الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
زيد بن حارثة

زيد بن حارثة

هو  زيد بن حارثة بن شراحيل . .أمه  سعدى بنت ثعلبة ، وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء ذكر اسمه فى القرآن الكريم تكريما له، ولم يسم الله تعالى فى كتابه صحابيا باسمه إلا زيد بن حارثة. وقصة زيد بن حارثة تبدأ حين كان بصحبة أمه فى زيارة لأهلها فخطف وبيع زيد فى سوق عكاظ وكان غلاماً صغيراً واشتراه حكيم بن حزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد «رضى الله عنها» فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له، وتمضى الأيام وفى موسم الحج رآه بعض أقاربه فتعرفوا عليه وأخبروا أباه الذى أسرع ليفتدى ابنه ويحرره، وكان زيد يحظى عند النبى  صلى الله عليه وسلم بمكانة عظيمة، لدرجة أنه كان يقال عنه: ((زيد بن محمد)) . روى أن أباه وعمه جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم قبل أن تبناه، وطالبا به، فقال له النبي: « اخترنى أو اخترهما «. فقال زيد: « ما أنا بالذى أختار عليك أحداً، أنت منى مكان الأب والعم «. ً. وإنى يا أبى رأيت من ذلك الرجل الشيء الحسن فما أنا بمفارقه». فحينها فرح الرسول صلى الله عليه وسلم ووقف على صخرة أمام الكعبة وقال: « يا أهل قريش اشهدوا، هذا زيد ابنى يرثنى وأرثه «. فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا. ومنذ ذلك الحين دعى بـزيد بن محمد، حتى جاء الإسلام الذى  حرم التبنى، فنزلت الآية الكريمة (ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِى الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا الأحزاب: 5). فدعى منذ ئذ زيد بن حارثة، ونُسب بعد ذلك كل من تبناه رجل من قريش إلى أبيه. وكان العرب يعتقدون أن آثار التبنى هو نفس آثار البنوة الحقيقية، فيحل له، ويحرم عليه، ويرث، ويعامل كالابن الحقيقى تماما من دون فرق.. فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالزواج من زوجة ابنه بالتبنى هو لقلع هذا المفهوم الخاطئ من أذهانهم.   قال الله سبحانه وتعالى: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِى أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا  (سورة الأحزاب، الآية 37).. أما عن جهاده مع النبى فإن النبى صلى الله عليه وسلم عندما رحل إلى الطائف، كان برفقته زيد بن حارثة، وفى الطائف ضيق أهلها على النبى صلى الله عليه وسلم، ورموه بالحجارة، وأدموا رجليه الشريفتين، وكان زيد يقيه بنفسه حتى جرح فى رأسه، كما شهد بدراً واحدا والخندق والحديبية وخيبر، وكان من الرماة المعروفين. كما أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سرية إلى مكان يُسمى (الفَردة)، وهى أول سرية خرج فيها زيد أميراً. ثم أرسله فى سرايا أخرى، هى(الجَموم)، و (العيص)، و (الطَّرَف)، و (حشِمي)، و (الفضافض)، وغيرهن من السرايا. كما أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم أميرا للجيش للقاء الروم فى غزوة مؤتة، فى السنة الثامنة للهجرة، حيث استشهد زيد بن حارثة ولما بلغ رسول الله خبر استشهاد زيد بن حارثة، قال: « اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد «. وقال له أصحابه: « يا رسول الله ما رأيناك تبكى شهيدا مثله « فقال: « هو فراق الحبيب لحبيبه”.