الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حيادية شبكات التواصل الاجتماعى

حيادية شبكات التواصل الاجتماعى

أعادت أحداث غزة الأخيرة فتح النقاش حول حيادية موقع التواصل الاجتماعى الأشهر «فيسبوك» بشأن ما يقوم المستخدمون بنشره من مواد مصورة ومنشورات لنصرة القضية الفلسطينية سواء تم هذا الأمر من خلال منشورات منضبطة فى اللغة والمواد المصورة أو تم من خلال احتوائها على ألفاظ خارجة أو غير مقبولة طبقا لسياسة الفيسبوك والتى تحظر الخطابات التى تحض على الكراهية أو العنف أو الإرهاب أو استهداف الأقليات أو الاضطهاد أو التنمر أو الكذب والافتراء من خلال بث أخبار كاذبة أو معلومات غير صحيحة.



الأمر لا يتم بصورة أوتوماتيكية فقط كما يعتقد البعض بأن السبيل الوحيد للتعرف على ما يتم نشره هو من خلال أدوات تحليل النصوص Text Analysis حيث يتم اعتماد أسلوب  الإبلاغ Reporting  والذى يتيح قيام المستخدمين بإبلاغ إدارة الفيسبوك عن أى محتوى تم نشره ويرون أن المحتوى قد يكون ضد تلك القواعد وهو يكون بمثابة تنبيه للمزيد من الفحص قبل اتخاذ القرار والذى يتراوح بين مجرد حجب المحتوى أو إيقاف المستخدم لفترة زمنية تتراوح من ساعات إلى عدة شهور أو إغلاق الحسابات تمامًا.

تشير التقارير إلى قيام إدارة الفيسبوك بإغلاق حوالى 1.3 مليار حساب مزيف أو قام صاحبه باختراق قواعد النشر وذلك فى الفترة من أكتوبر حتى ديسمبر 2020 وهو رقم يقترب من نصف الحسابات النشطة على هذا الموقع والتى تقدر بحوالى 2.8 مليار حساب.

ربما يكون الحجب والإلغاء للمنشورات مفيدا عندما تحتوى على معلومات غير حقيقية أو ضارة مثلما هو الحال مع ملايين المنشورات المرتبطة بمعلومات عن فيروس كورونا المستجد والتى تم حجبها خلال نفس الفترة أما عندما يتعلق الأمر بالآراء الخلافية أو التوجهات السياسية فإن الأمر لا ينظر إليه بنفس الدرجة من الحيادية أو التقبل من الأطراف المختلفة مثلما كان الأمر مع حسابات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.

أساليب الالتفاف حول تلك القواعد متعددة منها إعطاء اسم كودى أو فصل  أحرف الكلمة أو إضافة علامات بدلا من بعض من حروف الكلمة اعتمادا على قدرة القارئ على استنتاج باقى الأحرف أو معرفة الموضوع المقصود وصولا إلى العودة إلى الكتابة بدون نقاط على الحروف على الإطلاق على اعتبار أن تلك الطرق يمكنها تضليل أنظمة الرقابة والمتابعة وهو اعتقاد ربما يكون صحيحًا لمدة زمنية قصيرة قبل أن تتعلم تلك الأنظمة تلك المفردات الجديدة وتضيفها إلى قائمة المحظورات وقبل أن تتوسع منصات التواصل الاجتماعى فى توظيف مراقبين من كافة بلدان العالم لغتهم الأم هى اللغة المطلوب مراقبة المنشورات الصادرة من المتحدثين بها.

وبغض النظر عن كل ما سبق الإشارة إليه إلا أنه لا يوجد ناطق باللغة العربية لم يشعر بغياب الحيادية عن تلك الشبكات خاصة خلال الأيام القليلة الماضية.