
كمال عامر
الشباب.. والأحزاب السياسية «3»
عيون المنظومة الشبابية تتجه نحو مؤسسة الأهرام.. حيث يتم ترتيب عناصر لمؤتمر شبابى موسع يبحث عن آليات لجذب الشباب وحلول لمشكلة استبعاده.
من اللافت محاولات البحث فى عملية المشاركة السياسية.. كل ما أتمناه ألا أجد محاضرين من علم الاجتماع أو علم النفس يتولون الحوار مع الشباب.. وهؤلاء أصحاب تلك التخصصات أضافوا إلى تخصصهم كلمة السياسي.. فرصة فأصبح لدينا علم الاجتماع السياسي.. وعلم الاقتصاد السياسى وعلم النفس السياسى وهى ألقاب وليس مضمونًا. فى نفس الوقت هناك خبراء ومتخصصون فى المشاركة السياسية وإدارتها ومؤسسات المشاركة لأن هذه الأمور متخصصة وتؤدى فى النهاية بنا إلى التركيز على التنشئة السياسية ودور الأسرة والمدرسة ومؤسسات والكنيسة.. ووسائل الإعلام الجماهيرى وشبكات التواصل الاجتماعى هناك متخصصون فى هذا النوع من العلم ومع الأسف هناك أيضاً مزورون امتهنوا عملية السطو على المناصب.. والمحصلة أن المعلومات من شخصية انتحلت صفة مختلفة مما أفقد العمل قيمته وأفرغ العملية برمتها من مضمونها.
علينا أيضاً أن نمنح الحوار حول الأحزاب السياسية ومؤسسات الدولة وزراء أو غيرهم فرصة للمشاركة.. خاصة أن تحقيق الهدف من المؤتمر بشكل عام يعتمد فى نجاحه على الأحزاب وليس الدولة.
هناك أيضاً شق التجنيد السياسى أى إعداد الأشخاص لتولى المناصب السياسية تحديداً وهذه وظيفة رئيسية من وظائف الأحزاب ويجب على قيادات مؤتمر جريدة الأهرام أن تنسخ لنا التجربة البريطانية والأمريكية لعمل روشتة يمكن وصفها للطامح من الشباب فى الوصول للمنصب الأرفع لا يمكن أن نترك تعيين الوزراء للصدفة أو للصداقة.. ومع الأسف هذا ما يحدث الآن.. هناك أيضاً مسئول بارز في موقعه.. لكنه قد يفشل فى المنصب الأعلى كوزير مثلاً وهناك أمثلة.. أيضاً يجب أن نكتشف ونحدد طريقة وشروط وفترة للدراسة من جانب الطامح بالمنصب وأكرر.. لو أن كل حزب اختار مائة من شبابه ووضعهم فى حضانة وحدد لهم برامج للدراسة واحتكاكاً دولياً للتعرف على طريقة صنع القيادات أو اكتشافهم.
أعتقد أن هذه الطريقة مهمة ومضمونة فقط تحتاج لصبر قد لا يتوافر لدى الشباب لكنها قواعد اختيار أو الدفع بشباب مؤهل لإدارة بلد بحجم مصر مضمون النجاح يخدم منصبه.
يجب أن نعترف بأن ما يحدث الآن على الساحة السياسية بالنسبة للقيادات الشابة هو ابتزاز أو ترضية أو ضحك على الذقون.. نوع من أنواع النصب السياسى والترضية المزيفة..
الرئيس السيسى استشعر أن هناك فجوة ما بين الحاجة للقيادات الشابة لإدارة البلد.. وبين ما لدى هؤلاء من إمكانيات.
وهذه النقطة هى الأزمة أو المساحة التى ستتحرك فيها مؤسسة الأهرام للبحث عن حلول..
مؤسسة الأهرام بدورها تضم كوادر وعلامات مميزة فى هذا الشأن.
لديهم الخبرة والرؤية والفهم ويملكون الحلول كل ما أتمناه هو أن يكون المؤتمر مختلفاً عما سبق لأكثر من سبب. أولاً قيمة وقوة الأهرام.. ثانياً الدوائر المهمة ستتجه أنظارها نحو المؤتمر وتتابع بدقة ثالثاً أتوقع أن يكون المؤتمر مرآة لما نعيشه وما نريده. والرئيس السيسى عندما يكلف مؤسسة وجريدة الأهرام بهذا الملف.. الرئيس هنا يرى فى الأهرام سنداً مهماً لبناء المستقبل.. الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل.. إذا على الأهرام من جانبه أن يبرهن لى ولغيرى أنه قادر على المساهمة فى البناء.