
كمال عامر
الأهرام.. شباب ولا حل «4»
■ أتوقع عدم خروج المؤتمر الذى تنظمه الأهرام عن الشباب عن تطلعات ومشاكل ودراسة وحالة ضبابية بشأن شريحة مهمة وجدت نفسها وجهاً لوجه ضحية لطموح هبط عليها من السماء بعد يناير 2011 وتضخيم الآمال وإحساس الشباب بقيمة ما لديهم وهو ما أظهر لنا وصول عدد التحالفات السياسية إلى أكثر من 174 تحالفاً.. الشباب وقتها تقدموا الصفوف والإعلام لعب الدور الأكبر فى هذه الخطة.. وبمرور الوقت تراجع الاهتمام لعدة أسباب منها أن معظم الذين تصدروا المشهد السياسى منهم متورط بعلاقة ما مع أطراف أجنبية تمويلاً أو تدريباً أو اقتناعاً.. النتيجة صدمة شعبية وضيق واضح للمجموعات الشبابية التى لم تتورط فى هذه المشاكل.
الناس بدأت تشك فى طهارة دعوة الشريحة الشبابية وهى معذورة.. كيف تستقم «عمالة» من كان بالمقدمة فى أحداث يناير وطهارة التوجه والرغبة فى تقدم البلد وأهلها.
صدمة الشباب من قيادات أحداث يناير 2011 واضحة ومؤكدة وكان من نتيجتها التراجع.. الحسرة.. الغضب.. وهى سمات واضحة ومنتشرة بين الشباب والأهم فقدان الثقة بين الكبار والصغار والنتيجة عودة الجفاء وتراجع جدية الحوار.
كما توقعت فتح الأهرام النقاش بين الكتل الشبابية وقيادات مهتمة بالحركة الشبابية.
هذا الحوار لن يصل بنا إلى حلول لمشاكل مزمنة يعانى منها الشباب.
والرئيس السيسى عندما طلب من الأهرام تنظيم مؤتمر للبحث فى حلول لتلك المشاكل ودراسة كيفية إنهاء مرحلة الشك من جانب هذه الشريحة وفقدان الثقة فيهم وأيضاً وجود حلول عملية قابلة للتنفيذ بشأن كيفية تمكين هؤلاء من الإدارة فى بناء وإدارة الدولة.
الأهرام عندما فتح النقاش مع الشباب هو لم يلتفت لسلبيات ما تم بهذا الشأن خلال الخمسين عاماً الأخيرة. وليدرس إعادة ترتيب الأوراق لدراسة أو للبحث عن آليات جديدة لتحقيق أمل الرئيس السيسي.
أخشى أن يسفر المؤتمر عن «مكلمة»..ولا نتيجة.. من المهم أن يكون عنوان البحث فى هذا المؤتمر وجلساته هو «كيفية التمكين» يعنى كيف يمكن فتح المجالات أمام الشباب ومساعدتهم فى الحصول على المناصب شرط أن يكون لديهم إضافة للمنصب.
مؤسسة الأهرام تضم خبرات مهمة من مختصين فى العملية السياسية وأوجه الحياة بشكل عام.. وعندما طلب الرئيس السيسى من الأهرام البحث فى هذا الملف الشائك هو على يقين من جهوزية الأهرام وامتلاكها لحلول لمشاكل مزمنة واجهت وعانت منها المنظومة الشبابية لعشرات السنين.
غضب الشباب يرجع لمشاكل ذاتية بحكم نشأته وتكوينه.. ونظرة مجتمع وظروف محيطة يشترك الجميع فى المسئولية..
على يقين بأن خالد عبد العزيز بحكم منصبه مسئول عن شباب مصر يملك ما يضيفه برغم كونه مراقباً بحكم منصبه لما يدور داخل مؤتمرات الأهرام فى البحث عن حلول لمشاكل قطاع يعانى مثل غيره.. لكن لم ينجح أحد فى أن يقدم حلولاً مرضية.. والنتيجة نصف المجتمع غاضب من أى شخص ينتمى إلى الحكومة.. لإحساسه بأنهم ممنوعون من المناصب ومهمشون!!