الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عصر القوة الشاملة

عصر القوة الشاملة

30 يونيو، ليست مجرد ثورة على جماعة إرهابية، بل هى دستور حياة لمستقبل الإنسانية، أضاءت المستقبل بشمس الحرية والديمقراطية، وأنقذت العالم من الفوضى، وأعادت الأمن والأمان لسكان الكرة الأرضية، بعدما أسقطت حكم الفاشية الدينية، وأنهت مشروع إخوان الشياطين، واستعادت الهوية الوطنية للدولة المصرية قبل أن تتحول مصر إلى مجرد ولاية يحكمها المرشد، وملاذا للجماعات الإرهابية، وتصبح فى النهاية دولة فاشلة، مثل دول كثيرة فى الإقليم.



اكتملت شرعية ثورة 30 يونيو، عندما أدى الرئيس عبد الفتاح السيسى اليمين الدستورية، أمام أعضاء المحكمة الدستورية العليا، فى 8 يونيو 2014، ثم احتفالية التنصيب الكبرى بقصر الاتحادية، ثم الخطاب المهم الذى تضمن ملامح المرحلة الجديدة، ليبدأ مهمة الحفاظ على الوطن، بإعادة بناء المؤسسات، وتثبيت أركان الدولة، ومحاربة الإرهاب، وبناء دولة عصرية حديثة تمتلك مقومات القوة الشاملة.

بحلول يوم 8 يونيو 2014، انتهت صلاحية الجمهورية الأولى بعد 61 عاما من الانتصارات والانكسارات، بعدما انحرفت عن مبادئها، وأصابتها الشيخوخة وعشش فى أركانها الفساد، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ الوطن، حيث أرسى الرئيس السيسى ملامح عصر المجد للوطن، فى جمهورية جديدة تليق بآمال وطموحات المواطنين، ارتكزت ملامحها فى 4 محاور رئيسية تم إنجازها فى توقيتات قياسية خلال المرحلة الانتقالية تمثلت فى:

- تثبيت أركان الدولة، واستعادة هيبتها بدعم المؤسسات الأمنية والسيادية والعامة، واحترام سيادة القانون، ومواجهة حاسمة للفساد الإدارى، والتصدى للإرهاب ومواجهة الدول الراعية والداعمة له، فضلا عن إحساس المواطن بالأمن والأمان فى القرية والمدينة، وفى امتداد خريطة الوطن، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، وتنفيذ مشروع وطنى لبناء دولة عصرية حديثة.

- تنفيذ رؤية إصلاحية بإرادة وطنية لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار، بالاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية، و زيادة الصادرات وتقليل الواردات، وإحلال المنتج المحلى بالأجنبى، وإقامة مشروعات تنموية عملاقة على كل شبر من أرض مصر، وتحقيق تنمية شاملة توفر حياة كريمة للمواطنين، حتى أصبحت مصر من أعلى معدلات النمو فى العالم رغم أزمة كورونا التى أثرت سلبا على الاقتصاد العالمى.

- استعادة مكانة مصر إقليميا ودوليا، ومنع التدخل فى شئونها، وإحباط مخططات الدول التى تهدد الأمن القومى المصرى والعربى، وامتلاك القدرة على التأثير السياسى فى الأحداث الإقليمية والدولية.

- امتلاك قوة الردع لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومى المصرى، بامتلاك أحدث الأسلحة، والتطوير المستمر للأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، التى تمثل الدرع والسيف والحصن والسند للشعب المصرى، حتى صار الجيش المصرى من أقوى جيوش العالم، والقوة الأكبر فى الشرق الأوسط، الذى يمتلك عقيدة عسكرية متفردة عن باقى جيوش العالم.

على مدار 2555 يوما، منذ أداء الرئيس السيسى اليمين الدستورية أمام أعضاء المحكمة الدستورية، تحققت انجازات لا يمكن وصفها إلا بالمعجزات، فما تحقق يفوق الخيال، وتجاوز الملامح التى تم الإعلان عنها فى 8 يونيو 2014، حيث امتلكت مصر القوة الشاملة، فصارت قوة إقليمية عظمى، وأحد أهم النمور الاقتصادية الصاعدة، والبوابة الرئيسية للاستثمار فى المنطقة العربية والقارة الإفريقية، والحارس الأمين للأمن القومى العربى، والدولة الأكثر تأثير فى المحيط الإقليمى والدولى.

خلال المرحلة الانتقالية التى استمرت 7 سنوات، حرص الرئيس السيسى على صياغة عقد اجتماعى جديد بين الدولة والشعب يحدد الحقوق والواجبات، وإطلاق استراتيجية بناء الإنسان، باعتبار أن المواطن هو المحور الرئيسى للتطور الحضارى فى الجمهورية الجديدة، حيث تستهدف الاستراتيجية بناء الشخصية المصرية، وترسيخ للقيم والأخلاق، والقضاء على السلوكيات والسلبيات التى تعرقل مسيرة التطور الحضارى، من خلال تطوير منظومة التعليم التى تعتمد على الحفظ والتلقين، بنظام جديد يقوم على الفهم، وبناء جامعات حكومية وأهلية بمواصفات عالمية تتواكب مع طبيعة العصر، وتطوير منظومة الرعاية الصحية، ورقمنة الخدمات للفصل بين مقدم الخدمة ومتلقيها، لمنع الفساد الإدارى وتحقيق الشفافية والعدالة، وترسيخ مفهوم المواطنة وعدم التمييز بين المواطنين فى الحقوق والواجبات، وتنمية الشعور بالولاء والانتماء للوطن، واعتماد آلية للتواصل بين الشباب والقيادة السياسية والمسئولين التنفيذيين، وإنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب للقيادة فى المستقبل، وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، لتجديد دماء الحياة السياسية والحزبية.

 التجربة المصرية بما تحقق فيها من انجازات صارت معجزة متفردة وملهمة للكثير من بلدان العالم، فما تم تنفيذه ملحمة وطنية تجاوزت الخيال، حتى أصبحت معجزة السبع سنوات بما تمتلكه من مقومات القوة الشاملة، جاهزة للانطلاق نحو جمهورية جديدة، حيث تمت زيادة مساحة مصر المأهولة التى استقر عليها المواطنون منذ 7 آلاف عام من 7% إلى 12%، باستثمارات بلغت 5.8 تريليون جنيه، حيث تم بناء 30 مدينة ذكية من مدن الجيل الرابع، فى مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، والتى تمثل عقل الدولة المصرية، وإنشاء 8300 كيلو متر من شبكة الطرق والكبارى، والتى تمثل شرايين للتنمية فى مصر، وإعادة تأهيل 25 ألفا من الطرق القديمة، إنشاء 17 مدينة صناعية، واستصلاح 1.5 مليون فدان، فضلا عن مشروع الدلتا الجديدة، ومستقبل مصر، وهى مشروعات تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية، وتحسين الخدمات، وتوفير حياة كريمة للمواطنين، وهو الهدف الأسمى لدولة30 يونيو.