الخميس 15 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الديربى الإفريقى» ونهاية التعصب الكروى

«الديربى الإفريقى» ونهاية التعصب الكروى

خاضت دولة 30 يونيو معارك وطنية كبيرة للحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وإصلاح ما أفسده العام اليتيم لحكم جماعة الإخوان الإرهابية، لعل أبرزها عودة الدولة الوطنية، والحفاظ على مؤسساتها، والقضاء على المشروع الفوضوى للتنظيم الإرهابى، ورأب صدع الانقسام الحاد بين صفوف الشعب المصرى، وتحجيم التعصب على أساس قبلى وطائفى وسياسى واجتماعى.



انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب، كانت دليلا واضحا على تراجع حدة التعصب العائلى والقبلى والدينى والسياسى، فكانت الأولوية للمصلحة العليا للوطن، واختيار النائب القادر على التشريع وتقديم الخدمات، حيث حقق النظام الانتخابى «القائمة والفردى» الهدف المنشود لتخفيف حدة التوتر فى الانتخابات البرلمانية التى شهدتها مصر على مدار العقود الأربعة الأخيرة.

ولأسباب عديدة يعلمها الجميع، وجد التعصب الرياضى البيئة الخصبة لينمو ويتضاعف مثل كرة الثلج، ثم تحول إلى بركان غضب، ليصبح خارج السيطرة فى ظل الانتشار الواسع لـ» السوشيال ميديا»، حيث ينفق أعداء الوطن مليارات الدولارات على «الميليشيات الإلكترونية» لتسميم الأجواء وإشعال نار الفتنة فى الشارع المصرى.

أعداء الوطن فى الخارج يدركون أن الساحرة المستديرة تخطف الأبصار وتسلب العقول، وتدمنها الشعوب حتى صارت « أفيونة» تدخل السعادة المزيفة إلى قلوب الملايين الذين يعشقونها إلى درجة الجنون، لذلك استغلوا روابط «الأولتراس» و»الوايت نايتس»، والذباب الالكترونى لتحقيق أهدافهم بالتحريض ضد مؤسسات الدولة، وإيجاد أرضا خصبة لتأجيج مشاعر الكراهية بين عشاق أكبر الأندية الجماهيرية فى العالم.

ودون وعى وقع الإعلام الرياضى فى فخ حملات التسخين بين عشاق الساحرة المستديرة، وغابت الحيادية عن البرامج الرياضية، التى سيطر عليها الهواة من الباحثين عن الشهرة الزائفة من خلال دغدغة مشاعر الجماهير، لجذب المزيد من المشاهدين والمعلنين، و»اللايكات» على مواقع التواصل الاجتماعى، دون مراعاة لمصلحة الوطن.

فى السنوات الماضية، قام الجميع بدور «نافخ الكير»، لإشعال نيران الفتنة والتعصب بين الملايين من عشاق الساحرة المستديرة، بعدما سيطر الهواة المتعصبين على إدارة المنظومة الكروية، الذين يدغدغون مشاعر بالشتائم والتشكيك فى الذمم المالية .. متناسين إن كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى التى توحد الشعوب وتذيب الفوارق بين فئات المجتمع.

الآن، أصبحت البيئة مهيئة تماما للتهدئة ونزع جذور التعصب بين جمهور الناديين، وأمام وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى، فرصة ذهبية ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه، بالقضاء على تلك الجرثومة وتصحيح مسار الكرة المصرية، وأولى تلك الخطوات، تحقيق العدالة على الجميع، والحفاظ على استقرار كيان نادى الزمالك فى تلك المرحلة العصيبة، ويتم حل الأزمة باحترافية بعيدا عن الأهواء الشخصية، أو تصفية الحسابات، فمصلحة النادى أهم من الأشخاص، فالنادى باق والأشخاص زائلون.

جميع المسئولين عن المنظومة الرياضية، عليهم الاستفادة من المبادرة التى دشنتها الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجى، لنبد التعصب الرياضى بين جماهير قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك.

رموز كرة القدم فى الناديين الكبيرين، والإعلاميون المحايدون يقع على عاتقهم دور كبير لنزع جذور التعصب الرياضى، بطرح مبادرات للتصالح بين مجالس إدارات الناديين الكبيرين، لتكون مباراة الكلاسيكو الإفريقى مباراة احتفالية يشهد بها العالم، وأن تكون واجهة مشرفة للرياضة المصرية وأن يبتعد الجميع عن التحفيل، وإخطار مواقع «السوشيال ميديا» بحظر عبارات السخرية والتحريض بين جمهور الناديين.