الثقافة الذكية
جزء مهم من الأمور المرتبطة بمصطلح الثقافة الرقمية هو كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى المتعددة فى صناعة النشر للمؤلفات المختلفة.
قبل أن نتكلم عن تلك الأدوات دعونا نشير إلى بعض من الأمور السلبية المرتبطة بالإبداع والنشر والتى يأتى على رأسها قلة الاهتمام من شريحة أو أكثر بما يتم عرضه ونشره من مؤلفات أدبية أو حتى علمية والأسباب متنوعة ربما يأتى على رأسها أن هذا المؤلف أو ذاك لا يلقى القبول الكافى من الجمهور المعروض أمامه.. ربما حجم الرواية... ربما موضوعها... ربما تصميم الغلاف... ربما السعر... ربما لانتشار بدائل أو نسخ غير قانونية أو الكترونية وربما أسباب أخرى لا نعرفها إلا بعد مرور سنوات عدة.
تلك المشكلات وأكثر يمكن لأدوات التحول الرقمى معالجتها والوصول إلى صورة مرضية لجميع الأطراف والتى تبدأ من تحليل النص المكتوب ومقارنته بما سبق نشره لضمان تقليل السرقات والاقتباسات فى الاسلوب أو حتى على مستوى الفكرة كما يمكن أيضا إعادة صياغة بعض العبارات أو التدقيق اللغوى وأيضا عمل ملخصات أو مقتطفات يتم نشرها وأخذ رأى الجمهور عليها وربما أيضا معرفة آراء الجمهور فى مؤلفات أخرى سابقة من حيث درجة القبول والتعليقات عليها وهو ما يمكن من إجراء تحليل أكثر دقة نخرج منه بمجموعة من المحددات المرتبطة بشرائح السوق المختلفة فنعرف على سبيل المثال الحجم المناسب للرواية وأهم المجالات التى يهتم بها المجموعات المختلفة التى يمكن تقسيمها ديموغرافيا وطبقا للنوع والفئة العمرية ومستوى التعليم وأيضا تفضيلاتهم لكتاب بعينهم والعديد من العوامل الأخرى منها مثلا أفضل التصميمات الرائجة لأغلفة الكتب.
كل ما سبق من معلومات يمكن من خلاله وضع خصائص للكتاب الأكثر طلبا فى منطقة معينة من العالم وهى أمور ستزيد حتما من معدلات البيع والإعجاب بما يتم نشره طالما تم ذلك بناء على تحليلات وقياسات للسوق من خلال التسويق الرقمى وتحليل بياناته وكذا أيضا التحليل باستخدام الذكاء الاصطناعى لكل مدخلات عملية النشر.
إذا سألت أى كاتب أو ناشر حاليا عن رد فعل الجمهور على ما يقوم بنشره على شبكات التواصل الاجتماعى ستجده يستعجب بشدة من المفارقات والمفاجآت التى تعرض لها كل مرة... فربما يعتقد أن هذا الكتاب بموضوعه المهم أو هذا المقال الجاد سيحصل على إعجاب أو نسب مبيعات مرتفعة عن مقال أوكتاب يرى أن موضوعه أقل أهمية ثم يحدث المفاجأة بأن العكس هو الحادث وهو ما يشير إلى الفجوة بين طرفى العملية الثقافية فى بعض الأحيان.
