
كمال عامر
بناء المواطن.. كيف نبدأ؟
■ ليس هناك خلاف حول التنمية العادلة والمتنوعة والشاملة التى يقودها الرئيس السيسى ومجموعة وزراء حكومة د.مصطفى مدبولى. بالتدقيق فى مبادرة ودعوة الدولة المصرية لأجهزتها وللمجتمع بضروة الاهتمام بالبشر.. برفع الثقافة.. والوعى.. وبناء الشخصية بكل الطرق.. والمحافظة عليها والاهتمام بها وتوفير كل ما يمكن لتحقيق الهدف. أجد أن بناء الإنسان إذا كان هدفا للدولة.. فإن المسئولية للمجتمع.. جامع وكنيسة.. مجتمع مدنى.. أندية.. مراكز شباب.. بيت ثقافة.. وغيرهم. ولأن بناء العمارة كمثال يمكن لنا أن نرصدها منذ البدء «بلبشة» الأساس مرورا بالعمدان والأسقف والتشطيبات ونفس الحال فى أى مشروع. إلا أن بناء الإنسان.. هناك صعوبة فى رصد التغيرات.. هى تحتاج لوقت.. وتحتاج لسنوات لتحقق الأهداف. من هنا الدولة لا تستطيع أن تضمن الثورة الاجتماعية التى يجب أن تحدث على الأقل ليستطيع المواطن التفاعل مع التنمية التى تضرب المجتمع.. وبالتالى الحفاظ عليها وتنميتها. بناء الإنسان مسئولية مجتمعية.. على وزراء كل فى مجاله وضعها كأولوية ولأننى مؤمن بضرورة تغيير السلوك والمجتمع على الأقل لتحقيق الاستفادة القصوى من التغيرات الاقتصادية. > كمثال.. فى حى الأسمارات لاحظت تواجدا كثيفا لرجال الشرطة حول مناطق دخول وخروج السكان.. سألت الاجابة أن بعض من السكان الجدد ومعظمهم من العشوائيات.. يحاول بيع الأجهزة الكهربائية و«الفرش» الجديد وهو أمر ضار جدا فى تعكير صفو البيئة الجديدة للمواطن.. الحكومة هنا منحت المواطن السكن وتجهيزات الشقة من موبيليا وأجهزة كهربائية. ولكن عددا منهم لم يتهيأ بعد للتنمية والتغيير فى المعيشة والسكن الجديد ولأنه لم يتغير بعد وتعامل مع وحدته السكنية الجديدة المجهزة طبقا لثقافته القديمة. بناء الإنسان هنا أمر فى غاية الأهمية.. على الأقل ليتعلم كيف يمكنه التعامل مع التغيرات الاقتصادية التى يشهدها البلد بشكل عام. وزارات الشباب والرياضة.. الأوقاف.. التعليم العالى.. مهتمة ولديها مبادرات وبرامج.. وإن غاب المجتمع المدنى بشكل عام. مراكز الشباب فى مصر 4320 مركزا فى مدن وقرى البلد تلعب دورا مهما فى خطط بناء الإنسان. مراكز الشباب ليست للعب فقط.. وإن كانت الأنشطة أمرا يأتى ضمن خطط الجذب.. ويسير معها على التوازى خطط بناء المواطن المصرى.. والبناء هنا بوضوح.. تغذية العقل بالحقائق والمعلومات الصحيحة بما يضمن لصاحبه تشكيل حائط من دفاعا عن البلد ضد خطط ومؤامرات محور الشر فى الداخل والخارج. وزير ووزارة الشباب.. بالتعاون مع الأوقاف والتعليم العالي.. ينفذ خطط ومبادرات فى مراكز الشباب.. الأندية.. الساحات عن طريق برامج شاملة فى الدين وتنمية الأخلاق.. والتثقيف.. والمعرفة.. وتنظيم دورات لمتخصصين فى الشأن الدولى.. وكيفية ومقاومة مشاكل الحياة والآخرين وزرع الفتن وغيرها من سلوك محور الشر ضد الدولة المصرية. يبقى الأهم بأن الحرب ضد البلد مستمرة وهى محاولات انتقلت من تهديدات للقطاعات السيادية شرطة وجيش بعد هزيمة تلك المحاولات.. بأن انتقلت إلى هدم التلاحم الشعبى الموجود.. وضربه ودخوله فى الفتنة بنشر الأكاذيب وترويج الشائعات. هم يحاولون أن يفقدونا الثقة بأنفسنا وبلدنا.. لينفردوا بنا.. بناء الإنسان مسئولية المجتمع تجاه نفسه.. الأسرة.. المدرسة.. الجامع.. الكنيسة يجب أن يحجزوا لهم دوراً فى تلك القضية الوطنية.