الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صلاح الدين ومعركة حطين وسقوط مملكة القدس

صلاح الدين ومعركة حطين وسقوط مملكة القدس

معركة حطين معركة فاصلة بين الصليبيين وقوات صلاح الدين المسلمة، وقعت فى يوم السبت الموافق 4 يوليو 1187م انتصر فيها المسلمون، أسفرت عن سقوط مملكة القدس وتحرير معظم الأراضى التى احتلها الصليبيون.   كانت دعوة البابا للحروب الصليبية التى بدأها البابا أوربان الثانى فى نوفمبر 1095 بعقده مجمعا لرجال الدين فى مدينة كليرمونت فران الفرنسية، ودعا إلى الاستيلاء على الأراضى المقدسة من ايدى المسلمين، وكانت نتيجة الحرب الصليبية الاولى احتلال مناطق من البلاد الإسلامية والقدس تحديدا  من قبل الصليبيين عام 1099 م، وكان الإقطاعيون الصليبيون والفرسان قد نصبوا أنفسهم أمراء وملوكا على تلك المناطق، فكان هذا على مدى قرن دافعاً لتحرير البلاد من الاحتلال، وكانت غارة لصوصية شنها أحد بارونات الإفرنج البارزين، ويدعى (أرناط) السبب المباشر للمعركة.  كان (أرناط) قد  استقر فى حصن الكرك الذى كان يقطع الطريق من سوريا إلى مصر والحجاز، وفى أواخر سنة 1186م، شن (أرناط) غارة (خلافا لشروط هدنة عقدت فى 1180) على قافلة متجهة من القاهرة إلى دمشق ونهب بضائعها، وأسر أفرادها وزجهم فى حصن الكرك، فما كان من صلاح الدين إلا أن يطالب فى الحال ملك القدس آنذاك بالتعويض عن الضرر والإفراج عن الأسرى ومحاسبة الناهب، ولكن الملك لم يجازف بمس تابعه القوى (ارناط)، فكان أن قرر صلاح الدين إعلان الحرب على مملكة القدس. بدأ القتال ضد الصليبيين، وأعلن صلاح الدين فتح باب التطوع فى مصر لمحاربة الصليبيين وأرسل مراسلات إلى الموصل والجزيرة والشام يطلب منهم دعم الجيش وخرج بعساكره الخاصة وعسكر الحلقة وغيرهم من القاهرة وعسكر فى دمشق، وعين ابنه الملك الأفضل قائدا للقوات واحتشدت قواته فى بصرى وكانت تضم نحو 12000  فارس و13000 من المشاة ورجال الاحتياط وأعدادا كبيرة من المتطوعين ثم سار إلى الكرك وأخذ قيادة القلب واعطى ابن أخيه تقى الدين عمر قيادة الميمنة ومظفر الدين كوكبرى قيادة الميسرة، وخرج الحاجب لؤلؤ بالأسطول من مصر، ثم خرج الملك العادل من القاهرة إلى بركة الجبل وسار إلى الكرك والتقى مع السلطان. وفى الجانب الآخر حشد الصليبيون 22000  ألفا بين فارس ورجل. والتحق بهم عدد كبير من المتطوعة حتى روى أنه زاد عددهم على الستين ألفا. فى أيار مايو 1187م، عبرت جيوش المسلمين نهر الأردن جنوبى طبريا، وفى 2 يوليو استولت جيوش صلاح الدين على طبرية قاطعا على عدوه طريقه إلى الماء. ثم أحرق المسلمون الأعشاب والشجيرات فى ساحة المعركة، واستولوا على عيون الماء، عملا على تعطيش الصليبيين واجبارهم على النزول للاشتباك معهم، ولما وصل الصليبيون إلى السهل الواقع بين لوبيا وحطين شن صلاح الدين هجوما ففروا إلى تلال حطين، فحاصرت قوات المسلمين التلال، وأقبل الليل وتوقف القتال، فى اليوم التالى 4 يوليو1187 وفى قيظ شديد ونقص فى مياه الشرب قامت معركة حطين، فالتحم الجيشان على بعد ميلين من حطين، فتضعضعت صفوف الصليبيين وأهلكت سهام جيوش المسلمين الصليبيين، ثم شن هجوم بالسيوف والرماح، فقتل وجرح وأسر الكثير، فاستسلم الألوف منهم.