الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«اليوتيوبر»

«اليوتيوبر»

ما بين حسن طوبار وحسن شاكوش، فترة زمنية تزيد على القرنين من الزمان، قد يتشابهان فى الاسم الأول والثروة والشهرة بمقاييس زمن كل منهما، ولكن لا يمكن المقارنة بينهما، فالاختلافات بينهما شاسعة، لا مجال لحصرها. حسن طوبار، بطل شعبى، وأول مليونير مصرى، امتلك ثروة هائلة، توارثها عبر 5 أجيال من أسرته، ولكن لم تمنعه ثروته الهائلة التى قدرت آنذاك بنحو 5 ملايين فرنك فرنسى، ولا القصور الفخمة أو أسطول الصيد البحرى، من قيادة المقاومة الشعبية ضد الحملة الفرنسية عام 1798. استحق «طوبار» أن يحظى بلقب «المليونير الثائر»، ضد المحتل الفرنسى، فكان بإمكانه أن يعيش فى رغد العيش، حيث يمتلك أسطول صيد يصل إلى 5 آلاف مركب، وعددا من مصانع نسج الأقطان والمتاجر، ومساحات شاسعة من الأراضى الزراعية فى منطقة الدلتا، وهى ثروة طائلة لأغنى رجل فى مصر والمنطقة العربية، إلا أنه  سخر ثروته فى دعم المقاومة الشعبية بدلا من العيش تحت ذل المحتل، وفشلت الحملة الفرنسية فى التخلص منه نظرًا لشعبيته الكبيرة ومكانته بين المصريين. حسن شاكوش، مطرب شعبى، وأشهر مليونير من الفضاء الإلكترونى، لم يتوارث أمواله، بل حققها خلال أيام معدودة بعدما تجاوزت أغنيته «بنت الجيران» حاجز الـ100 مليون مشاهدة على موقع «اليوتيوب» ليحتل المرتبة الثانية عالميا، من حيث نسب المشاهدة لتحقق أغنيته إيرادات سنوية تقدر بنحو 54 مليون جنيه، بما يعادل 4.5 مليون جنيه شهريا، إذا استمرت نسب المشاهدة بنفس المعدلات. الملايين التى حققها عمرو دياب، حسن شاكوش، محمد رمضان، حمو بيكا، الدخلاوى، كزبرة، وغيرهم من مليونيرات «اليوتيوب» صارت حديث الشباب الحالمين بالربح السهل والسريع، والشهرة الواسعة التى فاقت حدود الواقع، فاتجه قطاع من الشباب إلى ذلك العالم الافتراضى، للانتقال إلى عالم الأغنياء، خصوصا أن المليونيرات الجدد حققوا ثرواتهم الطائلة من خلال مقاطع فيديو مثيرة، واللعب على غرائز الشباب من طلاب المدارس والجامعات. « كيف تصبح مليونيرا؟»، كان العنوان الأبرز والأوسع انتشارا على محرك البحث بموقع «جوجل»، ليكشف عن مهنة جديدة تحقق ملايين الدولارات خلال فترة زمنية قليلة ودون اللجوء إلى فتح شركة للصادرات والواردات أو للعقارات، أو حتى مصنع يستوعب الآلاف من الأيدى العاملة. «اليوتيوبر»، مهنة جديدة حولت أصحابها إلى مليونيرات خلال فترات وجيزة، وهى مهنة بسيطة تحتاج إلى جهاز كمبيوتر، وخط إنترنت، ثم افتتاح قناة على موقع «يوتيوب» تقدم من خلالها محتوى يلبى احتياجات ورغبات المشاهدين، ويعد «ايان هيكوكس، وأنتونى باديان» من أشهر «اليوتيوبر» فى العالم، ويقدمان محتوى كوميدياً، نالت إعجاب المشتركين بالقناة، الذين بلغ تعدادهم 20 مليون مشترك، وبلغ عدد مشاهدات الفيديو نحو 3.7 مليار مشاهدة. «اليوتيوبر»، أصبح اتجاها لدى الشباب الحالمين بالثراء السريع، وبدأ كل منهم فى دراسة الجمهور المستهدف، ففهم تطلعات ورغبات الجمهور ومستويات أعمارهم يصنع الفارق بين «اليوتيوبر» المحترف، ومن يستخدمها للتسلية. «اليوتيوب» صار الكنز الجديد، الذى يحقق أحلام الشباب، بعدما أصبح محرك البحث الأشهر فى العالم، ويقدم محتوى مرئيا مختلفا عما يتم تقديمه على شاشة التليفزيون، ما دفع الشباب للجلوس أمام شاشات الهواتف إما للتسلية أو للتعلم أو لجنى الأموال.