الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«مناعة القطيع»

«مناعة القطيع»

الدول الغنية وجماعة الإخوان الإرهابية، وجهان لعملة واحدة، تجمعهم ثوابت واحدة، عقيدتهم قائمة على العنصرية والابتزاز والانتهازية، فلا قيمة للإنسان فى «ثقافة القطيع» التى تنتهجها الجماعة الإرهابية، لتقديس قياداتها تحت مبدأ «السمع والطاعة»، وتتخذ من الدين ستارا للقتل والتعذيب وهدم الدول بهدف الوصول إلى السلطة.



بينما الدول الغنية التى يسكنها 14% من سكان العالم، فهى أكثر دول العالم تمييزا وعنصرية وانتهاكا لحقوق الإنسان، ولم تخجل أبدا من حرمان سكان العالم من الحق فى الحياة، باحتكار لقاحات الخلاص من وباء كورونا، ووقف تبرعاتها للدول الفقيرة، فلا قيمة للإنسانية فى استراتيجية « مناعة القطيع» التى تطبقها تلك الدول للانتهاء من تطعيم شعوبها بحلول يوليو المقبل، وفى ذات الوقت ترفض تصنيع تلك اللقاحات فى الدول النامية.

مخطئ من يظن أن الدول الغنية تخلت عن سياساتها الاستعمارية، فما زالت تستخدم جميع الوسائل غير المشروعة للتحكم فى أرواح البشر، وتستغل اللقاحات سياسيا لفرض وصايتها على الدول الفقيرة لضمان ولائها وتبعيتها، أو الضغط على الدول التى تتنهج سياسات لا تتوافق مع سياساتها، بعدما تحولت اللقاحات إلى سوق سوداء لمن يدفع أكثر، وليس لمن يحتاج إليه.

كعادتها، تخلت دول الاتحاد الأوروبى عن مسئولياتها الأخلاقية، وحذت حذو الولايات المتحدة، ومنعت خروج اللقاحات خارج حدودها قبل الانتهاء من تطعيم شعوبها لتطبيق استراتيجية « مناعة القطيع»، وتركت فقراء العالم ينهشهم الوباء، ولم تتوقف عند ذلك الحد، بل تعمدت شن حرب دبلوماسية على الدول التى توزع اللقاحات بأسعار مناسبة، واتهامها باستغلال حاجة الفقراء لبسط النفوذ على الدول الفقيرة، بل تمادت فى شن حملات للتشكيك فى فعالية اللقاحات البريطانية والروسية والصينية، ما دفع العديد من دول العالم إلى تعليق استخدام تلك اللقاحات. 

إذا كانت الدول الغنية تستخدم « العدالة العرجاء» لحماية شعوبها من الوباء، فعليها أن تتخلى أن أنانيتها وتتيح إمكانية تصنيع اللقاحات فى الدول النامية، ليتوقف صراع الاستحواذ على الفيروس، وتتمكن باقى دول العالم من القضاء على الجائحة فى توقيتات متزامنة، حتى لا تهدد الموجات المتتالية سكان العالم.

رغم الحرب الشرسة التى يشهدها العالم للحصول على لقاح كورونا، فإن مصر تتحرك بخطوات ثابتة لتأمين الحصول على اللقاحات، حيث لا يتم الاعتماد على مصدر واحد، فضلا عن اعتماد هيئة الدواء المصرية استخدام 4 لقاحات أثبتت فعاليتها، وتم التعاقد على كميات كبيرة من اللقاحات ستصل تباعا، فضلا عن المفاوضات الجارية مع الصين لتصنيع لقاح سينوفارم داخل مصر.

ومع بداية الموجة الثالثة التى اجتاحت العالم، على جميع المواطنين توخى الحذر الشديد، وعدم التخلى عن الاجراءات الاحترازية التى تطبقها الدولة، مع الالتزام بارتداء الكمامات فى الأماكن العامة، وتطهير الأيدى بالكحول، وزيادة الوعى بين المواطنين بأن الفيروس لم ينته، وأن الموجة الثالثة قد تكون الأكثر شراسة على صحة المواطنين.