السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة رصينة 1-2

لغة رصينة 1-2

ما قيمة أن نتحدث لغة عربية رصينة؟...سؤال بديهى ربما لا يجب أن يطرح على الإطلاق ولكن ما نراه ونسمعه يوميًا فى محادثاتنا اليومية المباشرة وتلك الأخرى التى نقوم بها من خلال شبكات التواصل الاجتماعى أوالتى نتعرض لها من خلال وسائل الإعلام المختلفة جعلت هذا السؤال البديهى مهمًا ويحتاج إلى وقفة.



منذ عدة أيام طالعت إحدى الصحف المصرية القديمة فى ثلاثينيات القرن الماضى فوجدت لغة متزنة رصينة منضبطة رشيقة راقية مفهومة...تلك الصفات نفتقدها بشدة هذه الأيام فكيف حدث هذا الانحدار الذى لا يشعر به الكثيرون بل وربما يعتقدون أن تلك اللغة الحالية هى قمة البلاغة والرصانة.

الحديث عن اللغة الرصينة يختلف عن الحديث عن المحتوى فربما تكون اللغة منضبطة ولكن بلا محتوى جديد أويضيع المحتوى نظرًا لعدم ترتيب الأفكار أوالعلم بالموضوع المثار بالقدر المطلوب ولكن للوصول إلى لغة رصينة على مستوى البلاغة وقواعد اللغة نحتاج إلى خطوة مهمة قبل أن نشرع فى الحديث والكتابة وهى ببساطة أن نقرأ...نقرأ لكبار الكتاب والصحفيين فى زمن ما قبل الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي...نقرأ فى أى شيء وكل شيء...أدب ,علوم, فنون ...إلخ.

يأتى على قمة ما يجب أن يقرأ بالطبع كتاب الله...معجزة البلاغة المرسلة إلى قوم يقدرون الثقافة والأدب....دائمًا يأتى الرسل بمعجزة للأقوام المبعوثين فيهم من نفس المجال الذى يبرع هؤلاء الأقوام فيه...علم بمسارات الجبال فكانت ناقة صالح...علوم السحر فكانت حية موسى وعصاه وعلى نفس النسق أتى القرآن الكريم كمعجزة لغوية للعرب وهوما حدث للوليد بن المغيرة الذى ذهب ليتفاوض مع النبى الكريم ليترك الدعوة إلى الإسلام ...أغراه بالمال والحكم وخلافه فما كان من سيد الخلق إلا أن تلا عليه بعض آيات من كتاب الله العزيز فما كان من الوليد إلا أن قام وعاد إلى قريش معجبًا مسحورًا بسحر البيان وعندما سألوه عما به أجاب «والله لقد سمعت كلامًا ما سمعت مثله قط . ثم قال: إن لقوله لحلاوة، وإن لعليه لطلاوة، وإن لأعلاه لمثمر، وإن لأسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه».

أتذكر كيف تركنا حفظ القرآن الكريم فى سنوات الدراسة الأولى بعد أن أصبحت مادة الدين خارج المجموع.

غدًا نكمل.