الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دقت ساعة الانتخابات

دقت ساعة الانتخابات

رغم التاريخ الطويل فى بلاط صاحبة الجلالة، إلا أنها المرة الأولى التى أدخل فيها مبنى مجلس النواب، للاحتفاء بمراسم حلف اليمين القانونية لرؤساء الهيئات الإعلامية الثلاثة، المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والأستاذ حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام.



شعرت بفخر شديد، وأنا أتجول فى ردهات وقاعات أحد أهم وأقدم المجالس النيابية فى العالم، وأشاهد بين جنباته صور 44 رمزا وطنيا – بعد استبعاد الكتاتنى- تناوبوا على رئاسته بداية من إسماعيل باشا راغب أول رئيس لمجلس النواب، وصولا إلى الدكتور على عبد العال، فذلك المبنى العريق مثلما خلد المواقف الوطنية للسياسيين العظماء المحبين لوطنهم، تصدى أيضا لمؤامرات جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاءها التى اختطفت الوطن عاما كاملا، وشاهدا على تطور الحياة السياسية، ونضال الشعب المصرى العظيم فى مواجهة كل من يفكر المساس بالأمن القومى المصرى.

«البيت البرلمانى الأبيض»، احتضن تحت قبته وبين أروقته فرسان الكلمة والسياسة فى الحياة النيابية، بمختلف انتماءاتهم واتجاهاتهم السياسية والحزبية، لا هم لهم إلا التعبير عن إرادة المصريين، وآلامهم وأحلامهم ومطالبهم فى توفير حياة كريمة، وعلى مدار تاريخه لم يحد مجلس النواب يوما عن حماية الدستور، وترسيخ مبدأ سيادة القانون، والحفاظ على الدولة واستقرارها، وإلغاء التمييز بين المواطنين على أساس الدين والعرق والجنس واللون.

مجلس النواب، بطرازه المعمارى المتفرد، أشرف على بنائه الخديوى إسماعيل بدءا من عام 1866، ليشهد أول جلسة مشتركة لمجلسى الشيوخ والنواب، بعد إقرار دستور 1923، ليكون أول مجلس تشريعى له سلطة مساءلة الحكومة بالاستجوابات وطلبات الإحاطة، وسحب الثقة من الحكومة أو أحد وزرائها، ولا تستطيع الحكومة سن أى قوانين أو تشريعات قبل عرضها على المجلس والتصويت عليها.

بعد 1800 يوم أعمال شاقة، منذ بدء الدورة البرلمانية عام 2015، أقر المجلس أكثر من 800 مشروع قانون و432 قرارا بقانون صدرت قبل تشكيله، لا صوت يعلو فوق صوت انتخابات «الشيوخ والنواب»، فقد دقت ساعة العمل، ورفع النواب شعار جاهزون للسباق الانتخابى، قاعات البهو الفرعونى واللجان النوعية، والهيئات البرلمانية للأحزاب السياسية تشهد اجتماعات مكثفة بين نواب كل محافظة بهدف البحث عن الآلية التى سيحتفظ بها النواب بمقاعدهم إما من خلال التربيطات وممارسة الضغوط بهدف الانضمام للقائمة الوطنية التى ستكون الأوفر حظا بالفوز، أو أن يكثف النواب جهودهم فى دوائرهم لاستعادة ثقة الناخبين، ومتابعة الإنجازات التى تحققت خلال السنوات الماضية.

أكثر ما يدخل البهجة إلى النفس، أن الابتسامة الرقيقة لا تفارق العاملين بالمجلس، وكذا  الحال مع «عم رفعت» أقدم ماسح أحذية بالمجلس و »كاتم أسراره»  لم يترك الفرشاة من بين يديه على مدار 60 عاما، له مواقف طريفة مع الرؤساء ورؤساء الحكومات السابقين، لعل أبرزها عندما دخول الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر مجلس الأمة متنكرا فى زى فلاح بـ»جلابية وعمة» أثناء مناقشة قانون الإصلاح الزراعى، وبسببه اضطر الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق لإلقاء بيان الحكومة أمام النواب «حافيا» بعدما أخذ حذاءه لتلميعه.