الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التابعى الشهير بحندس ومعناه الليل المظلم!

التابعى الشهير بحندس ومعناه الليل المظلم!

اكتشفت حوارا صحفيا نادرا مع الأستاذ «محمد التابعى» كان قد أجراه معه الأستاذ «كمال الملاخ» صاحب أشهر باب فى الصحافة المصرية ويشغل مساحة كبيرة من الصفحة الأخيرة للأهرام وكان عنوانه «من غير عنوان».



والحوار الممتع الذى أجراه الأستاذ «كمال الملاخ» نشره فى كتابه البديع «حكايات صيف» عام 1970 ويحكى فيه حكايات وكواليس ونوادر ولقاءات فى 45 حكاية واختار «كمال الملاخ» لحواره مع الأستاذ التابعى عنوانًا من كلمتين فقط لا غيرهما «...مع التابعى» مع صورة فوتوغرافية كتب لها تعليقًا: التابعى صاحب مدرسة لاذعة!».

يبدأ كمال الملاخ حواره بمقدمة يقول فيها:

«إنه كتب قبلى فى الأهرام ولكن على صفحتها الأولى ناقدًا للفن والمسرح بصفة خاصة، لم يوقع باسمه وإنما لف قلمه الساخر الذكى الساحر بالغموض باسم مستعار.. كان اسمًا ساخرًا أيضًا.. سمع به أصحابه ينادون به صديقه، قال لنفسه لماذا لا أوقع به!!

وهكذا كان مولد إمضائه «حندس» فى بداية عهده بالصحافة المصرية العربية، وقابله الشاعر الكبير خليل مطران.. وسأله هل تعرف معنى «حندس» فى فقه اللغة؟!

وهز الشاب الأزرق العينين الخضراوين رأسه إلى يمين ويسار مبتسمًا!!  ويرد عليه الشاعر: يعنى الليل المظلم!!

ويضحك الاثنان وهما جالسان فى مقعدين متجاورين فى بنوار تحت قبة المسرح رغم فارق السن الواضح بينهما، وكان الشاعر فى نهاية مشوار حياته، وكاتبنا الناقد فى بداية صعوده!

وهكذا جلست جلسة هادئة مع هذا الناقد الذى أصبح الكاتب الكبير الصحفى الروائى «محمد التابعى».

قد يختلف بعض أو قليل من الناس حول قضايا أثارها ولكن لا أحد من الناس يختلف ثانية واحدة حول جاذبية أسلوبه الذى تقرأه من الألف حتى الياء!!

قلت: ما جئت لأكتب عنك خبرًا ولا مقالا بقدر ما حضرت لأرسم بالقلم بعض ملامح شخصيتك وحوادث وأحداث صيف عشتها وتذكرها؟! وما أصعب على الواحد من أبناء المهنة والفن أن يكتب عن رجل هو أستاذ لفنه ولمهنته تأثر به، وبأسلوبه الجيل الذى يحمل مسئولية الصحافة.

وبداية لحديث ينطلق مع الابتسامة فما أكثر الشخصيات التى تعددت تحمل اسم «محمد التابعى» من محمد التابعى سفيرنا فى الفاتيكان إلى محمد التابعى صاحب محل الفول المشهور.. ألا يحدث ربكة بينكما ؟!

ويضحك التابعى وهو يقول: بالنسبة لى فاتورة مكالمات تليفونية خارجية استلمتها هذا الأسبوع ودققت النظر.. الإيصال باسم «محمد التابعى» واكتشفت طبعا إنها وصلتنى عن طريق الخطأ المعروف، كانت لسفيرنا التابعى!! كلمت «أنيس البردعى» رئيس هيئة التليفونات قلت له معاتبًا: أنا لاحق أدفع تليفوناتكم علشان أدفع تليفونات غيرى».

فى حوار كمال الملاخ مع التابعى لفت انتباهى إنه لم يضع أسئلة الحوار بل وضع مكانها نقط عديدة ونشر إجابات التابعى، وهى إجابات تستحق القراءة رغم مرور خمسين عامًا على صدورها فى كتاب كمال الملاخ « «حكايات صيف والذى قال عنه الملاخ «50 حكاية وحكاية تصاحب جلستك فى حر الصيف ونسمة الصيف وليالى الصيف دون أن تمد يدك إلى أسبرينة واحدة».  [ وللحكاية بقية!