الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
أفلام مصرية  بعيون إنجليزية!

أفلام مصرية بعيون إنجليزية!

كان المستشرق الإنجليزى والكاتب الصحفى البريطانى ديزموند سيتوارت فى القاهرة وفوجئ بأحد المنتجين يطلب منه كتابة قصة سينمائية تلعب بطولتها فاتن حمامة وشادية وهو ما قام به فعلاً, فقد كان بحاجة إلى المال وقتها، ويعترف أنه لم يكن فخورًا عن هذا السيناريو غير الواقعى، ويفسر عدم رضاه بقوله:



ألم أُظهر شادية فى أحد المناظر وهى محرومة من الأولاد تبكى وفى يدها كتاب مفتوح  من كتب الأطفال جالسة على أريكة من طراز لويس السادس عشر، فإذا انتهى هذا المشهد المرسوم تجف الدموع وتتحول إلى بسمات، وأرى شبانًا فى سياراتهم وطائراتهم ثم تنتهى بهم حبكة القصة بغسل الدموع بالغناء والرقص، وقد مثلت كل من فاتن وشادية دورها جيدًا،  ثم يتناول «ديزموند سيتوارت» رأيه فى كل من فاتن حمامة وشادية فى أدوار أخرى قاما بها فيقول: وقد مثلت «فاتن» أيضا فى فيلم «دعاء الكروان» وهى تراجيديا تدور وقائعها فى الصعيد ألفها الأديب الكبير الدكتور طه حسين، وأخت فاتن فى القصة يغويها محام فتنهض هى للانتقام منه!

وكان النصف الأول من الفيلم واقعيًا إلى درجة تظهر فيه الأقدام حافية تحوطها الخلاخيل الأمر الذى لم نسمع به من قبل، وهبط النصف الثانى وفيه نرى المحامى يصطحب فاتن التى نراها فى زى سيدات الزمالك إلى نزهة على شاطئ البركة، وهو ما لا يخطر مطلقا على بال أحد فى الصعيد المحافظ!!

ولعبت «شادية» بعد ذلك دور فتاة من بنات الليل فى أحسن فيلم - فى رأيى -أنتج إلى الآن وهو فيلم «اللص والكلاب» كتب قصته نجيب محفوظ حول شرير تطارده الصحافة، وهو سفاح أصيب بلوثة وانتهى به الأمر أن حوصر وقتل بالرصاص تماما  مثل ما حدث للمجرم الأمريكى «ويللنجر»!

وقد رمز «نجيب محفوظ» بهذا القاتل عن الشخص الحديث الحائر الذى خانه مرشده وتخلى عن مبادئه!

ومن العجب أن هذا الفيلم قد خلا من مواقف المرح المصطنع والفقرات الخطابية الجوفاء، فجاء السيناريو سريع الحركة قاسيًا مثيرًا قليل الحوار!

ولم يكن سبب انحراف البطل تافها فقد دفعه إليه - أثناء عمله كخادم فى بيت الطلبة - طالب يسارى لا يقيم وزنا للقيم الروحية، وكان هذا الطالب يعتقد أن المبادئ الأخلاقية قد بليت وعفى عليها، وأن اللص فى البلاد الرأسمالية حينما يسرق إنما هو شخص تقدمى! وهى أفكار عفى عليها فى الغرب ولكنها لا تزال تأخذ بقلوب بعض الأشخاص! إلا أن هذا الطالب يغدو صحفيًا ناجحًا ويتزعم حركة مطاردة تلميذه الذى طبق دروسه بحسن نية ثم ينشرح صدره عندما يبلغه نبأ مقتل المجرم, صرعه رجال الشرطة ولم يبكه أحد سوى بائعة الهوى!

وهناك علامات توحى بأن الأسلوب المعتاد الذى يسيطر على قصة الفيلم المصرى لم يعد له مجال كبير، وظهرت مناقشات فى الصحف كان اتجاهها ضد الاعتماد على أسماء النجوم فقط لما تبين - كما أخبرنى صديقى المخرج - أن ذلك يستغرق الجزء الأكبر من ميزانية الفيلم الضئيلة «حوالى 25 ألف جنيه» فلا يبقى إلا القليل لكاتب السيناريو وبقية الفنيين المتخصصين.

كما أن أكثر النجوم ليست لهم قدرة فنية كبيرة، لأن خبرتهم فى التمثيل نبعت نتيجة لاجتهادهم الشخصى ولم تنبع نتيجة للتدريبات المنتظمة فى دور التمثيل التعليمية، وقد يقفز أجر الوجه الجديد المبتدئ إذا لقى حظوة عند الجماهير من مائة وخمسين جنيهًا فى الفيلم الأول إلى ألفين من الجنيهات فى الفيلم الثانى، ثم يملأه الإطراء بالغرور طول حياته، ما لم يكن - مثل عمر الشريف - صاحب موهبة حقيقية.كان المستشرق الإنجليزى والكاتب الصحفى البريطانى ديزموند سيتوارت فى القاهرة وفوجئ بأحد المنتجين يطلب منه كتابة قصة سينمائية تلعب بطولتها فاتن حمامة وشادية وهو ما قام به فعلاً, فقد كان بحاجة إلى المال وقتها، ويعترف أنه لم يكن فخورًا عن هذا السيناريو غير الواقعى، ويفسر عدم رضاه بقوله:

ألم أُظهر شادية فى أحد المناظر وهى محرومة من الأولاد تبكى وفى يدها كتاب مفتوح  من كتب الأطفال جالسة على أريكة من طراز لويس السادس عشر، فإذا انتهى هذا المشهد المرسوم تجف الدموع وتتحول إلى بسمات، وأرى شبانًا فى سياراتهم وطائراتهم ثم تنتهى بهم حبكة القصة بغسل الدموع بالغناء والرقص، وقد مثلت كل من فاتن وشادية دورها جيدًا،  ثم يتناول «ديزموند سيتوارت» رأيه فى كل من فاتن حمامة وشادية فى أدوار أخرى قاما بها فيقول: وقد مثلت «فاتن» أيضا فى فيلم «دعاء الكروان» وهى تراجيديا تدور وقائعها فى الصعيد ألفها الأديب الكبير الدكتور طه حسين، وأخت فاتن فى القصة يغويها محام فتنهض هى للانتقام منه!

وكان النصف الأول من الفيلم واقعيًا إلى درجة تظهر فيه الأقدام حافية تحوطها الخلاخيل الأمر الذى لم نسمع به من قبل، وهبط النصف الثانى وفيه نرى المحامى يصطحب فاتن التى نراها فى زى سيدات الزمالك إلى نزهة على شاطئ البركة، وهو ما لا يخطر مطلقا على بال أحد فى الصعيد المحافظ!!

ولعبت «شادية» بعد ذلك دور فتاة من بنات الليل فى أحسن فيلم - فى رأيى -أنتج إلى الآن وهو فيلم «اللص والكلاب» كتب قصته نجيب محفوظ حول شرير تطارده الصحافة، وهو سفاح أصيب بلوثة وانتهى به الأمر أن حوصر وقتل بالرصاص تماما  مثل ما حدث للمجرم الأمريكى «ويللنجر»!

وقد رمز «نجيب محفوظ» بهذا القاتل عن الشخص الحديث الحائر الذى خانه مرشده وتخلى عن مبادئه!

ومن العجب أن هذا الفيلم قد خلا من مواقف المرح المصطنع والفقرات الخطابية الجوفاء، فجاء السيناريو سريع الحركة قاسيًا مثيرًا قليل الحوار!

ولم يكن سبب انحراف البطل تافها فقد دفعه إليه - أثناء عمله كخادم فى بيت الطلبة - طالب يسارى لا يقيم وزنا للقيم الروحية، وكان هذا الطالب يعتقد أن المبادئ الأخلاقية قد بليت وعفى عليها، وأن اللص فى البلاد الرأسمالية حينما يسرق إنما هو شخص تقدمى! وهى أفكار عفى عليها فى الغرب ولكنها لا تزال تأخذ بقلوب بعض الأشخاص! إلا أن هذا الطالب يغدو صحفيًا ناجحًا ويتزعم حركة مطاردة تلميذه الذى طبق دروسه بحسن نية ثم ينشرح صدره عندما يبلغه نبأ مقتل المجرم, صرعه رجال الشرطة ولم يبكه أحد سوى بائعة الهوى!

وهناك علامات توحى بأن الأسلوب المعتاد الذى يسيطر على قصة الفيلم المصرى لم يعد له مجال كبير، وظهرت مناقشات فى الصحف كان اتجاهها ضد الاعتماد على أسماء النجوم فقط لما تبين - كما أخبرنى صديقى المخرج - أن ذلك يستغرق الجزء الأكبر من ميزانية الفيلم الضئيلة «حوالى 25 ألف جنيه» فلا يبقى إلا القليل لكاتب السيناريو وبقية الفنيين المتخصصين.

كما أن أكثر النجوم ليست لهم قدرة فنية كبيرة، لأن خبرتهم فى التمثيل نبعت نتيجة لاجتهادهم الشخصى ولم تنبع نتيجة للتدريبات المنتظمة فى دور التمثيل التعليمية، وقد يقفز أجر الوجه الجديد المبتدئ إذا لقى حظوة عند الجماهير من مائة وخمسين جنيهًا فى الفيلم الأول إلى ألفين من الجنيهات فى الفيلم الثانى، ثم يملأه الإطراء بالغرور طول حياته، ما لم يكن - مثل عمر الشريف - صاحب موهبة حقيقية.