الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عزيزى المشاهد اترزع بالبيت!

عزيزى المشاهد اترزع بالبيت!

لا حديث للناس فى كل الدنيا إلا عن «الكورونا»!!



توارت كل أخبار السياسة والفن والكورة وحتى أخبار الحروب والحراك ونشطاء السخافة والتفاهة!!

آخر أخبار الكورونا وضحاياها هى أول ما يطالعك به مذيع أو مذيعة النشرة فى فضائيات الأخبار!!

وأخبار الكورونا هى أول ما تتحدث عنه بطبيعة الحال البرامج الصحية بل وبرامج الطبخ والطبيخ ليس فقط عندنا بل فى كل الفضائيات العربية!

ولا بأس أن يقوم مقدمو ومقدمات هذه البرامج باستعراض عضلاتهم العلمية ويتحدثون عن الكورونا حديث العلماء والمتخصصين ثم يتضح لك أنه كلام فى كلام!!

والمصيبة الأكبر والتى تدل على تمتعهم بنوع نادر من الجهل النشيط إنهم يعيدون ما يتداوله أفندية وهوانم التواصل الاجتماعى من سخافات وهزار ماسخ على أنه حقائق علمية مؤكدة لا تقبل الشك!!

كم مرة شاهدنا فى هذه البرامج من يتحدث عن فوائد الثوم واليوسفندى والتوابل والشطة ومحشى الكرنب فى علاج الكورونا!!

وبطبيعة الحال انتقل حديث الكورونا إلى القنوات الفضائية الرياضية بل وكل برامج الرياضة فى العالم كله، بعد أن تم تأجيل وتعليق النشاط الرياضى والكروى فى كل أندية العالم من برشلونة وليفربول إلى أندية مراكز الشباب!!

وبدلا من الحديث السخيف المعاد والمكرر حول طرق اللعب وضرورة التوازن الدفاعى والهجومى وندرة رأس الحربة وأهمية الاستعانة بالفار وإمكانيته فى تقليل أخطاء التحكيم، أصبح الحديث عن «كورونا» ومصائبها وكوارثها التى أصابت نجوم الكرة والمدربين حول العالم، وهل إلغاء النشاط الكروى يؤثر على مستوى الكرة، ومدى خسائر الأندية من هذا التوقف وكذلك خسائرها من عوائد البث الكروى، وخسائر الفضائيات التى احتكرت هذا البث وغيرها من الموضوعات!!

نادى برشلونة وحده سيخسر حوالى 160 مليون يورو وهذا معناه تخفيض رواتب اللاعبين بنسبة 25٪، أما نادى يوفنتوس فتصل خسائره إلى 110 ملايين يورو وتبلغ خسائر البث التليفزيونى وحدها 45 مليون يورو.

أما الدورى الإنجليزى فقد تبلغ خسائره فى حال عدم استكمال الدورى نحو 750 مليون جنيه استرلينى «سبعمائة وخمسين» من عائدات البث التليفزيونى فقط.

ووسط هذا كله يترقب الجميع نتيجة الأبحاث التى يقوم بها العلماء فى مختبراتهم يسابقون الزمن للوصول إلى لقاح أو علاج يهزم هذه الكورونا الملعونة!!

كل فضائيات العالم تتحدث عن الكورونا إلا نوعية واحدة من القنوات ربما يكون لديها العلاج المؤكد للشفاء من كورونا، وهى تلك القنوات التى تملأ سماء العالم العربى طوال 24 من البث وتتحدث عن علاج الأمراض عن بعد وجلب الحبيب الغادر،  وجلب العرسان للعوانس واسترضاء الزوجة النكدية وسر السعادة الزوجية و.. و…

مقدمو ومقدمات هذه البرامج الذين برعوا فى الحديث عن قدراتهم الخارقة لم يقتربوا بالحديث عن كورونا مطلقا واكتفوا بالحديث عن ربط الزوج ليلة دخلته أو نوع الحجاب المدفون داخل سمكة القرش ويمنع الخلفة!!

ولأول مرة منذ سنوات يبحث المشاهد عن المعرفة الطبية والمعلومة الصحيحة من أصحاب العلم والخبرة والذين كانوا مجهولين بالنسبة للمشاهد، بعد أن ظللنا طويلا نتابع الغث والسمين من حوارات وهرتلات وسخافات تليفزيونية!! كل فضائيات العالم اتحدت واتخذت شعاراً واحدا وهو يا أيها المشاهد خليك بالبيت!! وأضيف من عندى: اترزعوا أمام الشاشة هذه الأيام الصعبة!!