الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
حياة كريمة للغارمات «أمهاتنا.. ضمير وطننا»

حياة كريمة للغارمات «أمهاتنا.. ضمير وطننا»

مهما تحدثنا عن أمهاتنا، فلن يكفينا مداد البحار والمحيطات والأنهار، فما يقال فى حقهن من كلمات لا يمثل مثقال ذرة من حجم التضحيات والعطاء والفداء، فهن مبعث الأمل والحياة.. ومركز النور الذى ندور فى فلكه، هن الدفء والملاذ الآمن والحصن المنيع.. ومصدر الفخر والاعتزاز، فى قربهن ومهما طالت سنوات البعاد، تهفو إليهن القلوب والعقول والوجدان.



أمهاتنا، ستظل مصدر قوتنا الدائم، نراها دائما ملائكة تجسدت فى صورة بشر، تقدسها القلوب، كرمتها الكتب السماوية، ورفعت من شأنها الدساتير والقوانين.

 بعد أيام قليلة، نحتفل بـ»عيد الأم»، الأم التى كتبت صفحات مضيئة، ضحت وكافحت وناضلت، وقدمت أعز ما تملك فداء للوطن وأمنه واستقراره، أمهاتنا تستحق التكريم كل لحظة، وهو ما يحرص عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإنسانيته المعهودة، فلم يترك فرصة أو مناسبة دون جبر خاطر أمهاتنا «أمهات مصر»، إيمانا منه بأنهن نبع العطاء والخير، وطاقة الأمان والتضحية، والمصدر الأول للحكمة والمبادئ، والركيزة الأساسية لبناء الأسرة وتماسكها والتى تحمل على عاتقها ضمير الوطن بعزيمة وإصرار يليق بمكانتها الخالدة فى التاريخ.

 احتفالنا هذا العام بـ«عيد الأم» يأتى ومازال هناك أمهات ضحايا الفقر والعوز، يقضون عقوبة الحبس خلف قضبان السجون، بسبب ديون كانت فى البداية بسيطة، بعدما اضطرتها الظروف المعيشية الصعبة إلى التوقيع على شيكات أو إيصالات أمانة على بياض لتجهيز بناتها، أو لتلبية احتياجات منزلها، ثم تضاعفت الديون بعدما تعثرت عن السداد، فتم الزج بهن فى السجن لسنوات طويلة بعقوبة منفصلة عن كل شيك أو إيصال أمانة، مما عرض أسرهن للتفكك وهدد مستقبل أطفالها، وأصبح مصيرهم مجهول بعد حرمانهم من حضن أمهاتهم.

على مدار 6 سنوات، كانت المرأة على رأس أولويات القيادة السياسية، وجعل منها أيقونة،  بالحرص الدائم على رسم البسمة على الوجوه، وبث الأمل فى النفوس، بمبادرات رئاسية متعددة لتمكينها سياسيا واقتصاديا، ورعايتها صحيا واجتماعيا، فكانت مبادرة « سجون بلا غارمات» الأمل الذى أعاد الحياة للأسر التى تعانى الفقر والعوز، وساهمت فى لم شمل الأسرة وإنقاذ الفتيات والأطفال من التشرد.

التحرك الإنسانى السريع من جانب القيادة السياسية ومؤسسات الدولة بتكليف صندوق «تحيا مصر» بتحمل تكلفة ديون الغارمات، دفع العديد من منظمات المجتمع المدنى للقيام بدور فعال فى هذا الشأن، ومن بينها مؤسسة «مصر الخير»، التى سددت ديون آلاف الغارمات، وأطلقت مبادرة متميزة بعنوان « خلاويص.. لسه» لفك كرب 2000 سيدة قبل عيد الأم، وتوفير مشروعات تنموية تدر عليهن دخلا منتظما.

ولكن، أعتقد أن مجرد دفع ديون الغارمات، ليس حلا للأزمة، فمع خروج غارمات من السجن، يسقط غيرهن فى بئر العجز عن سداد الديون، ويدخلن السجن، بسبب الفقر والعوز والتقليد الأعمى فى تجهيز العرائس.

ولذلك فالدولة ومؤسسات المجتمع المدنى مطالبون بالإسراع فى خطة التمكين الاقتصادى للمرأة، من خلال مشروعات متناهية الصغر تضمن حياة كريمة وتحميهم من الاقتراض، وتخصيص منافذ لا تستغل حاجة المواطنين، والتوعية بضرورة كتابة مبلغ الدين بصورة واضحة، وكذلك اسم الدائن وتاريخ السداد فى الإيصال أو الشيك حتى لا يتم التلاعب فى القيمة المادية.