بعضهم.. ولم يعد الحديث أمام الكاميرات شرطاً للترقى فى الحياة..
لكن من المفترض أن يكون هناك وسائل للتعليم وحصانة سياسية ليفهم الشاب كيفية متطلبات المنصب.
الأحزاب السياسية فى مصر غير مهتمة بدفع الشباب إلى صفوف القيادة مثلاً.
بدليل لا أحد هناك يدير فى تلك المنظومة.. والدولة لا يمكنها أن تصنع وزيرا تتوافر لديه مؤهلات القيادة. من المفترض أن تكون - كمثال - المؤتمرات السنوية للأحزاب بمثابة فرحة جيدة لاختيار القيادات.. ظهور شخص تتوافر فيه المقومات المبدئية يجذب الانتباه.. وبالتالى يمكن تصعيده وتصنيف أفكاره. ووضعه على أول طريق الترقى لنقطة تتلاءم مع مؤهلاته..
أساليب الترقى هنا مختلفة.. يجب وضع المرشح من الشباب فى تحديات ومواجهات وتحت ضغط ليبحث عن حلول.. حتى الآن قرارات تعيين الشباب والدفع بهم كمسئولين تمهيداً لتولى المناصب القيادية من وزارات وخلافه فشلت والفشل هنا من جانب الشباب لأن الاختيار عشوائى أو طبقاً لضغوط واستجابة لصرخات أو صفقات!!
الشباب عندنا لازم يقرأ.. لازم يطلع على تجارب عالمية.. لازم الدولة ترعى مجموعة منهم وتوفر لهم المؤهلات من دراسات أو عادات وممارسات.. يعنى المرشح للوزارة من الشباب يجب أن يتعلم الحوار.. طريقة خروج الألفاظ.. متى يعلو بصوته ومتى ينخفض.. الوزير منصب سياسي.. يعنى لازم يكون صاحب المنصب من تدرج سياسى واضح بمعنى أوضح يجب أن يتعلم فى البرلمان الاستجوابات والردود وأيضاً يتعلم المواجهات والخروج من المواقف الصعبة وأيضاً ترتيب الأفكار.. وكيفية المواجهة والحلول لمشاكل وزارته.
غياب الوعى السياسى وأيضاً التنافس غير الشريف داخل الأحزاب الموجودة.
والتمسك بالمناصب من جانب الكبار.. كلها أمور أرى أنها أصابت الشباب بضرر وعمق عملية غياب العنصر الشبابى عن القيادة فى مؤسسة الأهرام يجب البحث هنا عن حلول لجذب الشباب وحلول لتثقيفه.. وحلول لتأهله للمناصب..
ويمكن للأهرام أن يلتفت لمجموعة من الحقائق ربما بذل مجهوداً لوجود حلول.. منها.
1 - النظام السياسى أو الممارسات السياسية للأحزاب الآن رافضة أو طاردة للطموح لدى الشباب..
2 - أمانة الشباب بالأحزاب لا تؤدى الهدف منها.
3- فشل نظرية الدفع بالشباب عن طريق الحكومة وبقرارات..
4- ليس لدينا آليات لاكتشاف المواهب الشبابية فى العملية السياسية والاعتماد على عنصر واحد وهو إجادة الحوار أمام كاميرات التليفزيون.
5- كيف تحصل على مكان بالوزارة شرط أن تكون مؤهلا له و«كيف تشارك فى بناء الوطن» عناوين قديمة.. ولم يلتفت أحد إلى أن حتى المناصب أصبحت بالدراسة والتقييم والامتحانات..
6- دراسة تجارب الدول الأخرى مهمة فيما لو أردنا مكانا فى الحكم للشباب.