الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روز اليوسف» تقتحم «أوكار» البالة الأوروبية   مخازن لجلب الملابس المستعملة من الموانئ العالمية وتوزيعها على المحافظات

«روز اليوسف» تقتحم «أوكار» البالة الأوروبية   مخازن لجلب الملابس المستعملة من الموانئ العالمية وتوزيعها على المحافظات
«روز اليوسف» تقتحم «أوكار» البالة الأوروبية   مخازن لجلب الملابس المستعملة من الموانئ العالمية وتوزيعها على المحافظات




تحقيق : مروة عمارة

على أرصفة الطرق وبالأسواق الشعبية.. وبالعديد من المحال التجارية بالأحياء الشعبية، يتواجد تجار ملابس «البالة» المستوردة، وهى الملابس المستعملة والتى يتم بيعها للزبائن بأسعار رخيصة... رغم أن هناك قرارًا بمنع استيراد الملابس المستعملة منذ عهد وزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد، وتم استثناء ما تحصل عليه الجمعيات الأهلية والخيرية من شحنات ملابس «مستعملة» من الخارج،  من أجل توزيعها على الفقراء .

 كان بداية السماح بدخول ملابس «البالة» المستوردة فى عهد وزير الصناعة السابق على الصعيدي، وقد أصدر قرارا يقضى بالسماح باستيراد الملابس الجاهزة المستعملة لتوفير احتياجات محدودى الدخل نتيجة لارتفاع أسعار الملابس الجاهزة، إلا انه تم إلغاؤه فى عهد «رشيد» بمبرر أن ببلد كمصر استيراد الملابس المستعملة.
تجار البالة
ولا يخلو حى شعبى أو منطقة عشوائية من تجار البالة أو محال «الاستوك» كما يطلقون عليه، ويعلم الاهالى أن تلك الملابس مستعملة، ولكن يقبلون على شرائها هروبًا من الارتفاع الجنونى لأسعار الملابس، ومع بدء موسم الشتاء وموجة السقيع، تزايد إقبال المواطنين على شرائها.
ولكن كيف تدخل تلك الملابس المستعملة للبلاد رغم حظر استيرادها، وما مخاطرها على الفقراء الذين لا يجيدون بديلاً عنها.
تواصل مع المهربين
« شومان» أحد مستوردى الملابس الأوروبية من البالات والاستوكات، تواصلنا معه بحجة أننا لدينا أحد المحال التجارية بحى شبرا ونريد شراء بضائع لبيعها به، وكانت بداية التواصل عبر موقعه الإلكترونى، فشرح لنا: «إنه يقوم بالحصول على شحنات من الملابس الأوروبية وبالأخص الإيطالية ويقوم ببيع كيلو البالة الأوروبى بحوالى 75 جنيهًا وهى تحتوى على صنف واحد أما بناطيل أو جواكت، وطالبنا منه بمعرفة المكان للشراء فأوضح أن عنوان المخزن هو (6 أكتوبر الحى الأول 96 شارع معهد الفنون التطبيقية).
وتابع أن لديه بالات شتوى درجة أولى بدون زيادات ومصاريف خروج ونقل، ولطلبات فوق 500 كجم وخصم 5جنيهات للكيلو، وهى واردة من  الدانمارك وألمانيا وهولندا وبلجيكا وبأكبر تشكيلة من الموديلات والماركات العالمية من ملابس الأطفال والحريمى والرجالى، وبأسعار لاتقبل المنافسة، وأن هناك استوكات غير مستعملة وهى بواقى المصانع الأوروبية ولكن قد يوجد بها بعض عيوب الصناعة، والكيلو منها بحوالى 250 جنيها، ولديه استوكات إسبانى وفرنسى حريمى ورجالى وستوكات أطفال ولادى وبناتى سعر الكيلو ١٠٠ جنيه، والقطعة تقريبًا بحوالى 13 جنيهًا وأيضًا أطفال شتوى، وبناطيل جينز بأكياس وزن ٢٠ كيلو بسعر ٦٥ جنيهًا للكيلو.
 وعندما استفسرنا عن نفقات الجمرك أوضح : « لا نفقات للجمارك، وهناك تسهيلات لأن  الملابس الشتوية محلية الصنع مرتفعة السعر، ولهذا يسعى المستوردون فى مصر بشراء البالة، لاننا نشعر بجشع التجار واستغلالهم، ونريد مساعدة الفقراء فى الكساء بالشتاء وبملابس جيدة وعالمية».
أسعار البالة
وتابع محاولاً اقناعنا بالشراء: «وصلنا اليوم بضاعة جديدة حريمى شتوى ماركات أوروبية أصلية ومشهورة بأرخص سعر للكيلو فى مصر واحسن طريقة للشراء علشان بتنقى كل قطعة بنفسك، وبأقل حد غدنى للشراء ٢٠ كيلو فقط وبسعر ٧٥ جنيهًا للكيلو، ومتوفر أيضا عبايات خليجى بسعر ٧٠ جنيه للكيلو فقط، وبنطلونات بسعر ٦٥ جنيهًا للكيلو والبيع بالتنقية، وستوكات أطفال بسعر ١٠٠ جنيه للكيلو، وبنطلونات حريمى ستوكات سعر القطعه ٣٠ جنيهًا، وبالة أطفال درجة أولى مميزة بسعر ٦٥ جنيهًا للكيلو»
مشروع بالة
وعندما ذهبنا للمخزن بحى أكتوبر عرض علينا دراسة جدوى لمشروع تجارة ملابس بالة، بحيث نصبح موزعين لبضائعه، وشرح فكرة المشروع مؤكدًا أن لديه مئات من الموزعين بمحافظات مصر وبالقري، وأن المشروع بحاجة فقط رأس مال 15 ألف جنيه وسوف يحقق ربح 3 آلاف جنيه  شهريًا.
وتابع: «أى مشروع فى الدنيا بيكون له نسبة مخاطرة لأنه ممكن يخسر لكن هذا المشروع نسبة مخاطرة قليلة للغاية، وفكرة المشروع عبارة  عن شراء بالتين كريمة كل بالة 50 كيلو سعر الكيلو 150 جنيهًا، ويتم فتح البالتين وتصوير محتوياتهما، ووضع أسعار بهامش ربح بسيط ومناسب للوصول للربح الشهرى المستهدف، وإنشاء مجموعة (جروب) أو صفحة على فيس بوك، وعرض صور الملابس بأسعارها وسنساعدكم فى تسويقها، وفى حالة إذا تم بيع بعض البضاعة وتبقى بعضها وأردتم تصفية المشروع تتم التصفية من خلالنا بحيث نضمن لك المكسب أو عدم الخسارة على الأقل».
أنواع البالة
وبدءًا فى شرح تقاليد تجارة البالة: «البالات استعمال اوروبى لكن بتكون مفروزة فى أوروبا درجات (تانية - أولى - كريمة)، وعدد القطع بيتوقف على الصنف والجودة والموسم (صيف أو شتاء) وفى أغلب الأحيان كل ما ترتفع الجودة بتكون البالة فيها ما خف وزنه وزادت قيمته وعلى سبيل المثال دى متوسطات لعدد قطع بعض البالات 50 كيلو، والبالة بنطلون رجالى 75 قطعة، والقميص رجالى 225 قطعة، والتى شيرت رجالى 270 قطعة، وفيست وبدى 360 قطعة، وشيميز وبلوزة 380 قطعة، وفستان 240 قطعة، وداخلى حريمى ولانجيرى ومايوه وكورسيه 1100 قطعة، وملابس أطفال 480 قطعة».
أسعار البالة
وتابع: «بنشترى الباقى منك يعنى أنت بتاخد البالة على بعضها واللى يتبقى منك احنا بنشتريه عشان تقدر تجدد محلك وماتبقاش البضاعة عندك فترة طويلة، وأسعار البالة درجة تانية 50 جنيهًا للكيلو، ودرجة أولى × تانية 75 جنيها للكيلو، ودرجة أولى 100 جنيه، ودرجة كريمة أولى 115 الى 130 جنيهًا، ودرجة كريمة 150 جنيها للكيلو، ويتم دفع مبلغ الفى جنيه تأمين للمستورد و500 للجمرك».
مهرب آخر
تواصلنا مع «مهرب» آخر ومكتبة بمدينة نصر وأوضح لنا أن الشحن للمنزل مجانًا وأن لديه بضائع بالة مستوردة ملابس أطفال كيلو بـ100 جنيه ومتوفر 15 كيلو بالة أطفال، وأوضح ان لديه عرض «نصف بالة» وهو متاح حريمى ورجالى وأطفال، والدفع مقدماً من خلال «فودافون كاش» أو «خدمة فورى» أو «البريد» أو «البنوك»، واى شحنة أكثر من 5 قطع  شحنها مجاناً للبيت من خلال البريد السريع، وأى شحنة أقل من 5 قطع  مصاريف شحنها 20 جنيهًا.
صاحب محل بالة
حاولنا الوقوف على مدى الاقبال على الملابس المستعملة، والتى أصبحت متواجدة بكل حى، فيوضح عادل عبد الواحد، صاحب محل بالة بحى شبرا، أن القطعة قد لا تتعدى سعرها عشرة جنبهات أو عشرين جنبها وهى مناسبة للفقراء وفى ظل موجه السقيع يقبل الفقراء عليها، وبدلا من أن يذهبوا لوكالة البلح، أصبح بكل حى محل للبالة ويقبل عليه الفقراء مع بداية كل موسم، وهناك قطع للأطفال لا يتعدى سعرها جنيهين والملابس بالكوم واللى يعجبه يشترى.
تابع: «بعض من الزبائن يفضل الملابس المستعملة عن الجديدة ذلك لأنهم يرون أن الملابس الجديدة بعد ارتدائها بمجرد أن تغسل مرتين تستهلك بينما ملابس البالة تبقى محافظة على جودتها، ومع البالة تباع بعض الملابس الجديدة والتى غالبا ما تكون (ستوكات) بعض المصانع أو تصفيات المصانع الكبيرة أو المحال التى تعانى من الكساد أو يتراكم المخزون من إنتاجها، واغلب البالة يتم شراؤها بالوزن دون رؤيتها، ويتم بعد ذلك تقسيمها إلى بالة بنطلونات جينز وبالة قمصان».
إقبال المواطنين
«أم أحمد» ربة منزل وزوجها عامل، لديها ثلاثة أبناء ولا تقوى على شراء ملابس جديدة وتخشى على أبنائها من البرد، تقول : «اشترى البنطلون بعشرة جنيهات والقميص بخمسة والجاكت بعشرين، وبالطبع لا يمكن أن اشترى لابنائى ملابس جديدة قد تتعدى تكلفة القطعة منها مائة جنيه»
وتابعت: أقوم بغسلها اكثر من مرة  للتأكد من نظافتها ثم يرتديها أبنائي، ورغم خوفى من إصابتهم بالأمراض، إلا أن ما بيده حيلة، ولا أعلم أن مرض ابنتى بحساسية الصدر بسبب تلك الملابس أم لا، وكثيرا ما يصابون بقرح جلدية والتهابات صديدة أيضا».
مخاطر صحية
وحول مخاطر تلك الملابس المستوردة المستعملة أوضحت دكتورة هبة حسين، استشارى الأمراض الجلدية، أن الملابس الأوروبية المستعملة التى يتم جلبها عبر الموانئ، يتم وضعها بدون تطهير أو تنظيف لفترات طويلة خلال اكياس بلاستيكية ولا تتعرض للضوء أو الهواء وتنقل الحشرات والميكروبات والفيروسات  التى لا تموت، سواء منها او من أماكن التخزين لفترات طويلة بالشاحنات، وبالتالى تتفاعل مع بعضها البعض ومع المواد الكيمائية ، وعند ارتدائها تسبب حساسية  والتهابات بالجلد ومرض الجرب لعدم تعقيمها من قبل المستوردين، هذا بالإضافة لحالات الربو وحساسية القصبات الهوائية  والحساسية الجلدية بمختلف أنواعها ومرض الإكزيما ونقل أمراض خطرة الجذام  والتنيا والبهاق، وتحمل فى طياتها الحشرات الضارة كالقمل والقراد وغيرهما من الأمراض التى تصيب المواطنين.
وتابعت: «من أخطر الأمراض التى تصيب الأطفال تكون بسبب ارتداء الملابس للمستعملة، فقد يلجأ الأهالى لشرائها لرخص سعرها، ولكن أطفالهم يدفعون فاتورة علاج أمراض خطيرة بسبب عدوى البكتريا الطفيلية وأكزيما التلامسية وهى عبارة عن حَمار وهرش فى الجسم كله والتينيا الملونة، التى تكون على شكل بقع بنية وبيضاء، تصيب الصدر والوجه والرقبة.
العتبة والموسكى ووكالة البلح وشارع 26 يوليو قبلة الملابس المستعملة الوافدة من تجار الملابس المستعملة والمهربين من بورسعيد، وكذلك أسواق الجمعة بالتونسى والخميس بالمطرية وغيرهما من الأسواق الأسبوعية، ويتردد عليها آلاف الأسر ويجدوا القطعة والتى لايزيد سعرها عن خمسون جنيها.
حجم تجارة
الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن حجم تجارة الملابس فى مصر يقترب من ٢٠ مليار جنيه سنويًا، وعلى رأسها الملابس الواردة من الأسواق الأوروبية، ويبلغ حجم التجارة فيها نحو ٨ مليارات جنيه سنويا، ويتم التصدير بقيمة 2 مليار جنيه.
شعبة الملابس
«تأثير الملابس المهربة والمستعملة والمستوردة التى تمثل من 60 إلى 65% من حجم الملابس فى مصر، وهذا أثر على صناعة الملابس الجاهزة، حيث إن 50% من هذه المصانع خفضت إنتاجها ومنها من أغلق لعجزها عن تصريف المخزون نتيجة ضرب الفواتير والتلاعب والتحايل على الجمارك والضرائب» موضحًا محمد عبدالسلام، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية.
وتابع: «حجم الملابس المهربة المستعملة بالسوق المصرية تقدر بحوالى 8 مليارات جنيه وان البضاعة الوطنية تقدر بحوالى 9 مليارات جنيه وحجم الراكد يقدر بحوالى خمسة مليارات جنيه، وهى صناعة وطنية يعمل بها ما يقرب من 2 مليون عامل مباشر وغير مباشر وأكثر من10 آلاف مصنع والمرخص منها4 آلاف مصنع».
وكشف عن أن الملابس المستعملة غالبًا تكون غير مطابقة للمواصفات القياسية، وتضر الصحة العامة للمجتمع، وتأتى خطورتها على الصحة، وهى تجارة غير شرعية وليس لها سجلات رسمية فى الموانئ أو مصلحة الجمارك، وتؤثر سلبًا على سوق الملابس والصناعة المحلية، ورغم منع استيراداها إلا أن هناك تلاعب عن طريق استغلال الجمعيات الخيرية لها الحق فى استيراد الجمعيات وتستوردها بدون جمارك  أو مقابل مادى، وتتم بيعها من الباطن، وهناك ايضا عن طريق تهريب المنافذ الجمركية وهناك ملابس تهرب بقيمة جمركية أقل من القيمة الجمركية الحقيقة، وبالتالى لا يوجد عدالة بينه وبين المنتج المصرى.
«من المفترض ان الملابس المستعملة تخضع للحجر الصحى ويتم تطهيرها، وللاسف الفساد وموظفى الجمارك يتم تحريز ملابس من خارج الحاوية التى بها ملابس غير مطابقة أو تسبب امراض»  كاشفًا عن مخاطر تمرير شحنات الملابس المستعملة.
وبالمثل أوضح محمود الداعور، عضو غرفة الملابس الجاهزة، أن حجم البضائع المهربة أو المستعملة المقبلة من الخارج والموجودة فى الأسواق المصرية يقترب من  60% من حجم البضائع المتواجدة فى السوق المصري، وتباع بأسعار رخيصة جدا، ولم تسدد جمارك وليس لها سجل تجارى ولا ضريبة مبيعات ولا تحاسب على ضريبة الدخل، وبالتالى لا عدالة، وهو ما يؤثر على المصانع المعتمدة والخاضعة للرقابة ويؤدى للركود فى عملية البيع الذى تعدى 5 مليارات جنيه.
طرق التهريب
ويكشف دكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادى، عن آلية دخول الملابس المستعملة للسوق المصري، رغم حظرها قانونًا، بأنه يتم السماح بمرور تلك الشحنات عبر موانئ بورسعيد وتدخل مثل بقية المهربات مثلها مثل الأقمشة وغيرها، والبعض يستغل الجمعيات الخيرية من حقها تخدها هدايا أو هبات ويتم الكشف عليها، حتى لا يكون حاملة لعدوى او فيروسات، وللأسف الجمعيات الخيرية «ستارة» لجلب تلك الملابس برخصة الجمعيات الخيرية لجلب المستعملة.
«لابد من منع الملابس المستعملة لانه يتم استيرادها بقرابة مليار دولار  على الأقل، ولابد من تعديل القانون بحيث يسمح بضبط تلك الملابس بالمحلات وإعدامها، لأنه ليس من حق أى جهة مصادرتها طالما خرجت من الموانئ، ولهذا لابد من القضاء على تلك الثغرات التى تسمح بتداول وبيع الملابس المستعملة» موضحًا جودة .
الرقابة على الوارادت
وأفاد علاء عبد الكريم، رئيس هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، ان الهيئة منوطة  فقط بالرقابة على الملابس الجديدة، وضبطيات الملابس المستعملة هى مسؤلية جمارك الموانئ، والهيئة منوط فقط بالملابس الجديدة.
وطبقا لإحصائيات الرقابة على الصادرات والواردات فإنه خلال العامين الماضيين دخل مصر عدد 13ألفًا و852 شحنة  ملابس جاهزة مستوردها وحجمها 10 ملايين و334 ألف و558 طنًا من الملابس الجاهزة، بينما ضبطت شحنات من الملابس ضارة ومسرطنة وغير مطابقة للمواصفات عددها 206 شحنات ملابس جاهزة، حجمها 236ألفًا و69 طن، لوجود صبغات مسرطنة فى هذه الملابس تسبب السرطان عند ارتدائها كما ان هناك رفضًا لعدم تدوين بيانات اللائحة كاسم المستورد وبعض الأمور الورقية.
طرق الرقابة
ويصرح مجدى طلبة وكيل المجلس التصديرى للغزل والنسيج، ان المشكلة تتلخص فى أن الواردات تأتى من دول كثيرة، وهذا يفتح مجالاً كبيرًا للتهريب وهناك عصابات للتهريب بالموانئ وتربطها علاقات مصالح مع موظفى الجمارك، ولابد من زيادة الرقابة من قبل وزارة المالية والتى تدير المنافذ، والداخلية وهى الأمن الجالس على المنافذ، وكذلك منح حق الضبطية القضائية فى الأسواق المصرية، بحيث يحق لهيئة الرقابة على الصادارات والواردات أن تنزل الأسواق وتأخذ عينات من  المنتجات وتقوم بفحصها، ولابد أن تكون هذه الجهات مؤهلة، لأن مباحث التموين لا تستطيع أن تراقب السوق وتقبض على المنتجات المخالفة، لأنها ليست جهة فنية.
وبالمثل أكد أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية، أن هناك الآلاف من تجار الملابس المهربة والبالة يدخلون بشكل غير شرعى فى البلاد، ولا تستطيع الغرفة التجارية حصرهم وليس لها رقابة عليهم، لأن الموضوع متعلق بهيئة الجمارك فقطن وأغلبها ملابس لم يتم الكشف عليها ولم تخضع للحجر الصحى.
ضبطيات الجمارك
جدير بالذكر أن إدارة المنافذ الجمركية ببورسعيد، برئاسة محسن حسن، ضبطت مؤخرًا العديد من شحنات الملابس المستعملة والمهربة، وتم ضبط 3 أطنان ملابس غير خالصة الرسوم الجمركية مهربة داخل سيارة بمنفذ الجميل، وكذلك إحباط تهريب طن ونصف الطن من الملابس الجاهزة غير خالصة الرسوم الجمركية داخل سيارة ربع نقل، وخلال حملة أخرى تم ضبط 2 طن ملابس مهربة من قبل حملة لمديرية أمن بورسعيد، وضبط خلالها 6 مخازن وسيارة نقل، وضبط بالمخازن 90 طنًا من الملابس أجنبية الصنع مهربة غير خالصة الرسوم الجمركية على النحو التالى، كما تم ضبط 20 طنًا من البضائع أجنبية الصنع غير خالصة الرسوم الجمركية والمجهولة المصدر بمحافظة الشرقية بالمخزن الخاص.