الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكابتن محمد لطيف بدون مناسبة!

الكابتن محمد لطيف بدون مناسبة!

أظنك مثلى تماما تتابع مباريات كرة القدم سواء فى الدورى المصرى أو الدوريات العالمية الشهيرة!! وأظن إنك إن لم تشاهدها مباشرة من النادى فإنك سوف تستمع إلى أحداثها عبر الراديو أو تشاهدها عبر شاشة التليفزيون. ولابد أن أذنيك وعينيك قد اصطدمت بعشرات من المذيعين سواء عبر الراديو أو التليفزيون وهم يتفننون فى اللت والرغى واستعراض المهارات البلاغية فى وصف المباراة سواء طريقة اللعب أو أداء اللاعبين أنفسهم. ولعلك لاحظت كيف أن المذيع ينهال بالأوصاف الخارقة على أداء لاعب أو طريقة إحراز هدف، أو السخرية من لاعب أخطأ فى تمرير كرة.. إلخ. لا يعنينى كل هذا الهراء فلست فى زمن المعلقين الكبار وعلى رأسهم الكابتن «محمد لطيف» أول من أدخل التعليق الرياضى فى الإذاعة سنة 1948، والتعليق التليفزيونى منذ بداية إرسال التليفزيون سنة 1960. إن كل ما يعنينى ويعنى الملايين حول العالم هو متعة الفرجة والصراخ عند هدف ضائع والفرحة الغامرة عند إحراز هدف، وخاصة أهداف النجم الكبير «محمد صلاح». ما سر هذا الطغيان الجارف والهوس العالمى بكرة القدم. منذ سنوات طويلة حاول أنيس منصور أن يجيب على هذا السؤال بقوله: «كرة القدم هى حماس جماهيرى صارخ.. وهذا الحماس الشديد يجعلنا متوترين، وهذا التوتر يهزنا باستمرار لكل لعبة وكل شوطة وكل هدف! ويهزنا أيضا إذا لم تكن هناك أهداف فالمهم هو أن نهتز بعنف!! والذى لا يتحمس إلى ناد رياضى تكون اهتزازاته وتوتراته وصيحاته أضعف وأقل عنفا! ونحن حريصون على أن ننفعل بشدة ولذلك نختار أحد الأندية ونتحمس له، نثور له ونثور عليه، وسواء فاز النادى الذى نتحمس له أو لم يفز فإن الشحنة العاطفية لهذا النادى قد أرهقتنا، ولكنها أراحتنا بعد ذلك. ويضيف الأستاذ «أنيس منصور» قائلا: «كرة القدم إنها ولا شك متعة لملايين الناس فى مصر وفى بلاد كثيرة ولا أحد يندم على الساعات التى يقضيها إلى جوار التليفزيون يتفرج على الذين يلعبون وعلى الذين يتفرجون أيضا، لقد أصبح هذا رأيى أنا أيضا!! مباريات كرة القدم وحدها هى التى تعطيك المتعة المباشرة فأنت تستطيع أن ترى دون مجهود وأن تجد اللذة فورا وإذا جلست مع الجماهير تضاعفت لذتك! وإذا تحمست إلى أحد الأندية ارتفعت حرارة هذه اللذة، فهى تدليك لعضلاتك وبالتالى راحة لأعصابك! وفى كل مباراة لكرة القدم ينشغل الناس بالكرة على الأرض وينسون أن هناك مباراة، أخرى تجرى فى دماء الناس.. من عيونهم إلى أيديهم.. من أذانهم إلى أقدامهم.. مباراة على الملعب ومباراة على أعصاب الناس!! وحتى لو انتهت المباراة بلا أهداف فمن المؤكد أنها سجلت هذه الأهداف: أصابت الملل، وبددت التعب وأضاعت الوقت.. الهدف المؤكد هو راحة أعصاب الناس». سطور أنيس منصور البديعة كتبها عام 1967 وجاءت فى كتابه «يسقط الحائط الرابع»، ووقتها لم يكن هناك قنوات رياضية متخصصة، ولا محللون ومعلقون يفسدون عليك متعة المشاهدة على مباراة.. أى مباراة!! لا تشغل بالك بما يقوله المحللون والمعلقون واستمتع بالفرجة، والفرجة فقط بكل روح رياضية!! فلم يعد هناك الكابتن لطيف!!