الأحد 3 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«واسينى الأعرج» وحكاية العربى الأخير

«على الكتابة أولاً أن تمنحنا فرصة للحلم وإلا فلن تكون إلا مجموعة من الكلمات التى لا شأن لها».. هذا شأن الكاتب دائماً باحثاُ عن الأحلام على الورق فيسعد بها ويشقى بها لتصل كلمات الروائى الجزائرى «واسينى الأعرج» إلى قلوب أمثاله من الحالمين  ليصبح أحد أهم الأصوات الروائية فى الوطن العربى.



واسينى الأعرج الذى تحل ذكرى ميلاده فى الثامن من أغسطس ولد فى سيدى بوجنان فى ولاية تلمسان بالجزائر عام 1954 وحصل على درجة البكالوريوس فى الأدب العربى من جامعة الجزائر ثم انتقل إلى سوريا لمتابعة الدراسات العليا بمساعدة من منحة حكومية, حصل  بعدها على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة دمشق، وعندما أنهى دراسته عاد إلى الجزائر وشغل منصبًا أكاديميًا فى جامعته، جامعة الجزائر. وواصل تعليمه حتى عام 1994، وبعدها اضطر عند اندلاع الحرب الأهلية فى الجزائر فى التسعينيات إلى مغادرة البلاد, وبعد أن قضى وقتًا قصيرًا فى تونس، انتقل إلى فرنسا وانضم إلى جامعة السوربون الجديد، حيث درّس الأدب العربى.

يعد واسينى الأعرج من أهم الأقلام العربية التى سعت إلى التجديد فى الرواية لغة وأسلوبا فهويخرج عن إطار أبناء جيله ويعتبر أن اللغة لا تعتبر شيئا ثابتا إنما هى أداة تعبيرية تتغير وتتجدد باستمرار، وتلقى روايات واسينى جدلا ونقدا كبيرا نظرا لسعيه الدائم وتجربته الواسعة فى التجديد والخروج عن اللغة المألوفة، يكتب واسينى باللغتين العربية والفرنسية وترجمت العديد من أعماله إلى الإيطالية والسويدية والإنجليزية والدنماركية والعبرية والإسبانية.

 

إنتاجه الأدبى

 

نشر واسينى الأعرج ومنذ أوائل الثمانينات أكثر من اثنى عشر كتابا وتعاون وزوجته زينب الأعرج، الشاعرة والمترجمة، فى نشر مختارات من الأدب الإفريقى باللغة الفرنسية بعنوان Anthologie de la nouvelle narration africaine وقد أنتج الأعرج برامج أدبية عدة للتليفزيون الجزائري. وأسهم أيضًا فى عمود دائم لصحيفة الوطن الجزائرية.

تدور روايات الأعرج المبكرة حول النضال من أجل البقاء ضد الظروف الطبيعية القاسية فى المجتمعات الريفية. على الرغم من اهتمامها العام بالفقر وإشارتها إلى إخفاقات المؤسسة السياسية فى الجزائر، فإن روايات هذه الفترة تمثل عملية تطهير من العواطف التى تعود إلى طفولة المؤلف خلال سنوات حرب الاستقلال وموت الأب أثناء النضال الوطنى وتخليصه منها. 

وتتمثل أعمال هذه الفترة فى رواية «البوابة الزرقاء» عام 1980، «ما تبقى من سيرة أخضر حمروش « عام 1982، «وأزهار اللوز» عام  1983 و»مصرع أحلام مريم الوديعة « عام 1984.

ولعل من أبرز روايات الأعرج رواية «طوق الياسمين» والتى  تتميز بلغتها الموسيقية تتحدث عن الحب والموت والمرض من خلال رسائل بين حبيبين وذكريات، ورواية «مملكة الفراشة» والتى تتناول الجرح الجزائرى الذى سببته الحروب والنزاعات التى لم تسلم منها أى طائفة أوحزب حين قرر الشعب أن يظلم نفسه بنفسه قبل ان يظلمه جبروت السلطة، حازت الرواية على جائزة كتارا كأفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي.

 

النهاية وحكاية العربى الأخير

 

عقب عرض مسلسل «النهاية» لمؤلفه عمروسمير عاطف أصدر واسينى الأعرج، بياناً مطولاً، جاء فيه، إن مسلسل «النهاية» يسطوعلى روايته الصادرة قبل أربع سنوات؛ «2084- حكاية العربى الأخير» عن دار الآداب فى بيروت.وجاء نص البيان الذى تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى كالآتي: «للأسف، المناخ الحربى العام الذى تدور فيه أحداث الرواية هو نفسه حرفياً مناخ رواية العربى الأخير. تنفتح الرواية على نهاية المشروع العربى وبداية التفكك والاضمحلال، بينما يَقلِب المسلسل العملية بتوحد العرب ونهاية إسرائيل. الشخصية والوظيفة نفسها. فى الرواية نرى شخصية آدم، العالم الفيزيائى العربى الأصل، الذى تم اختطافه واحتجازه فى القلعة الصحراوية، يُجبَر على إنجاز مشروع قنبلة الجيب. نفس الحالة فى مسلسل النهاية, حيث يتم احتجاز المهندس زين فى الواحة من أجل إنجاز مشروع الدرع. بِنية الشخصيات الأمنية والفكرية وممارساتها فى المسلسل ملتصقة بالرواية بشكل مفضوح».

وبحسب ما ذكره واسينى الأعرج، فى بيانه، «فإن مسلسل النهاية لم يتبن فقط خطاً واحداً من روايته (2084- حكاية العربى الأخير)، ولكنه يقتبس كثيراً من أحداثها وأُسمى ما جرى بأنه فضيحة من العيار الثقيل». لا سيما أنه يرى أن المسلسل، الذى تابع حلقاته الثلاثين، قام بمحاكاة نهاية روايته.