الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تحويل المعلومات إلى معرفة

تحويل المعلومات إلى معرفة

صدر فى عام 1999 كتاب مهم بعنوان تحويل المعلومات إلى معرفة Turning Information Into Knowledge  للكاتب والباحث كيت دفيلن وهو أحد الكتب المهمة المبكرة والتى تتحدث عن هذا العصر الجديد... للمفارقة فإن الكاتب الكبير الأستاذ راجى عنايت له كتاب مهم صدرت نسخته الأولى قبل سبع سنوات من هذا التاريخ -1992- بعنوان «افيقوا يرحمكم الله» يتحدث فيه عن هذا العصر المقبل.. ربما فى وقت لم ينتبه الكثيرون إلى ما كنا مقدمين عليه.



فعلى نفس النسق جاء كتاب «تحويل المعلومات إلى معرفة» متحدثًا عن الفرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة من خلال معادلات رياضية مبسطة فيتحدث عن أن البيانات هى أى جداول بسيطة بها متغيرات ثم تتطور تلك البيانات وتتحول إلى معلومات من خلال إضافة معنى لها فتكون المعلومات هى بيانات ذات معنى أما المعرفة فإنها ببساطة عبارة عن معلومات بالإضافة إلى القدرة على استخدامها واستغلالها بفاعلية وهو فارق بسيط ولكن يقع الكثيرون فى خلط بين تلك المسميات.

أمور مثل الترميز والتلخيص المتكرر للمعلومات واكتشاف

الأنماط Types  والاتجاهات Information Trends فى غاية الأهمية للاستفادة الكبرى من هذا الكم الكبير من المعلومات والمعرفة فالإحصائيات تشير إلى أن المدراء يحصلون على ثلثى معرفتهم من الاحتكاك المباشر مع الآخرين وعلى ثلث واحد فقط من الوثائق وتحليل البيانات وهى نسبة صغيرة تحتاج إلى أن تتبنى كل مؤسسة ما يطلق عليه أسلوب إدارة المعرفة Knowledge Management ربما من خلال إنشاء إدارة متخصصة لهذا الأمر تستخدم خرائط المعرفة Knowledge Maps فى ترتيب وحفظ ما لدى المؤسسات من معارف مكتوبة أو مكتسبة فى أذهان العاملين.

فى عام 2020 يتم تقسيم المعرفة إلى 14 قسمًا منها المعارف الأمامية ذات الأولوية والخلفية والمعارف الموزعة Distributed والمعارف التخصصية والمعارف التجريبية والمعارف المكودة -المشفرة- والمعارف الضمنية Tacit  والمعارف الصريحة Explicit  والمجهول المعروف المحدد أى أننا نعرف أن لدينا نقص معرفة فى مجال معين والمجهول المجهول أى إننا لا نعرف أن لدينا نقصًا ولا نعرف ماهيته وهو أخطر الأنواع على الإطلاق هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى متعددة.

وإذا كانت جميع المؤسسات قد انتهت من إنشاء وحدات للمعلومات بداخلها فإنه قد آن الأوان إلى إنشاء وحدات معرفة لتقوم بالانتقال إلى الفاعلية والفعل بما لديها من معلومات ومعارف متعددة ربما لا تكون منتبهة إلى وجودها أصلًا.