الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إحسان عبدالقدوس لكامل الشناوى: عندما أصبح فيلسوفا اشنقونى!

إحسان عبدالقدوس لكامل الشناوى: عندما أصبح فيلسوفا اشنقونى!

ما أكثر المرات التي ثار وغضب فيها أستاذنا الكبير إحسان عبدالقدوس من الحملات الضاربة التى يشنها عليه النقاد كلما كتب قصة أو رواية!!



كان الأديب الكبير والشاعر الرائع كامل الشناوى أحد الشهود الكبار على نوبات غضب إحسان، وربما لا يعرف البعض أن كامل الشناوى كان نجم جريدة روزاليوسف اليومية عند صدورها فى مارس سنة 1935.

وفى مقال بالغ الجدية والطرافة عنوانه «إحسان عبدالقدوس ثائر على النقاد» يروى كامل الشناوى قصة من قصص غضب إحسان وثورته على النقاد قائلا: رأيت اليوم إحسان عبدالقدوس وهو يغلى من الغضب وعندما يغضب إحسان تتقلص عضلات وجهه، وتتناثر الألفاظ من فمه كما لو كانت شظايا وتصاب حروف الكلمات بانتفاخ شديد فإذا الذال كالظاء والسين كالصاد والدال كالضاد، وحروفى الراء كحرف الغين!

قال إحسان إن النقاد يتعقبونه بالهجوم والتجريح فهم يتهمونه بأنه يعمد فى قصصه إلى الإثارة الجنسية، وأنه بهذه الطريقة استطاع أن يجمع حوله كل القراء المراهقين، وهؤلاء النقاد يكيلون له الاتهامات جزافا فكثيرون منهم لم يقرأوا له عملا كاملا ومع ذلك استباحوا لأنفسهم أن يرموه بشر التهم!

وقلت لإحسان لا ينبغى للمفكر أن يضيق بالنقد مهما يكن قاسيًا قال: إننى لا أبالى القسوة، ولكنى أكره الظلم والنقاد الذين تصدوا لأعمالى بالهدم ليكونوا قساة، ولكنهم كانوا ظالمين.

وضرب مثلا على هذا الظالم بما كتبه عنه الدكتور مندور، وقال لقد سبق للدكتور مندور أن اتهمنى بأنى اقتبست قصتى القصيرة «دعنى لولدى» من الكاتب العالمى «ستيفان زفايج» وقد رددت على نقده بأسلوب اعتمدت فيه على المنطق، وكل الذين اطلعوا على ردى اقتنعوا بأنى لم أقتبس القصة من أحد، وأن فكرة غيرة الطفل على أمه من عشيقها وهى الفكرة التى عالجتها فى قصتى بعيدة فى سياقها وتفصيلاتها وجوها عن الفكرة التى عالجها «زفايج»!

وقد اعترف مندور بأننى تناولت الفكرة بأسلوبى الخاص وطابعى الذى تميزت به وما هو الفن؟!

إنه أسلوب وطابع والقصة الجديرة بالبقاء هى القصة القائمة على أساس فنى صحيح، ولو تشابهت مع غيرها والقصة التى لا تبقى هى القصة القائمة على أساس زائف ولو احتوت على أشياء لم تخطر ببال أحد!!

وقال إحسان إنه تحمس لرد على مندور واعتزم أن يطالب الجريدة بنشر قصته وقصة «زفايج» فى صفحتين متقابلتين ليستطيع القراء أن يحكموا له أو يحكموا المندور ولكنه وجد أن نقد مندور وإن كان ينطوي على تجن وتحامل فهو أيضا ينطوى على تراجع وتأنيب ضمير، فقد أصر على اتهامه فى صخب وضجة، ثم لم يلبث أن تراجع فى هدوء وتحصن أمام قرائه بالعبارات التقليدية مثل الإطار العام والطابع الخاص!

إن الدكتور مندور قد اقتنع بأنه ظلمنى فى الاتهام الذى وجهه لى وكل ما فى الأمر إنه عز عليه أن ينفى الاتهام أو يسحبه!

والشعور الذى ينتاب إحسان عبدالقدوس من النقد هو شعور أكثر المفكرين والفنانين وقلت لإحسان لتكن لك أسوة فى أستاذنا «سقراط»، لقد اتهمه حكام أثينا بإفساد الشباب بآرائه وسقوه السم!!

وقال إحسان لقد كان سقراط فيلسوفًا وأنا لست بفيلسوف إننى فنان أعيش بأعصابى، فدعوا لى أعصابى كى أعيش وأعمل، وأننى أحب الفن وأكره الفلسفة وعندما أصبح فيلسوفا اشنقونى.

وللحكاية بقية..