الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سر هذا الفريق العظيم
كتب

سر هذا الفريق العظيم




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 01 - 02 - 2010



ولما كانت الدقيقة 85 تحقق الانتصار الكبير


1


الحمد لله.. بعد صبر وطول معاناة، انطلقت الفرحة في القلوب والزغاريد علي الشفاه والصراخ في الحناجر.. الدقيقة 85 فعلها «جدو» باللدغة القاتلة، التي لا تصد ولا ترد.


سر هذا الفريق هو الروح القتالية العالية.. من السد العالي عصام الحضري، حتي أعظم احتياطي في العالم «جدو»، مرورًا بجميع اللاعبين، كلهم أبطال، ومقاتلون من الطراز الأول.
لم يحدث في تاريخ الكرة المصرية أن جاء فريق بمثل هذه الروح وهذه العزيمة والقدرة الفائقة علي تحقيق النصر، فأصبح الفوز عدوي تسري في كل مكان.. عدوي جميلة.
2
سر هذا الفريق هو الالتزام الخلقي الهائل، ربما وجهنا اللوم لحسن شحاتة لأنه لم يستعن ببعض اللاعبين، ولكنه كان علي صواب، وكان من انتقدوه هم المخطئون.
الالتزام الخلقي الذي يزود الإنسان بأعلي درجات الصبر والإيمان، فلا ينفعل ولا يخرج عن السلوك القويم، حتي لو كان منافسوه في صورة «أباضيات» وفتوات الفريق الجزائري.
الالتزام الخلقي الذي خلق جسرًا من الإيمان بينهم وبين ربهم، فوفقهم في الشدائد ورفع شأنهم في الأزمات.. ولا تتصوروا أبدًا أنه الحظ، لكنها القلوب العامرة بالإيمان.
3
سر هذا الفريق هو الحزم والانضباط، فاللاعب الاحتياطي لا يتذمر بل يشد أزر زملائه ويشجعهم، ويكون أكثر سعادة ممن هم في الملعب كلما سجلوا أهدافًا.
الانضباط الذي مسح من قاموس المنتخب المصري أشياء ضارة مثل السهر والتدخين واللهو والعبث، صانوا أنفسهم، فكانوا في الملعب أقوياء وأشداء.
الانضباط الذي جعل اللاعبين يطيعون الأوامر، فلا يعترضون علي النوم المبكر أو سحب الموبايلات وأجهزة اللاب توب، بل يفعلون ذلك برضي وقبول لأنه في مصلحتهم.
4
سر هذا الفريق هو التركيز، فالعقول ليست في حالة توهان أو تشتيت، والكل له هدف واحد هو العودة بالبطولة وإدخال السعادة علي قلوب ملايين المصريين.
التركيز ومعناه أن اللاعب وهو في الملعب لا يفكر في شيء إلا في المستطيل الأخضر، مما يخلق أعلي درجات التوافق العضلي والذهني، فتدخل الكرات المرمي، ولا تذهب خارج الثلاث خشبات.
الفارق بين لاعب في حالة تركيز وآخر في حالة تشتيت، مثل الفارق بين من يجري جري الوحوش ولا يحقق شيئًا.. وبين من يعمل ويجد ويجتهد ويجني الثمار.
5
سر هذا الفريق هو الدعم الرسمي والشعبي.. من رئيس الجمهورية حتي أصغر مشجع.. الجميع قلوبهم تلتف حول اللاعبين، ولا يبخلون عليهم بالدعم والتأييد والمساندة.
الرئيس الذي يحرص علي الاتصال باللاعبين قبل وبعد كل مباراة، يشد أزرهم ويرفع روحهم المعنوية ويقول لهم: «شدوا حيلكم، مصر كلها معاكم».
والجمهور المصري الوفي الذي لم يفقد الثقة أبدًا فيهم، وكان ينطلق بعد كل انتصار ليملأ الشوارع حاملاً علم مصر وهو يهتف «تحيا مصر».
6
سر هذا الفريق هو حسن شحاتة.. المعلم الذي حقق للكرة المصرية ما لم يحققه مدرب آخر في التاريخ، ولن يقترب من مكانته مدرب آخر إلا بعد عشرات السنين.
المعلم.. الذي حقق انتصارات غير مسبوقة ليس بالأهداف فقط ولكن بالتفوق الساحق والضربات القاضية.. انتصار بطعم النبوغ والامتياز والاحترام.
المعلم.. الذي رفع اسم مصر عاليًا وجعلها زعيمة العرب وأفريقيا بلا منافس.. واستطاع أن يثأر لكرامة المصريين ويرد اعتبارهم في معركة الجزائر الكروية.
7
التهنئة للرئيس الذي منح الثقة والاعتبار لهذا الفريق عند خروجه ظلمًا من تصفيات كأس العالم، لأنه كان يعلم أنهم ظلموا، وأنهم قادرون علي رفع اسم مصر عاليًا.
التهنئة للجمهور المصري العظيم الذي خرج في الشوارع ليلة الأحد في مشهد رائع، يحتفل بالفوز التاريخي والإنجاز الهائل الذي تحقق.
مبروك لنا جميعًا.. هذه هي مصر وهذا هو قدرها ومكانتها، تترفع عن الصغائر وتجسد المعاني النبيلة والأخلاق السامية.. «ولينصرن الله من ينصره».


E-Mail : [email protected]