الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عودة البرادعي!
كتب

عودة البرادعي!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 19 - 02 - 2010


متي نرحب بترشيحه.. ومتي لا نرحب؟


1

- أولاً: من مصلحة مصر والحزب الوطني أن يخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، عشرة مرشحين، وليس مرشحاً واحداً، في حجم ووزن الدكتور محمد البرادعي الذي يعود إلي القاهرة اليوم.


- المنافسة هي التي تفجر طاقات التحدي والإبداع والإصرار.. تماماً مثل دوري كرة القدم.. يموت إذا حسمه الأهلي في الدور الأول، ويحيا إذا ظل ساخناً حتي آخر مباراة.
- المنافسة هي التي تصقل المواهب والخبرات، وأحزابنا السياسية بما فيها الحزب الوطني تحتاج مثل هذا النوع من التدريب السياسي القوي، لتعرف بالضبط وزنها الحقيقي بين الجماهير.
2
- ثانياً: الدستور والقانون هما اللذان يمنحان البرادعي وسائر المرشحين الآخرين حقهم في الترشيح للانتخابات الرئاسية، ليس منحة من أحد، بعد تعديلات سنة 2005 التي أنهت عصور الاستفتاء.
- الدستور والقانون هما أيضاً اللذان ينظمان العملية الانتخابية ويضمنان نزاهتها وسيرها ومراقبتها.. وهذا معناه ألا نفتح الباب لكل مرشح يريد أن يغير الدستور والقانون قبل أن يترشح.
- المطالبة بتغيير الدستور قبل الانتخابات بعام، معناه فتح بوابة جهنم للجدل، وتعريض الاستقرار السياسي لهزات عنيفة.
3
- ثالثاً: البرادعي الشخص شخصية مصرية مرموقة له كل الاحترام والتقدير، مثله مثل سائر المرشحين والشخصيات العامة التي يجب التعامل معها كرموز للمجتمع.
- الدعوة إلي احترام البرادعي تتطلب أن يلتزم البرادعي أيضاً حدود الاحترام، فلا يهاجم الآخرين بغير حق، حتي لا يتعرض هو نفسه لهجوم بنفس الأسلوب، فاحترام الرموز لا يتجزأ.
- البرادعي الشخص لا يجب أن يتصور أنه مبعوث للعناية الديمقراطية ويعود إلي مصر لهداية البلاد والعباد.. فتلك النظريات ثبت فشلها، منذ أن انتحرت جمهورية أفلاطون الفاضلة.
4
- رابعاً: البرادعي الدولي نجح في توظيف منصبه الدولي لصالحه فقط، وليس لصالح مصر، ولم تستفد البلاد قيد أنملة من موقعه أو خبراته أو علاقاته الدولية.
- كل ما فعله البرادعي كان لحساب البرادعي، مثله مثل بطرس غالي وزويل وفاروق الباز وآخرين، وهذا يختلف تماماً عن الدكتور مجدي يعقوب مثلاً الذي استفاد المصريون الغلابة من جراحاته المجانية.
- أريد أن أقول إن مصر هي صاحبة الفضل علي البرادعي وليس العكس، ولم يحدث طوال توليه منصبه الدولي أن جاء لمحاضرة الأساتذة والطلاب أو تبرع أو ساهم في أي عمل يتصل بموقعه الكبير.
5
- خامساً: البرادعي في المطار، لن يذهب إليه مليون مصري مثل الذين استقبلوا حسن شحاتة، ولا خمسين ألفاً مثل الذين استقبلوا محمد عطية بعد فوزه في "استار أكاديمي«.
- المستقبلون هذه المرة هم قلة منظمة وعالية الصوت، نجحت في توظيف الصحف والفضائيات الخاصة لخلق حالة من الافتعال السياسي وتضخيم الحدث أكبر من حجمه بكثير.
- يقابلها إعلام صامت، يخلق بصمته وهروبه حالة من الفراغ، فلا يري الرأي العام في موضوع البرادعي، إلا تضخيماً وكأنه الفارس المظفر الذي جاء من بلاد الفرنجة لتحرير بيت المقدس.
6
- سادساً: البرادعي والفرقعة.. من الآن سوف تغطي عودة البرادعي علي أزمة أنابيب البوتاجاز والعلاج علي نفقة الدولة ومعركة "السلاب" و"وزير"، ولا صوت يعلو فوق صوت البرادعي.
- هذه الضجة المفتعلة من صناعة "شلة إعلامية" متغلغلة ومتشابكة ومنتشرة وبينها قنوات اتصال، وهذا ليس عيبها ولكن عيب الآخرين الذين لا يجيدون إلا حروب بعضهم البعض.
- الشلة الإعلامية تعمل بنظرية "الأواني المستطرقة"، وما يتم سكبه هنا يصل إلي هناك، مهما اختلفت الأحجام والأوزان، بين الرفيع الطويل والقصير "التخين".. كلهم يعزفون نغمة واحدة.. البرادعي!
7
- سابعاً: البرادعي المرشح.. الوقت مازال طويلاً حتي آخر عام 2011 وهي فترة كافية لترسيخ معالم الطريق نحو الانتخابات الأهم والأخطر في تاريخ مصر، والتي يجب أن تكون وساماً فوق صدر الجميع.
- وسام في النزاهة والشفافية وإعلاء شأن المنصب الرئاسي الرفيع، وتأكيد مبادئ دستورية وقانونية وأخلاقية لصالح مصر ولصالح جميع المرشحين.
- مرحباً.. بالبرادعي المصري الدولي المرشح لمنصب الرئاسة، ولكننا لا نرحب أبداً بالبرادعي المستفز، المتعالي أو الذي يتصور أنه رسول الديمقراطية.


E-Mail : [email protected]