الشجرة المقدسة خضراء طوال العام
هنا خلع موسى نعليه وخر صاعقًا

جنوب سيناء - زكية هيكل
هنا بجنوب سيناء فى سانت كاترين توجد الشجرة المقدسة التى وقف عندها سيدنا موسى عليه السلام وناجى فيها ربه وأمره بخلع نعليه تعظيما لتلك البقعة المباركة، وهى غير موجودة فى أى مكان فى العالم إلا فى الدير.
توجد خصوصية كبيرة فى الوادى المقدس وللشجرة قدسيتها، فمنها ناجى موسى ربه ومنها كان الصعود إلى جبل موسى الذى تجلى الله فيه لسيدنا موسى فخر صاعقا.
الشجرة تسمى العليقة وهى الوحيدة الموجودة فى العالم بهذا الاسم وبهذا الشكل، وقدسية الشجرة جعلتها خضراء طوال العام، أوراقها لا تنشف أبدا، وقد حاول كثيرون كثير زراعة هذه الشجرة فى المكان إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.
يأتى السياح طوال العام من جميع أنحاء العالم و يقومون بالدعاء، ويتمنون أمنياتهم ويكتبونها على أوراق الشجر لكن تم منعهم بعد ذلك من قطف أوراقها، وقد تم بناء كنيسة بجوار الشجرة المباركة وتمت تسميها كنيسة العليقة، حيث بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى، وهو أول إمبراطور جعل الديانة المسيحية ديانا رسمية للإمبراطورية البيزنطية.
يقول غريغرغيوس السينائى راهب بالدير، لـ«روزاليوسف»، أن كنيسة العليقة الملتهبة تنخفض أرضيتها 70سم عن أرضية كنيسة التجلى ومساحتها 5م طولاً 3م عرضاً، وتحتوى على مذبح دائرى صغير مقام على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية تحدد الموقع الحقيقى للشجرة، ويقال إن جذورها لا تزال باقية فى هذا الموقع.
وتابع غريغرغيوس، أن شجرة العليقة الحالية بالدير أصلها داخل الكنيسة وأغصانها خارجها ولا يدخل هذه الكنيسة أحدا إلا ويخلع نعليه خارج بابها اقتداء بنبى الله موسى عليه السلام الذى لبى نداء ربه وخلع نعليه.
وأشار غريغرغيوس إلى أن فصيل شجر العليق كثير جدا ومنتشر فى العالم أجمع إلا أن الشجرة المعلقة بالدير هى الفريدة والوحيدة من نوعها وحتى اسمها العلمى باللاتينية «Rhubus Sanctus» أى العليقة المقدسة، ويشهد لقداستها، بالإضافة إلى تميز فصيلتها كنبتة وحيدة بالعالم، مؤكدا أنه يتم رى شجرة العليقة المقدسة بمياه بئر سيدنا موسى مرة كل أسبوعين.
وأوضح أن شجرة العليقة وجبل موسى يمثلان قيمة لكل الأديان من يهودية و مسيحية وكذلك الإسلام حيث وردت قصة نبى الله موسى وبنى إسرائيل فى عدة سور بالقرآن الكريم ولقد كرم الله سبحانه وتعالى جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس «والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين».
ويقول محمد حميد الجبالى احد أهالى سانت كاترين، أن شجرة العليقة فى دير سانت كاترين هى الشجرة المقدسة الذى رأى عندها نبى الله موسى نارًا، حينما رأى فرعًا من الشجرة يشتعل والنار تزداد بينما الفرع يزداد خضرة فلا النار تحرق الخضرة، ولا رطوبة الخضرة ومائيتها تُطفئ النار، وعندها سمع صوت «الله» سبحانه وتعالى.