الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنا والكورة فى زمن الكورونا!

أنا والكورة فى زمن الكورونا!

كل ده كان ليه!! على رأى الموسيقار العظيم الفنان محمد عبدالوهاب فى أغنيته الشهيرة!!



كل ده كان ليه «الحياة متوقفة فى كل العالم.. لا اقتصاد.. لا أفلام ودراما.. ولا منوعات.. ولا كورة»!! كل النشاط الكروى توقف، بأمر «كورونا» ووقعت كل المحطات الرياضية فى مأزق رهيب، فتوقف المباريات معناه.. توقف الإعلانات وهى بالمليارات، وتوقف أموال البث التليفزيونى وهى بالميارات.

وفى عالمنا العربى كان توقف النشاط الكروى فرصة ذهبية لكى تستريح من صراع الديوك بين المحللين فى استديوهات التحليل، وعبث المناقشات والهلفطة، ما بين احتساب ضربة جزاء غير صحيحة إلى تسلل مشكوك فيه، إلى طرد لاعب لم يكن يستحق الطرد.

استرحنا من الظرافة واللطافة من بعض المعلقين على المباريات واختراع عبارات همايونية من نوعية كورة عرضية مش معدية، أو.. واسترحنا من ملل وبواخة مراسلى هذه البرامج وتلك اللقاءات التى يجرونها مع لاعبى الفرق بعد انتهاء المباراة ويكون السؤال الخالد دائما، إحساسك إيه بعد الفوز النهاردة؟! أو سؤال من أحرز الهدف بقوله: إحساسك إيه بالهدف الذى أحرزته!!

وأمام هذا الوضع الصعب كان لابد للبرامج الرياضية أن تتصرف ؛ بعض هذه البرامج استضافت نجوم الكورة سواء حاليين أو اعتزلوا منذ زمن.. وكانت حكاياتهم وذكرياتهم ممتعة ومسلية بالفعل!! لكن المتعة الأكبر بالنسبة لى كانت مشاهدة مباريات زمان، مباريات الستينيات وما بعدها، وأناقة وبراعة مذيعى هذه المباريات من الكباتن العظام محمد لطيف وعلى زيوار والجوينى وعفت ومحمود بكر وميمى الشربينى وغيرهم.. كان التعليق بكل ذوق وأدب واحترام حتى لو أخطأ الحكم.. ولم يحدث أبدا أن تطوع واحد منهم لينتقد قرارا لحكم أو يهاجم حكما كما يحدث من بعض معلقى هذه الأيام!!

فى تلك المباريات كان الجمهور حاجة تانية وكأنه قادم من كوكب آخر، رجال وسيدات وشباب وبنات آخر أناقة وشياكة فى ملبسهم وهتافاتهم.. وسوف تسمع هتاف الجمهور لنجمه المفضل:

بص شوف فلان بيعمل إيه؟! وقارن ذلك بما يفعله جمهور هذه الأيام وقبل منع الجماهير من حضور المباريات..

لم يحدث أبدا أن شاهدنا بين الجماهير شبابا وسط المدرجات وقد خلعوا قمصانهم أو التيشرتات وأداروا ظهورهم للمباراة ويقودون المشجعين.. ولم نسمع أبدا أية شتائم أو سباب يوجهها الجمهور للاعبين عند خسارتهم!!

فى زمن الكورونا.. عدت للزمن الماضى.. واستمتعت بوجبة كروية رائعة، سواء من اللاعبين أو حكاياتهم وذكرياتهم وطرافة تعليقات المعلقين أيامها..

أتمنى على لاعبى هذه الأيام وكذلك المعلقين.. أن يشاهدوا هذه المباريات ففيها دروس هائلة من المتعة الكروية إلى الأدب والاحترام..

أيتها الساحرة المستديرة الملعونة.. أشتاق إليك!!