
كمال عامر
عبدالعزيز يتجه لألمانيا
التجربة الألمانية فى التعامل مع الشباب مهمة جدًا وتحتاج الاقتراب منها والأخذ بما يفيد لتطبيقه وقد طالبت مرارًا بدراستها بعمق.
سافرت إلى المانيا أكثر من ثمانى مرات قبل الوحدة وبعدها لدراسة ومتابعة مراكز الشباب والمنشآت الشبابية وعلاقة الدولة الألمانية بالمنظومة الشبابية.
فى ألمانيا ممنوع على الأحزاب الألمانية تجنيد الشباب حتى عمر 19 عامًا.. الحكومة الألمانية ترعى الشباب الألماني منذ الميلاد حتى 19 عامًا وتمنع أى تدخلات حزبية أو غيرها.. تعلن أن هذه الشريحة العمرية ملك لألمانيا.. البرامج التي تضعها للعمل مع هذا القطاع تهدف إلى المحافظة علي الوطن وتغذية عقل الطفل أو الشاب بالثوابت التي تحمى ألمانيا وتصنع تقدمها.
هنا تحمى ألمانيا مستقبلها بمنع تسريب أى شوائب سياسية أو حزبية إلى تلك الشريحة العمرية.
الحكومة الألمانية هنا تحافظ على الشباب وتحميهم وتدافع عنهم بحزمة قوانين يحترمها المجتمع هناك.. وقد سمحت للأحزاب بضم الشباب بعد هذا العمر.. وهنا مجموعة ملاحظات.
1- الشاب فى هذه الحالة يكون مهيأ لاختيارات سليمة فى قراره بالانضمام للأحزاب بما يتواءم مع رغباته.
2- تبنى الحكومة الألمانية للشريحة العمرية ومنعها الأحزاب من تجنيد هذه الفئة العمرية أيًا كان شكل وقوة واتجاه التجنيد خوفًا من غرس مفاهيم غير متفق عليها.
3- الحكومة الألمانية منحت هذه الشريحة العمرية حماية ثقافية وإجتماعية ونفسية وهو ما يصب بالنهاية فى صالح ألمانيا ومستقبلها.
فى المانيا مفاهيم مراكز الشباب، مختلفة عما فى مصر.. ولديهم نموذج فى البناء مختلف أيضًا حيث خصصوها للفنون والثقافة وكل أنواع الفنون البسيطة.. بينما ممارسة الرياضة فى أماكن أخرى تشرف عليها الحكومة والأندية تضم المميزين.
فى المانيا الحكومة قامت ببناء صالات كبيرة لممارسة الرياضة تضم حمام سباحة واختارت المكان لها بحيث تخدم الأحياء.. وسعر التذكرة 200 جنيه للأسرة وهو ما طالبت به وكتبت ونشرت.
وبدأت مصر تأخذ بها لمراكز التنمية والتعليم المدنى.. مطلوب الاقتراب من التجربة الألمانية أكثر، وهى الأقرب الينا، حيث الدولة الألمانية ليست بعيدة عن شبابها.. ولا تسمح لأى قوة بالتعامل مع المنظومة الشبابية إلا فى حدود.. هناك مجتمع مدنى وجمعيات تراقبها وتدعمها الحكومة فى إدارة حركة التبادل الشبابى والأنشطة وتدعيم الاختلاط بالمدارس الفكرية الأخرى فى العالم وهى هنا تعتمد الخطط وتمول وتتابع وتراقب وتمنح الجمعيات حرية القرار.
لقد كتبت اكثر من مرة على مدار عشرات الأعوام بضرورة نسخ التجربة الألمانية فى المجال الشبابى بعد دراستها بعمق.. ومع الأسف حكومة مصر تركت كل الجهات والجبهات والدول تتدخل فى المنظومة الشبابية بطريقتها وحسب أهدافها والنتيجة شباب أصبح مندوبا لتلك الجهات لدى المجتمع المصرى يحمل الينا الدم.
م. خالد عبدالعزيز وزير الشباب خاطب سفير المانيا بالقاهرة لتعميق التعاون ودراسة التجربة الألمانية وأمس كان وفد من الخارجية الألمانية فى ضيافة وزارة الشباب أنا شخصًيا سعيد بحماس وجدية خالد عبدالعزيز وتفتحه وتفاهمه تجاه طلبى بضرورة الاطلاع على التجارب الناجحة فى هذا الشأن ولم ينتظر الرجل وبدأ التنفيذ.