الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
معجزة الجلالة

معجزة الجلالة

من هنا مر موسى عليه السلام، حيث وادى عربة، ذلك الممر الضيق بين أطواد الجلالة الشاهقة، ليضرب موسى البحر بعصاه، ليصبح كل شق كالطود العظيم فى علوه وقوته، ليعبر نبى الله وقومه إلى الجانب الشرقى، حيث سيناء، تلك الأرض المقدسة، التى اصطفاها الله ليتجلى عليها بنوره، وليكلم نبيه، فى منطقة «التجلى الأعظم» بطور سيناء.



هنا.. جبل الجلالة بشموخه وطبيعته الصخرية الوعرة، الذى خر صاغرا، راضخا أمام إرادة وسواعد المصريين، الذين قهروا الصعاب لإقامة ثانى المشروعات القومية العملاقة بعد العاصمة الإدارية، والذى يفصل بينهما دقائق معدودة، ليتحول «الجبل»  إلى  مدينة متكاملة ومنتجع سياحى عالمى مؤهلا ليكون عاصمة مصر السياحية.

فى عام 2014 كان القرار لبداية انطلاق الأمل وتحقيق الأحلام الكبيرة التى تعانق عنان السماء، عندما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى فور توليه المسئولية، أن يقود مسيرة بناء مصر الحديثة، وتغيير خريطتها التنموية، بمشروعات قومية عملاقة، تغطى كل شبر على أرض مصر، متبعا فى ذلك أحدث الوسائل التكنولوجية العالمية.

بعد 6 سنوات من العمل الشاق، المستمر والمتواصل، تحققت المعجزة على جبل الجلالة، وأصبحت الانجازات الكبرى واقعا ملموسا، حيث نجح المصريون فى قهر الصعاب، وزلزلة الجبال، لخلق مجتمعات عمرانية جديدة، وبناء مدن ذكية من الجيل الرابع، لا تقل جمالا وروعة عن المدن العالمية، تهدف إلى استيعاب الكثافات السكانية، وخلخلة التركيبة السكانية، وتخفيف الزحام بالقاهرة وعواصم المحافظات، بما يساهم فى تحسين حياة المواطنين وزيادة معدلات النمو الاقتصادى.

اليوم.. تحقق الإنجاز الكبير، حيث تحولت المنطقة الجبلية المهجورة، ذات الكتل الصخرية الضخمة، إلى واحة من الإبداع والخيال، تحولت الجبال العاتية إلى مدينة عالمية، وقبلة للسياحة الداخلية والخارجية، فالرئيس السيسى دائم الحرص على أن يكون البحر ملكا لجميع المصريين، وليس قاصرا على سكان المنتجعات السياحية، فتوجيهاته المستمرة بإنشاء كورنيش عام مفتوح للمصريين فى جميع المناطق السياحية، لكى يستمتع المصريون بالطبيعة الخلابة ذات الطابع السياحى الفريد من حيث الطبيعة الجبلية والساحلية.

من حق المصريين أن يفخروا برئيسهم، الذى يواصل العمل ليلا ونهارا دون كلل أو ملل، ليرسم البسمة على وجوه المصريين، ويمنح الأمل للأجيال الجديدة، بتحويل التحديات الكبرى إلى واقع ملموس وفى زمن قياسى.

بالتأكيد، مشروع « الجلالة» العملاق، ليس مجرد تجمع عمرانى جديد على ارتفاع 700 متر من سطح البحر، وعلى مساحة 17 ألف فدان، بل هو مشروع متكامل يضم مدينة سكنية لكل فئات المجتمع، ومدينة طبية عالمية، وقرية أوليمبية، شارك فى بنائها 53 شركة وطنية، منها 5 شركات فى مجال الطرق و40 شركة فى مجال الإنشاءات والكبارى والأنفاق، و8 شركات لإنشاء المنتجع السياحى.

كما يضم المشروع أضخم محطة لتحلية مياه البحر فى الشرق الأوسط وإفريقيا، و»تليفريك» هو الأكبر من حيث المسافة، حيث يبلغ طول مسار الرحلة 4.5 كيلو متر، ويضم المشروع أيضا منطقة صناعية كبرى، تشمل 8 مصانع للرخام، ينتج كل مصنع 3 ملايين متر سنويا من أجود أنواع الرخام فى العالم، ومصانع للجرانيت والأسمدة الفوسفاتية ومشتقاتها بطاقة إنتاجية مليون طن فى العام.