الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أن تصنع الفارق... فى ظل فيروس حارق

أن تصنع الفارق... فى ظل فيروس حارق

يلاحظ المتابع عن كثب لقناة «سى إن إن» الأمريكية دأب القائمون عليها، وحرصهم على بث فقرة ثابتة حول الجهود المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات لإفادة أفراد المجتمع ومساعدتهم بصناعة الفارق فى أزمة جائحة «كورونا» التى تضرب العالم أجمع بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص. ولم يأت تكرار بث تلك الفقرات فى مختلف الأوقات من قبيل الصدفة، وإنما بهدف تعزيز الطاقة الإيجابية لدى المتابعين – من جهة - حيث تعميق الإحساس لديهم بتضافر جهود الجميع للتخفيف من آثار الأزمة. ومن جهة أخرى، بهدف تحفيز المجتمع الدولى على المزيد من المساهمات سواء الفردية أو على مستوى المؤسسات الخيرية أو الشركات فى تلك الجهود التضامنية.  



تخيل معى كيف يشعر المواطنون بالأمان والاحتضان لدى متابعتهم لتلك الفقرات حيث يتم الإعلان - فى إحداها - عن تبرع أحد البنوك البحرينية بـ10 ملايين دولار لدعم العاملين فى المجال الطبي، وعن قيام بعض المطاعم فى مدينة برشلونة الإسبانية بتقديم وجبات مجانية إلى المستشفيات. وفى فقرة أخرى، يتم الإعلان عن تبرع شركة «أفلاك» الأمريكية للتأمين بـ5 ملايين دولار لتوفير الإمدادت الطبية ومعدات الوقاية الشخصية، وعن تعهد شركة ليفى شتراوس «ليفايس» بمبلغ 3 ملايين دولار لدعم موظفيها، وتعزيز جهود التخفيف من آثار الأزمة، فضلاً عن تأسيس بنك «باركليز» لصندوق إغاثة بقيمة 120 مليون دولار لمساعدة المجتمعات الهشة. فمن المؤكد أن المواطنين سيشعرون بالطمأنينة لتأكدهم من استعداد القادرين على المساعدة.

على المستوى المحلي، ومنذ ظهور حالات الإصابة بمرض «كوفيد 19» فى مصر، كثرت المطالبات بضرورة تفعيل دور منظمات المجتمع المدني، وتعزيز إسهاماتها لتتواكب مع الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد.  وقد تجلت الاستجابة لذلك فى تنفيذ عدد من المبادرات سواء الفردية فى صورة تبرعات من بعض رجال الأعمال، أو مؤسستية من بعض الجمعيات والمنظمات الخيرية.

لقد أطلق «بنك الطعام المصري» حملة تحت اسم «دعم العمالة اليومية مسئولية»؛ والتى تم من خلالها توزيع خمسة آلاف كرتونة طعام كدعم غذائى للعمالة غير المنتظمة. وتقدمت مؤسسة «مصر الخير» بمبادرة للدعم الوقائي؛ حيث ساهمت بتقديم المستلزمات الطبية والملابس الوقائية الخاصة بالأطباء والممرضين، بمستشفيات العزل والحجر الصحى والحميات، على مستوى الجمهورية. وبالإضافة إلى هذا، تم الكشف عن المبادرة المصرية لإنتاج خمسة آلاف جهاز تنفس صناعي؛ باستخدام التصميمات التى أتاحتها إحدى الشركات العالمية؛ وذلك بعد إنتاج نموذج تجريبي، وإجازته من وزارة الصحة. ورغم كل تلك المساهمات، تُرى ما مدى تأثير تلك الإسهامات على جموع الشعب المصري؟! وهل أصلاً نجحنا فى عرضها بالشكل اللائق الذى يبعث على الإحساس بالتضامن والتكافل، لا على الإحساس بالتباهي؟! 

تحتاج «صناعة الفارق» فى تلك اللحظات إلى دور إعلامى استثنائي، يبرز تضافر الجهود التى تبذلها الحكومة المصرية بشكل استثنائي، مع مساهمات منظمات المجمتع المدني، جنبًا إلى جنب مع المساعدات التى يقدمها المستثمرون، والدور الذى تلعبه كبرى الشركات العاملة فى مصر فى إطار مسئوليتها المجتمعية.

يحتاج المواطنون فى مدن مصر وريفها، أن يعرفوا - من خلال فقرة توعوية، لا ترويجية - تُبث على جميع الفضائيات مرارًا وتكرارًا، تفاصيل تلك المساهمات، وأكثر! فضلاً عن الإلمام بالمبادرات الفردية التى يقوم بها شباب مصر الواعى نحو مجتمعه. يحتاج البسطاء من أهالينا أن يروا، على الشاشات، والمواقع، وصفحات الجرائد، مساحات مخصصة لنماذج ناجحة من الشباب الذين يقومون بحملات مبتكرة لتوعية الأهل والجيران – فى أزقة مصر وحاراتها - بالإجراءت الاحترازية الواجب اتباعها لمواجهة هذا الفيروس اللعين. فإن لم نقم بهذ الجهد الآن، فمتى؟