الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تلك الأيام فى روزاليوسف اليومية!

تلك الأيام فى روزاليوسف اليومية!

فى زحام الحياة تاهت أسماء كبيرة كانت ملء السمع والبصر فى عالم الأدب والفكر والصحافة، ورغم الجهد الذى قدموه فقد كان النسيان والتجاهل التام هو نصيبهم سواء فى حياتهم أو بعد رحيلهم!! من هذه الأسماء الأديب والناقد والكاتب الصحفى «عباس خضر» وهو واحد من الذين لمعوا على صفحات جريدة روزاليوسف اليومية.. فى إصدارها الأول سنة 1935.. أصدر «عباس خضر» عشرات الكتب فى كل مجالات الكتابة من المقال إلى القصة القصيرة إلى النقد الأدبى، وكذلك كتبه التى حكى فيها بعض ذكرياته مثل «خطى مشيناها» وذكرياتى الأدبية.. والتى روى فيها بعض ذكرياته عن «روزاليوسف اليومية» فكتب يقول: «عملت فى هذه الجريدة مندوبًا لها فى الأزهر والمحاكم الشرعية وكانت لى جولات فى مجال هذا الاختصاص اذكر منها أن طلبة القسم الثانوى فى الأزهر وكنت منهم إذ ذاك، وأن كنت شاردًا عن الدراسة والحضور إلى العمل الصحفى - كونوا فرقة تمثيلية ومثلوا مسرحية «مجنون ليلى»، ومثل «ليلى» أحد الطلبة فى هيئة أنثوية، ولما علم بهم الرؤساء ثاروا وأنزلوا بهم أشد العقاب!! وكان الشيخ «الفحام» وكيل الأزهر يصرخ فى التليفون وهو يخاطب الشيخ «الدرغامى» رئيس القسم الثانوى: تمثيل فى الأزهر !! وليلى كمان!! ليلى فى الأزهر!! ياللعار!! وعن ذكرياته مع الأستاذ «عباس محمود العقاد» كاتب جريدة روزاليوسف اليومية الأول يقول: كنت معجبًا بعباس محمود العقاد ككاتب سياسى من حيث الفن الكتابى ومن حيث الجرأة التى لم يبلغها كاتب عصرى فى عصره!! ولما انشق العقاد على الوفد هزت مقالاته فى الهجوم على النحاس «زعيم الوفد» ومكرم عبيد ثقتنا بالوفد، وكانت هذه المقالات فى جريدة روزاليوسف اليومية التى تعاون هو والسيدة روزاليوسف على إصدارها! وتعثرت جريدة «روزاليوسف اليومية»، إذ حاربها الوفد فى مجال التوزيع بعد أن عجز قلم مكرم عبيد عن مصاولة العقاد الكاتب الجبار كما كان يلقب!! وكان مكتب العقاد فى إدارة الجريدة ندوة حافلة بالمؤيدين والمتظاهرين بالتأييد، يجلجل فيها صوت العقاد بالشتائم التى لا يستطيع كتابتها بحكم القانون أو الآداب العامة أو المعتقدات الدينية!! وعجزت الجريدة عن موالاة الصدور ومقاومة الوسائل التكتيكية التى دبرها حزب الوفد، وهى الجريدة الوحيدة المعارضة للوفد التى استطاعت أن تكون صحيفة منتشرة على مدى واسع ولكن إلى حين!! وكان العقاد بعد إخفاق روزاليوسف اليومية وبعد الخروج من الوفد فى حالة سيئة، فأخذ منه الطالب «طاهر أبوفاشا» - وكان من تلاميذه ومريديه - خمسين نسخة من كتاب «سعد زغلول» لكى يبيعها للطلبة ويعود بثمنها للعقاد، وباعها أبو فاشا وقد تأخر المصروف الذى كان يأتيه من والده فى دمياط، فاضطر إلى إنفاق ثمن كتاب العقاد، ومكث مدة طويلة محرجًا  لا يذهب إليه، وصدفة رآه العقاد فى الطريق، فحاول «أبو فاشا» أن يزوغ ولكن العقاد بادره قائلا: تعال يا مولانا أين أنت..؟! تلجلج أبو فاشا حائرًا خجلًا فقال العقاد: - لا..لا مسألة الكتاب مش  مهمة تعالى!! انتهت الحكاية ولا أدرى سر عدم كتابة «عباس خضر» لباقى ذكرياته فى روزاليوسف اليومية؟! وللحكاية بقية!