السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سوزان تميم.. المصرية
كتب

سوزان تميم.. المصرية




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 24 - 08 - 2009



1
هل تذكرون فاتن عبدالرحمن، أو سوزان تميم المصرية، التي قتلها مواطن إماراتي ومزق جثتها إلي 8 قطع ورماها مع الزبالة في المنور، ثم هرب مع أسرته إلي الخارج؟!
حدثت الجريمة البشعة منذ ستة أشهر، وكانت الفتاة المصرية الجميلة وهي أجمل ألف مرة من سوزان تميم متزوجة عرفيا من الندل الإماراتي، وعندما طالبته بالزواج الرسمي قتلها هو وأمه بدم بارد.
ركب أول طائرة مع أسرته وعاد إلي الإمارات، وضاع دم البنت هدرًا، لم يتكالب علي قضيتها عشرات المحامين، ولم تلهث وراءها الفضائيات ووسائل الإعلام، قُتلت في صمت ودُفنت في صمت.
2
فاتن إذا تأملت صورتها التي نشرتها الصحف، أجمل ألف مرة من سوزان تميم.. كانت تحلم بالحياة والثراء والمستقبل.. ولكن ساقها القدر إلي من لا يرحم، ابن ثري عربي إماراتي صاحب نفوذ.
أخطأت.. سلمت نفسها مقابل ورقة.. لم تصن شرفها ولم تحافظ علي نفسها، فعلت أكثر من ذلك.. نعم كل هذا الكلام قد يكون صحيحًا، ولكنها لا تستحق القتل، ولا تمزيق جثتها وتقطيعها بهذا الشكل المروع.
أصدرت النيابة العامة مذكرة لتسليم المتهم عن طريق الإنتربول، ولكن لم يتحرك أحد، ولم تتلق النيابة ردًا، فلم يكن أمام النائب العام إلا إحالة القضية غيابيا إلي محكمة الجنايات.
3
قارنوا بين سوزان وفاتن.. الأولي تحركت من أجلها الدنيا ولم تقعد، حتي تم القبض علي هشام ومحاكمته وصدور حكم بالإعدام، وظل الإعلام يراقب القضية ثانية بثانية.
أما فاتن فلم يتحرك أحد من أجلها ، وكأن دمها رخيص وروحها لا تساوي شيئًا، حتي الأخوة في الإمارات الذين انتفضوا من أجل سوزان لم تتحرك لهم شعرة من أجل فاتن.
أين مدير شرطة الإمارات، الذي ملأ الأخبار والفضائيات، كاشفًا عن مهارته في قضية سوزان.. لماذا يلتزم الصمت التام؟.. ولم يصدر عنه تصريح واحد؟
4
القاتل الإماراتي واسمه أسامة صاحب نفوذ وسطوة في الإمارات وأبوه يمتلك سلسلة فنادق.. ولهذا يتم التواطؤ معه والتعتيم علي جريمته، ليظل حرًا طليقًا رغم ما فعله.
لا يعرف أحد مكانه، لأن شرطة الإمارات لم تتعب نفسها في البحث عنه، أو تتعمد إخفاءه.. فهل هذه هي الأخوة والعروبة والشهامة والمعاهدات الأمنية الموقعة بين البلدين؟
شرطة الإمارات التي لم تنم لحظة واحدة وواصلت العمل ليلاً ونهارًا من أجل سوزان لم تفتح تحقيقاً واحدًا حول القتيلة المصرية، رغم المذكرات التي تلقتها من السلطات المصرية.
5
أين عمرو أديب ومني الشاذلي ومعتز الدمرداش والبيت بيتك؟.. أين السادة المحامون الذين تصارعوا من أجل هشام وسوزان؟.. أين جمعيات حقوق الإنسان؟.. أين الصحافة؟.. ألا تستحق القتيلة المصرية من ينادي بالقصاص؟
متي يعلمون أن الدم المصري غالٍ مثل اللبناني، وأن الأرواح التي يتم إزهاقها تطلب العدالة سواء كانت مصرية أو إماراتية، وأن القانون يجب أن يأخذ مجراه، وأن التواطؤ بالصمت يجب أن يعامل بالمثل؟
لماذا لم تذهب وسائل الإعلام إلي منزل أسرة القتيلة لتستمع إلي والدتها وشقيقتها؟.. لماذا لم تستمع إلي الجيران وشهود العيان الذين أدلوا بأقوالهم في تحقيقات النيابة؟
6
الإماراتي القاتل يجب أن ينال عقابه وأن يقدم لمحاكمة عادلة مثلما حدث مع هشام طلعت مصطفي، وشرطة الإمارات مسئولة عن البحث عنه وتسليمه للسلطات المصرية.
الجريمة وقعت علي أرض مصر، والقتيلة مصرية، ولا يصح أبدًا أن تتواطأ عليه سلطات بلاده، لمجرد أن القتيلة ليست إماراتية.. العدالة يجب أن تكون عمياء ولا تعرف الفرق بين سوزان وفاتن.
لا أصدق أن شرطة الإمارات التي كانت تضع تسجيلات في الشوارع ومداخل العمارات ورصدت دبة النملة من أجل سوزان، لا تعرف مكان القاتل ولا أسرته ولا والده رجل الأعمال الشهير.
7
دم فاتن في رقبة شرطة الإمارات، وروحها ستظل معلقة بين السماء والأرض، تمطر المتواطئين مع القاتل باللعنات، ويا ويلكم من دعاء المظلوم، وصرخة المقتول.
سوزان التي أقاموا الدنيا من أجلها لم يتم تقطيع جثتها إلي 8 أجزاء ووضعها في أكياس الزبالة وحقيبة كبيرة، ولم يتم إطعام القطط والكلاب بها، مثلما فعلوا مع فاتن.
يا مدير شرطة الإمارات.. سيكتب لك المجد أيضًا إذا تحركت من أجل فتاة مصرية جميلة، قتلها مواطن إماراتي وفر إلي بلادكم.. هو وعائلته المجرمة.


E-Mail: [email protected]