الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عظماء العصر الذهبى

عظماء العصر الذهبى

151 ساعة، أبدع خلالها المصريون، ملحمة وطنية، وإنجاز غير مسبوق بالمجرى الملاحى لقناة السويس، دللت للعالم من جديد، أن مصر ستظل قلب العالم النابض، ونقطة تلاقى قاراته وحضاراته، وشريانا حيويا يمنح قبلة الحياة لسكان المعمورة من أقصاها إلى أقصاها.



الرئيس عبدالفتاح السيسى، حرص على زيارة هيئة قناة السويس، ودأب منذ اللحظة الأولى على طمأنة للعالم، بإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعى، وأن الإرادة المصرية ستمضى إلى حيث يقرر المصريون، وأن مصر عندما تتحرك يتحرك العالم، وتدب فيه الروح والحيوية، وأن المصريين لا يعرفون المستحيل، وقادرون على إنجاز التحديات بعزيمة وإصرار.

ما حدث خلال الساعات الماضية، بالتأكيد لن ينسينا الحدث العالمى الفريد الذى ينتظره العالم من قلب القاهرة، حيث تواصل مصر إبهارها للعالم بحدث يليق بعظمة وتاريخ أجدادنا، وبمكانة أرض الكنانة ومعالمها الحضارية الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، وهو الموكب الأسطورى المهيب لنقل مومياوات 22 من أعظم ملوك مصر الفرعونية من متحف التحرير إلى مكان الخلود بقاعة «العالم الآخر» بالمتحف القومى للحضارة بالفسطاط.

فى اصطفاف ملكى مهيب، ستخرج مومياوات العظماء من الباب الرئيسى للمتحف المصرى، محفوظة داخل صناديق زجاجية مؤمنة بـ»كبسولة نيتروجينية» خالية من الأكسجين، ويتم حملها على عربات مصممة على الطراز الفرعونى، تنطلق من ميدان التحرير، وتجوب شوارع القاهرة، بمشاركة عجلات حربية فرعونية، وعند وصولها إلى متحف الحضارة، يتم استقبال الموكب الملكى بإطلاق 21 طلقة والألعاب النارية والموسيقى العسكرية، وهو احتفال يذكرنا باستقبال فرنسا لمومياء رمسيس الثانى، الذى أجريت له مراسم استقبال ملكية تليق بأعظم ملوك مصر الفرعونية، بالموسيقى العسكرية، وعزف السلام الوطنى المصرى.

سكان العالم لديهم شغف كبيرة للتعرف على ملوك العصر الذهبى لمصر الفرعونية، حيث تعاقدت 400 قناة تلفزيونية عالمية للبث المباشر للحدث العالمى الفريد، حيث يضم الموكب الملكى مومياوات 18 ملكا و4 ملكات، أبرزهم « سقنن رع» أول من قاد الحرب لطرد الهكسوس من مصر، وزوجته إياح حتب، ونجلهما الملك أحمس طارد الهكسوس، والملك تحتمس الثالث صاحب أكبر إمبراطورية مصرية، والذى انتصر فى 16 معركة حربية، أبرزها معركة « مجدو»، والملك رمسيس الثانى الذى لقب ببطل الحرب والسلام، بعدما أبرم أول معاهدة للسلام فى التاريخ، عقب انتصاره فى معركة « قادش»، والملك ستى الأول، والملكة حتشبسوت، أول من أرسلت بعثات تجارية إلى فينيقيا وبلاد بونت. فى هذا اليوم، ستبوح الحضارة المصرية ببعض أسرارها، حيث سيتم الإعلان عن نتائج مسح «إكس راى» لمومياء الملكين سقنن رع ورمسيس الثانى، للتعرف على السبب الحقيقى لوفاة هذين الملكين العظيمين، كما تحتوى قاعة الخلود بمتحف الحضارة على شاشات عرض ضخمة تعرض أفلامًا وثائقية عن كيفية نشأة الأرض، وبداية ظهور مصر منذ آلاف السنين.

مكاسب كبيرة سيحققها الموكب الأسطورى لملوك العصر الذهبى، حيث سيكون فرصة متميزة للترويج للمقاصد السياحية الأثرية، فضلا عن إظهار وجه مصر الحضارى والتاريخى.

المكسب الكبير لهذا الحدث العالمى، هو ظهور ميدان التحرير فى أبهى صورة له، بعد تطويره، وإضاءته، بروح حضارية تعبر عن الحضارة المصرية، حيث صار الميدان متحفا عالميا مفتوحا، بعدما تم مزج التاريخ الحديث بالحضارة الفرعونية، حيث تم تطوير المساحات الخضراء، وتكثيف الإضاءة، وكشف الغطاء عن المسلة الفرعونية والكباش الأربعة، لتصنع مشهدا رائعا تدل على القوة والخلود والطموح، ليصبح أحد أهم المزارات الأثرية والسياحية فى العالم.