
كمال عامر
شباب الجامعات.. للتنمية والإرهاب
■ شباب الجامعات المصرية يواصلون إعلان التمرد وهو أمر عادى ولن يخرج المشهد عن عملية تسخين فقط خاصة أن الحكومة تملك أدوات فرض الهدوء.. والداخلية برغم أن معظم الأوراق الأمنية داخل الجامعات فى يدها.. إلا أن كبار الداخلية أيقنوا أن المتطرفين من خارج الجامعة أو الكارهين لاستقرار البلد يسعون لصناعة مجزرة داخل الجامعة تحديداً. لاستغلالها إعلامياً بعد تراجع الاهتمام العالمى بتفاصيل مظاهرات المعارضين لاستقرار البلد.. الداخلية من خلال خبرتها تراجعت ومنحت القطاع الخاص فرصة ضبط الأمن داخل الجامعات..
كما قلت من قبل أن شباب الجامعات قاعدة سلمية ونظيفة.. هناك بعض الشوائب البسيطة التى يمكن تصحيحها أو عزلها من خلال تحرك إيجابى لوزراء التعليم والتعليم العالى والشباب والثقافة والأوقاف.. لكن يظهر أن انشغال الحكومة بالبناء ورصف الطرق وتحقيق إنجازات يمكن للعين المجردة أن تراها وراء إهمال تلك الوزارات للدخول بقوة فى محاربة التطرف بين شباب الجامعات وزير الشباب خالد عبد العزيز يحاول وحده والتعليم يعمل وحدة والبقية أيضاً على نفس المنوال.
محاربة الفكر المتطرف لا يمكن أن تكون بحلول أمنية.. لكن أرى أن الحلول ثقافية وأنشطة وحوار وعمل وهى مفرادات للانتماء والتنقل إلى الجانب الإيجابي.. مع الأسف تظهر مجموعة تمتهن هذا النوع من العمل أفكارها قديمة.. لا نملك آليات أو رؤية تنفيذ على الأرض لذا تتجه معظم الأبحاث أو الاقتراحات إلى الأدراج.
حسناً.. شباب الجامعات عاوز ايه.. ؟ أو محتاج إيه؟
قبل الإجابة يجب أن تعترف بأن المعارضة داخل الجامعات ليست إخوان مسلمين أو تيار إسلامى فقط.. بل تضم أطيافاً أخري.. منها الفقراء.. الإجابة.. طالب الجامعة يحتاج لمتابعة اجتماعية «ليد» تمده بالمساعدة للمحتاج منهم! محتاج لفهم وإدراك ماذا يحدث سياسياً.. وما هو دورة أو المطلوب منه وأيضاً نصيبه من التنمية؟
شباب الجامعات هم ثرورة مصر فى بناء الغد وقد نالوا إهمالاً على مدار سنوات.. وجاء الوقت لننظر لهم نظرة مختلفة غير إنهم «شوية عيال».. نعم هناك من يحاول حرق الجامعات و«أيدي» تعبث بالاستقرار وهو سيناريو مكرر حدث فى عام 1954 والآن وهو نفس السيناريو بتفاصيله.. على وزير الشباب خالد عبد العزيز وهو يتمتع بمصداقية مؤكدة أن يتحرك بفاعلية وسط شباب الجامعات ويمكن عمل التواصل معهم داخل الجامعات نفسها بدلاً من مراكز الشباب.
الأمر بسيط والبداية دخول وزارة الشباب سوق تقديم الخدمات المتاحة للطلاب بدءاً من طبع مذكرات بسعر منخفض مروراً بالمساعدة اللوجستية لأسر الجامعات لتنفيذ الأنشطة.. الاهتمام بالمدينة الجامعية وتوفير متطلبات الراحة للطلاب والطالبات.
أكرر لا يمكن أن نهمل شباب الجامعات حتى تنفجر قنبلة أو يموت طالب أو مجند.. الاهتمام كان من المفروض أن يبدأ أمس وليس اليوم..
لكن الفرصة لم تهرب.. شباب الجامعات الآن وفى العام الدراسى الجديد أكثر هدوءاً وإدراكاً بعدم العبث باستقرار البلد وبرغم كل ما يحدث إلا أن الفرصة لم تهرب بعد للتواصل مع شباب الجامعات وعدم تركهم فريسة للتطرف والمتطرفين.. الكرة فى ملعب خالد عبد العزيز عليه أن يبدأ التحرك.. وسط شباب الجامعات.. حرص البلد على شريحة مهمتها صناعة الأمل للمصريين وليس الشغب والإرهاب.