الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
توفيق الحكيم: أنا مفكر وهذا يكفى!

توفيق الحكيم: أنا مفكر وهذا يكفى!

«لو سئلت اليوم أى مفكر كنت أتمنى أن أكون لو لم أكن توفيق الحكيم - لقلت من الصعب أن أجيب عن هذا السؤال! ديكارت، أفلاطون، أناتول فرانس، كورناى، راسين، موليير، كلها أسماء مشهورة يمكن أن تخطر على البال، وأنا أفكر فى سؤال كهذا!



لكن لا أريد أن أكون أحدهم أو نسيج أحدهم، لسبب بسيط هو أن معظم هؤلاء كانوا متخصصين، فالتاريخ والأجيال والزمن عينه أضفت على معظمهم صفة التخصص فى حين أننى رفضت هذا التخصص فى رحلة العمر ومسيرتى الفكرية..

هكذا اعترف الأستاذ الكبير - توفيق الحكيم - فى سلسلته «خريف العمر» التى نشرها عام 1984 وقبل رحيله بثلاث سنوات فى مجلة الوطن العربى للأستاذ نبيل مغربى.

ويمضى الأستاذ «توفيق الحكيم» فى شرح فكرته قائلا:

إنى معجب بالمفكرين الأحرار لكنى اختلف عنهم كما قلت بأنى غير متخصص! ولذلك فأنى آمل من النقاد أن ينتبهوا إلى هذه النقطة عندما يعكفون بعد رحيلى عن هذه الدنيا على درس أعمالى ونتاجى بصورة هادئة متأنية بعيدة عن التشويش واللغط العاطفيين، فأنت تجد عندى أصنافا شبيهة بأعمال «موليير» وأصنافا أخرى فى بعض نسيجها شىء من شكسبير، وكذلك برنارد شو» وجوتة وسارتر، فكل هذا تجده فى «حانوتى» الفكرى مما يسمح لو شاء النقاد باستخراج نظرية متكاملة من أعمالى!

توفيق الحكيم إذن هو إنسان مفكر يستخدم تفكيره الخاص فى كل الأنواع الفكرية من المسرحية إلى المقالة مرورا بالقصة وسواها!

هكذا أعرف نفسى وأنظر إلى ذاتى وليكن ذلك واضحا أمام الأجيال الطالعة!

ويمضى الحكيم فى اعترافاته قائلا:

لقد توقفت الآن عن الكتابة ولو سئلت: هل هناك كتاب كنت أتمنى أن أكتبه وامتنعت لسبب أو لآخر؟

لأجبت: كلا فأنا لست من هؤلاء الذين يحبسون أفكارهم فى صدورهم، فلو طرأت علىّ فكرة ملحة لما ترددت لحظة فى كتابتها مهما كانت النتائج والظروف، فليس لدّى فى هذه المرحلة مشروع كتاب جديد، أو فكرة أود تجسيدها فى رواية أو مسرحية، باستثناء مشروع مسرحية وهى فكرة تراودنى منذ نحو عشرين عاما، لقد أقفلت نهائيا دكانى الفكرى! ذلك أن مرحلة خريف العمر تستوجب منى بعض الراحة خصوصا بعدما اشتد على الروماتيزم

ثم ماذا عساى أقول أكثر مما قلت؟!

قصتى مع الأدب طويلة، وهى قائمة أساسا على المودة والعلاقة الطيبتين، فلقد قامت بين بعضهم معارك عنيفة ولم أشارك فى هذه المعارك بصورة حاسمة، وإنما على الخفيف «ولقد تميزت الحياة الأدبية فى مصر فى مرحلة من المراحل بالخصومات العنيفة»!

لكننى من جهتى فضلت على الدوام عدم خوض هذه المعارك بصورة تؤدى إلى الخصومة الشخصية!

إن المعركة التى اندلعت - على سبيل المثال - بين عباس محمود العقاد، ومصطفى صادق الرافعى وهما ينتسبان إلى مدرستين مختلفتين «المدرسة التقليدية والمدرسة المجددة» قد انتهت إلى خصومة حقيقية!!

ولقد كنت شخصيًا من دعاة رفض تحويل الخلاف فى الرأى إلى خصومة، وما زلت متمسكًا بهذا المبدأ، فالاجتهاد فى الرأى شىء والخناقات شىء آخر!!

وللحكاية بقية!