الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«غرام الأفاعى» فى ليبيا

«غرام الأفاعى» فى ليبيا

الزيارة المشبوهة التى قام بها خلوصى أكار وخالد العطية، وزيرا الحرب فى تركيا وقطر، إلى حكومة الإخوان فى ليبيا، جعلت العالم لم يعد يحتمل ألاعيب وجنون « لص أنقرة» و»أمير الإرهاب» فى الدوحة، فكل منهما صار منبوذا داخليا ومعزولا إقليميا ودوليا، بعدما احترفا الكذب وخداع الشعوب والأصدقاء والأعداء واللعب على ورقة  التناقضات، وإقحام أنفسهم فى أتون صراعات ومعارك لا علاقة لهم بها،  دونما تحديد طريق للعودة.



أردوغان مصمم على مواصلة السير على خطى  جده غير الشرعى خير الدين برباروس «قرصان البحار»  الذى حرق الأخضر واليابس فى دول البحر المتوسط، سعيا لاستعادة الإرث البائد للخلافة العثمانية بالابتزاز والسلب والنهب وفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية، واستغلال الدين لارتكاب جرائم فى حق الإنسانية، والدين من جرائمه براء، فالبطل الوهمى لا يتورع أن يحارب على جميع الجبهات ظنا منه أنه يؤدى مهمة مقدسة.

«خليفة الإرهاب» لم يدرك أن إرث أجداده البائد قد ولى، ولن يعود، مهما دفع بالأحداث هنا أو هناك إلى حافة الهاوية، ومع كل خطوة يخطوها أو مؤامرة يحيكها، يلتف الحبل حول عنقه، ويقترب أكثر من المقصلة، حتى يقذف به دون رجعة إلى مزبلة التاريخ.

يسعى «قرصان البحار» إلى خلط الأوراق، بعدما أصبح محاصرا بالخطوط الحمراء التى حددها الرئيس عبدالفتاح السيسى، برا بين « سرت- الجفرة»، وبحرا باتفاقية ترسيم الحدود بين مصر واليونان، التى أصابته بالجنون، حتى صار حبيس ما يسمى بـ«الجرف القارى» الذى لا يزيد على 1200 مترا من بعض الجزر اليونانية بالبحر المتوسط وبحر ايجه، ما اضطره إلى تأسيس تحالف عسكرى مع دويلة قطر، لتمويل نقل المرتزقة والإرهابيين من 60 دولة حول العالم إلى ليبيا، بزعم دعم شرعية حكومة الوفاق الإخوانية، التى فقدت شرعيتها، وإنشاء قاعدة بحرية فى مصراتة وأخرى جوية فى قاعدة عقبة بن نافع فى «الوطية».

بات واضحا علاقة الغرام غير المعهودة بين أردوغان وتميم الذى جمع بينهما 26 لقاءا خلال 5 سنوات، حيكت خلالها المؤامرات التى استهدفت تفكيك الدول العربية، وتأجيج الصراعات فى ليبيا وسوريا واليمن والعراق، وتمويل تنظيم داعش والقاعدة وجبهة النصرة  لتمكين الإخوان من السلطة، بعد ثورات الخراب العربى، وتوفير غطاء إعلامى وسياسى وعسكرى لحكومات الإخوان فى الدول العربية، فضلا عن تحمل نفقات التدخل العسكرى التركى فى ليبيا، بعدما انهار الاقتصاد التركى، وتراجعت الليرة إلى أدنى مستوياتها، وفشلت أنقرة فى دفع رواتب المرتزقة السوريين والتونسيين والصوماليين.

«غرام الأفاعى» بين تركيا وقطر، عجل بزيارة وزيرى الحرب للبلدين إلى ليبيا، بعد 45 يوما فقط من آخر زيارة لوزيرالدفاع التركى، حيث استهدفت الزيارة إحاطة الوزير القطرى بكل التفاصيل على أرض الواقع، لتلبية احتياجات الميليشيات المسلحة والمرتزقة، للاستعداد للمرحلة القادمة، ولإرباك المشهد بعد التحالف العسكرى بين فرنسا واليونان وقبرص لوضع حد لأطماع أردوغان فى شرق المتوسط، وأن تقوم قطر بتمويل القواعد العسكرية التركية فى مصراتة و«الوطية».

قطعا صقور مصر على علم بما يدور من مؤامرات على حدودنا الغربية، وعلى استعداد تام لوضع حد لأى تهديد للأمن القومى المصرى فى أى مكان.