
محمد صلاح
مصر تتجاوز «كورونا»
بعد مرور 90 يوما على اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا « المستبد» فى بؤرة ووهان الصينية، تحول « الفيروس القاتل» إلى كابوس مرعب لا يرحم ضحاياه، فقد حاصر 200 دولة حول العالم، وعزل مواطنيها داخل حجر صحى، وأثار رعبا وفزعا فى نفوس مليارات البشر، ينتظرون إما الموت بعدما فشلت حلول الأرض، أو أن يستجيب الله لدعاء من يتضرعون إليه من خلف الأبواب المغلقة بأن يرفع الوباء والبلاء، أملا فى أن تعود الحياة طبيعتها من جديد.
يقينا العالم لن يعود سريعا إلى سابق عهده، فالعدو الخفى، أحكم قبضته عليه، ولم ينجو منه حتى هذه اللحظة إلا 22 دولة غير معروف موقعها على الخريطة، رائحة الموت تنتشر فى كل مكان، وصدى «سارينة» سيارات الإسعاف يتردد فى الشوارع الخالية، والدول الصناعية الكبرى باتت خارج السيطرة وتحولت مدنها إلى أشباح، فـ»القاتل الصامت» حصد أرواح 40 ألف شخص، والإصابات اقتربت من المليون، والرئيس الأمريكى ترامب يتوقع أن يفتك الفيروس بنحو 200 ألف أمريكى، ويصيب نحو مليونى شخص خلال الأسبوعين القادمين.
«كورونا» لم يفرق بين القوى والضعيف.. الغنى والفقير.. الكبير والصغير، والرجل والسيدة، ولم يميزأيضا بين المشايخ والقساوسة والرهبان، والأمراء والورزاء، فالفيروس القاتل يداهم صحة الجميع دون تمييز، ولنا عبرة بالأمير تشارلز ولى العهد البريطانى ورئيس وزراء بريطانيا، والمستشارة الألمانية ميركل، ورئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، وعدد من الوزراء مازالوا رهن الحجر الصحى، وصار العالم معزولا إلا من مواقع «السوشيال ميديا» التى تروج الشائعات والأكاذيب، وتبث شماتة وسموم جماعة الإخوان الإرهابية.
فى مصر، الأسبوع السابع اقترب من نهايته، وجميع المؤشرات تؤكد أن الأوضاع مطمئنة، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن مصر لديها فرصة ذهبية للقضاء على فيروس كورونا، بفضل الله ثم الإدارة الرشيدة للدولة المصرية التى أدارت الأزمة بثقة كبيرة واحترافية شديدة.
الانجاز الكبير الذى حققته مصر فى مواجهة انتشار فيروس كورونا، يرجع إلى التناغم الكبير بين الشعب ومؤسسات الدولة، التى تتحرك فى إطار خطة شاملة وفقا لسيناريوهات مرنة يتم تطويرها حسبما تتطلب كل مرحلة، فالرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع الأزمة لحظة بلحظة، ويصدر توجيهات مستمرة للحكومة لتحقيق أعلى معدلات الأمان للمواطنين.
دواوين الحكومة تحولت إلى خلية نحل لتنفيذ توجيهات الرئيس، باتخاذ إجراءات احترازية للحفاظ على صحة المواطنين، وكعادتها ستظل القوات المسلحة دائما وأبدا الحصن والسند، والملاذ الآمن الذى يحمى الشعب من المخاطر، أبطالها يقدمون عطاء بلا حدود، لمواجهة الفيروس القاتل، بتطهير الشوارع والميادين والمنشآت العامة لحماية المواطنين من أية مخاطر تهدد حياتهم. بينما واصل رجال الشرطة العمل والسهر لحماية المواطنين، وتحقيق الانضباط الامنى فى الشارع، وتنفيذ الاجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة لتوفير الأمان للمواطنين.
كما لم يتوان أبطال «الجيش الأبيض» من الأطقم الطبية عن تقديم واجبهم الوطنى باعتبارهم خط الدفاع الأول فى مواجهة فيروس كورونا، واستحقوا التكريم من الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومن الشعب المصرى.
المصريون قادرون على تجاوز محنة فيروس كورونا، والوصول إلى بر الأمان، بوحدتهم وتماسكم وإصرارهم على الالتزام بتنفيذ الاجراءات الاحترازية، والتزام بيوتهم، وألا يغادروها إلا للضرورة القصوى.