الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صوفيا تهدد عرش المذيعات!

صوفيا تهدد عرش المذيعات!

رأيت فيما يرى النائم أننى أصبحت أمتلك قناة فضائية وليس عندى ثروة هائلة لكى أتعاقد مع المذيعين والمذيعات الأكثر شهرة فى العالم العربى بسبب الملايين التى يتقاضونها من هذه القنوات كراتب شهرى!! وعندما فكرت فى الاتصال بزملاء وأصدقاء العمر منهم تراجعت على الفور، فالزمالة والصداقة شىء، والملايين التى يتقاضونها تنسف وتلغى أى زمالة أو صداقة!! وفجأة برز وظهر  الحل العبقرى أمامى إنها الست «صوفيا» الروبوت الآلى التى شاهدناها مؤخرا فى منتدى شباب العالم الذى أقيم بشرم الشيخ وتسابق الآلاف لالتقاط صور السيلفى معها وكان أول ما نطقت به للحاضرين هو كلمة «أحبكم» وأضافت: تحيا مصر. هذه اللهلوبة الروبوت «صوفيا» أدهشتنى بذكائها اللامع وحضورها الطاغى وإجاباتها الذكية مثل «الروبوت والبشر كل منهما يكمل الآخر وأن الروبوت لن يحل محل البشر». نعم «الروبوت صوفيا» هى الحل بالنسبة لمحطتى الفضائية التى أنوى تأسيسها خلال الفترة القادمة وستكون «صوفيا» هى المذيعة الوحيدة فى هذه القناة، وستقدم كل البرامج وحدها من البرامج السياسية والاقتصادية إلى البرامج الثقافية والفنية والنسائية وشئون الطعام والطبخ والماكياج وكل ما يهم المرأة. صحيح أن «صوفيا» كما أعترفت بأنها «روبوت» صنعت لكى تعمل كسفير اجتماعى آلى بشرى وأنها سافرت إلى 65 دولة حول العالم وتعلمت من البشر!! «لكن ما المانع أن استفيد بشهرتها العالمية فى 65 بلدا لكى تساهم فى نجاح قناتى بين مشاهدى هذه البلدان»!! تقول «صوفيا» إنها كائن بلا وعى ولا مشاعر وهذا بالضبط ما تفتقده المحطات الفضائية الآن، فكل محطة تمتلك أجندة خاصة بها، ولعل قناة الجزيرة ودلاديلها فى اسطنبول «الشرق ومكملين ووطن» خير مثال لذلك!! وإذا قامت «صوفيا» بتقديم برنامج عن «المشاكل الزوجية  والطلاق والخصام» فهى لن تنحاز للزوجات على حساب الأزواج وستكون موضوعية تماما وهو ما سوف يسعد الرجال ويغضب النساء!! وإذا قامت بتحليل مباراة كرة القدم فلن تنحاز لفريق ضد فريق أو لاعب ضد آخر فهى لا تعرف العبارة القائلة أنصر فريقك ظالما أو مظلوما!! ولن تنزلق «صوفيا» إلى أسلوب الردح والتشليق الذى ابتدعه «فيصل القاسم» فى اتجاهه المعاكس أو جمال ريان وهلاوسه النضالية، أو معتز مطر وأوهامه السياسية ومحمد ناصر وخرافاته التركية!! وأظن أن مذيعة بهذه المواصفات الجادة والعاقلة حتى لو كانت روبوت «ستكون السبب الأول فى نجاح أى قناة. لكن صدمة عمرى وفجيعتى الكبرى كانت عندما طرحت الفكرة على محلل استراتيجى إعلامى وخبير من أهل الفضائيات الذى قضى على حلمى قائلا: الفشل ينتظر قناتك يا أبوالرشد». فالقاعدة الإعلامية تقول إن الخبر الذى يستحق النشر هو الإنسان الذى عض كلبا وليس الكلب الذى يعض الإنسان، وقديما قالوا اللى اختشوا ماتوا.. باختصار هذه محطة تشبه الأكل المسلوق صحى ولكن بلا طعم، أين الشطة والفلفل االأسود والكمون والفلفل الألوان وباقى البهارات.. أين الفضائح والجرائم والاعترافات الشائكة وأسرار المشاهير وفساتينهم وثرواتهم.. ومن تزوج من؟ ومن طلق من؟ وفى تلك اللحظة قمت مفزوعا من منامى ولم أدع صديقى يكمل باقى درسه فى الإعلام الناجج!! ومعذرة يا ست «صوفيا» عن العمل معى فى محطتى!!