
محمد صلاح
«إحياء الموتى».. فى «كوالالمبور»
الطيور على أشكالها تقع، والإرهابيون يصرون على غيهم وضلالهم بعقولهم الخاوية، بالسير خارج ناموس الكون، بإراقة الدماء، وقتل الأبرياء ونشر الخراب والدمار. قبل أيام، خرج «شياطين الإرهاب» من جحورهم، ليعلنوا عن تحالف جديد، متخذين من العاصمة الماليزية «كوالالمبور» وكرا لهم، مدعومين من 4 دول راعية وداعمة للإرهاب، بهدف إعادة « إحياء الموتى» من التنظيمات الإرهابية، بعدما كتبت ثورة 30 يونيو، شهادة وفاة «جماعة الإخوان» أخطر تنظيم إرهابى فى العالم، والمنبع الرئيسى للتطرف والإرهاب والدمار والخراب، والذى خرجت من عباءته جميع التنظيمات الإرهابية. «محور الشر» الذى تقوده تركيا وقطر وإيران وماليزيا، وحضره قادة التنظيمات الإرهابية فى العالم، لم يكن اجتماعهم فى «كوالالمبور» لوضع خارطة طريق لنصرة العالم الإسلامى والشعب الفلسطينى، وتحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلى، بل للتأمر وبث الفتنة والفرقة فى صفوف المسلمين، والتحريض على القتل والإرهاب، والانقلاب على منظمة المؤتمر الإسلامى « أكبر منظمة بعد الأمم المتحدة» والتى تضم فى عضويتها 57 دولة إسلامية. قمة إعادة إحياء التنظيمات الإرهابية، امتداد للاجتماع الذى عقده تنظيم « القاعدة» وحلفاؤه من جماعات الدم والإرهاب فى «كوالالمبور» قبل 20 عاما، والذى كان من أخطر نتائجه سيطرة أمريكية على المنطقة، وسقوط دول عربية بسبب فوضى ما يسمى بـ«الربيع العربى»، وتفكيك أقوى الجيوش العربية، وانهيار مؤسساتها الوطنية. إذا كان «اجتماع القاعدة» الذى عقد فى يناير عام 2000 وترأسه قيادات الإخوان والتنظيمات الإرهابية، قد خطط لتفجير المدمرة الأمريكية « يو إس إس كول» بميناء عدن، وتدريب الطيارين لتفجير مركز التجارة العالمى فى الولايات المتحدة الأمريكية فى 11 سبتمبر عام 2001، والذى اتخذته أمريكا ذريعة لغزو العراق وإنشاء قواعد عسكرية لها فى عدد من الدول، ثم سارت تركيا على نفس النهج وأقامت قاعدة عسكرية فى قطر لحماية «أمير الإرهاب». قمة « إحياء الموتى» والتى حضرها قيادات التنظيمات الإرهابية فى العالم وعلى رأسهم قيادات الإخوان والقاعدة وداعش وحماس والنصرة والحوثى، حصلت تلك التنظيمات - من خلال تحالفاتها السرية وبدعم من الدول الراعية للإرهاب- على الضوء الأخضر لتنفيذ هجمات إرهابية خطيرة فى العالم، قد يكون أقربها خلال الاحتفالات بأعياد «الكريسماس». مهاتير محمد، ذلك العجوز المكير، والذى أصيب بـ«الخرف» بعدما اقترب من المائة عام، احتضن أخطر التنظيمات الإرهابية، والدول الراعية والداعمة لها، لم يتذكر أحد أنه قدم شيئا للعالم الإسلامى، ولا للقضية الفلسطينية، سوى أنه منع وهو فى أرذل العمر أحد الفرق الإسرائيلية من المشاركة فى إحدى المسابقات الرياضية. أما أردوغان، الديكتاتور المغرور، الذى نهب ثروات بلاده، وشلح جنود جيشه، وأدخل معارضيه السجون، فقد اتخذ من الدين ستار لجرائمه القذرة، لتفوح من عباءته رائحة الدماء والخيانة والتآمر، فلم يضبط يوما متلبسا لنصرة الإسلام والمسلمين، ولم يقدم للقضية الفلسطينية إلا الكلام، فبلاده كانت أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل، وتعقد معها صفقات واتفاقيات تجارية، وصلت إلى معدلات قياسية خلال فترة حكم أردوغان، بل ووضع أكاليل الزهور على قبر « هيرتزل» المؤسس الحقيقى للدولة الإسرائيلية. لم يتوان أردوغان عن تنفيذ مخططاته المشبوهة لتفتيت التحالف بين مصر بلد الأزهر الشريف، والسعودية بلد الحرمين الشريفين، وتأجيج الخلافات مع باقى الدول الإسلامية، وانضم إليه تابعه الذليل تميم « أمير الإرهاب»، وحسن روحانى رئيس أكبر دولة راعية للإرهاب فى العالم، ودمرت دولا عربية وإسلامية. على العالم أن ينتبه، ويتخذ الحيطة والحذر، خشية وقوع عمليات إرهابية يسقط على إثرها ضحايا أبرياء، وأن يتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهة محور الشر الراعى والداعم للتنظيمات الإرهابية.