الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر.. بعيون رئيس الوزراء
كتب

مصر.. بعيون رئيس الوزراء




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 06 - 05 - 2010



هل الحكومة «طيبة» و«مش عايزة تزعل حد»؟
1
- طوال اللقاء مع رؤساء التحرير أمس الأول في مقر مجلس الوزراء، ظل الدكتور نظيف مبتسماً وفي حالة معنوية مرتفعة جدًا، أما تفاؤله الشديد فلا أدري إذا كان «زيادة» أم «مضبوط».
- قبل أن أناقش تصريحاته التي أتفق مع بعضها وأختلف مع بعضها، أوجز بسرعة «مصر في عيون رئيس الوزراء».. كيف يري مشاكلها وكيف يفسر ما يحدث فيها؟:
- أولاً: في رأي رئيس الوزراء أن التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات هي «موضة هذا العصر»، مناخ فيه حرية تعبير، وهذه الحرية تأخذ أشكالاً جديدة ولم تكن سائدة من قبل.
2
- ثانياً: رأيه - أيضًا - أن الواقع الذي تعيشه البلاد ينفي تمامًا الرسائل التي يبثها الإعلام السلبي، للإيحاء بأن البلاد في خطر أو أن مصر «رايحة في داهية».. هذا غير صحيح بالمرة.
- ثالثاً: يري أيضاً أن حكومته «بتلعب ع المكشوف» ولا تخفي شيئًا عن الناس، ولذلك لابد من تغيير «المزاج العام» الذي أصبح سلبياً، وإعطاء شحنة أمل والتعامل مع أزمة انعدام الثقة.
- رابعاً: سبب «المزاج السيئ» للمصريين هو الإعلام، لأن تعدد الفضائيات يبرز السلبيات ولا يجسد الإيجابيات ولا يتيح تكامل الرسالة الإعلامية وحيادها.
3
- خامساَ: مشكلة الفقر.. نعم عندنا 20% فقراء، ولكن هناك دولاً أخري أكثر تقدماً من مصر مثل الصين والهند فيها 60% فقراء.. هذا هو رأي رئيس الوزراء.
- سادساً: الوضع الاقتصادي.. مصر واحدة من ثلاث دول في العالم بجانب الصين والهند تحقق معدلات نمو إيجابية، أما بقية دول العالم فكلها سالبة.
- سابعاً: الدور الاجتماعي للدولة.. ينمو بزيادة مظلة الضمان الاجتماعي، وسوف يتم تغيير القانون لإدخال شرائح جديدة محرومة في ظل القانون الحالي.
4
- ثامناً: الأجور والأسعار.. يري رئيس الوزراء أنه رغم الغلاء إلا أن الأجور في مصر تزيد بنسبة أكبر من زيادة الأسعار، والدليل هو زيادة معدلات الاستهلاك في شكل السلع والخدمات.
- تاسعاً: عدم العدالة في توزيع عوائد التنمية.. رئيس الوزراء لا يري ذلك ويدلل بأن الطبقات الفقيرة والمتوسطة هي الأكثر استهلاكًا، بما يعني أن عوائد التنمية انعكست عليهم.
- عاشراً: الطوارئ.. لم يستقر رأي الحكومة في المد، ولكنها ستقدم مقترحات جديدة تغيّر تمامًا من شكل الطوارئ المعمول به حاليًا.. ولم يصرح رئيس الوزراء بأكثر من ذلك.
5
- هذه هي - تقريبًا - القضايا التي تناولها رئيس الوزراء في اللقاء، وأتفق معه في جزء من تفاؤله بشأن الوضع الاقتصادي المتعافي، الذي يحصل علي شهادات ثقة من مؤسسات التمويل الدولية.
- لكن كي تكتمل الصورة المتفائلة، يجب أن «تدوس» الحكومة كثيراً في مسألة الدور الاجتماعي للدولة، لأن فكرة «معاش الإعاشة» أو «إعانة البطالة» غير كافية ولها سلبيات كثيرة.
- قد تتحول «إعانة البطالة» بمرور الوقت إلي عبء مثل نظام الدعم العيني، وتتسع وتلتهم الجانب الأكبر من إيرادات الدولة كلما زاد عدد المستحقين.
6
- يزداد الموقف صعوبة في ظل التوسع - أيضًا - في البطاقات التموينية التي تغطي ما يقرب من 50 مليون شخص، وتحتاج ميزانية ضخمة.
- «إعانة + بطاقات» يضاف إليهما الدعم الذي لا تستطيع الحكومة الاقتراب منه في الوقت الحالي، يساوي في النهاية مزيدًا من العجز في الموازنة العامة للدولة، وهذا هو الخطر الداهم.
- بالتأكيد أن الدكتور يوسف بطرس يحسبها بالمليم، ولكنه يردد دائمًا المثل الذي يقول «اطبخي يا جارية، كلف ياسيدي».. وهذا معناه ضرائب يقذفها الأغنياء في حجر الفقراء.. وهكذا.
7
- رؤية رئيس الوزراء لاحتجاجات الرصيف اقتصرت فقط علي الصورة النهائية للذين ينامون علي الرصيف، وأن طلباتهم «طول عمرها موجودة»..لكنه لم ينفذ إلي جذور المشكلة.
- جذور المشكلة هي الخصخصة المتوحشة التي يجب تقليل سلبياتها، وإقرار سياسات واضحة للحفاظ علي حقوق العمال أولاً، حتي لا تتكرر المآسي.
- أما اعتصامات موظفي الحكومة، فسوف تزداد في المستقبل، لأن الحكومة لم تنجح حتي الآن في تقليص جهازها الإداري المترهل والذي يزداد حجمه رغم أنف تصريحات وقف التعيينات.
8
- تحليل رئيس الوزراء بشأن الأجور والأسعار اعتمد - أيضًا - علي جانب واحد هو زيادة استهلاك الطبقات الفقيرة ليؤكد أن دخولهم كانت أكبر من زيادة الأسعار، ولكنه لم يتحدث أبداً عن الجشع والاستغلال.
- لم يتحدث رئيس الوزراء عن حالات الفساد التي تتفشي في مجالات استيراد السلع الرئيسية والاحتكار، مثلما يحدث في استيراد اللحوم والسكر وغيرهما، ولا ينفع أبداً ترك المجال بلا ضوابط.
- في أعتي الدول الرأسمالية تتدخل الحكومات لضرب الاحتكارات بالقانون، وتضع القواعد الصارمة لحماية المنافسة التي تصب في النهاية لصالح المستهلك..فأين نحن من ذلك؟
9
- قد أكون مخطئاً إذا فهمت من كلام رئيس الوزراء أن «الحكومة طيبة ومش عايزة تزعل حد»، ورغم إنجازاتها الكبيرة، إلا أنها تتعامل برقة ولطف مع تشوهات تستحق الجرأة والحسم.
- حكومة تتحالف ضدها الفضائيات نكاية في الدولة والنظام وهي تساعدهم علي ذلك بعدم قدرتها علي تسويق أعمالها، وبتركها الأخطاء الصغيرة لتسيء إلي الإنجازات الكبيرة.
- خرجت من مبني مجلس الوزراء وعلي نفس الرصيف بطاطين وحلل ونائمون و«ممددون» علي الأرض.. عمالاً ونساءً وأطفالاً، يأخذون «تعسيلة» ثم يهتفون..صحيح أن عددهم قليل، ولكن منظرهم «يصعب علي الكافر».


E-Mail : [email protected]