الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوعى المطلوب 1/3

الوعى المطلوب 1/3

الوعى كلمة تدل على ضم الشىء وعندما يتعلق الأمر بالعلم فإن الوعى يعنى الحفظ والفهم والتقبل وعند المقارنة بين شخصين والقول بإن فلان أوعى من فلان فمعناها أنه أكثر منه فهما وحفظا.



والوعى يمكن اعتباره حالة عقلية يتحلى فيها العقل بالإدراك السليم والتواصل الصحى مع محيطه الخارجى ويتم هذا التواصل من خلال حواس الإنسان التى تقوم بالإدراك حيث يتم ترجمة هذا الإدراك بعد أعمال العقل فى مفرداته ليصل إلى حالة من العقلانية والحكمة ويتكون فيها لدى الإنسان مجموعة من الأفكار ووجهات النظر والمفاهيم عن الحياة وعن الطبيعة من حوله، يفسر الإمام الطبرى الآية 18 من سورة المعارج فى قوله عز وجل «وجمع فاوعى» أى أنه قد قام بجمع المال وجعله فى وعاء.

و للوعى أهمية كبيرة تجعل الأولوية للفهم قبل الأقدام على العمل فالعمل بدون فهم قد يؤدى إلى نتائج كارثية ولا يمكن الفهم بدون إعمال العقل فيما يدركه من معلومات ومفاهيم من خلال عقد المقارنات بينها وأيضا من خلال التشكيك والتساؤل حول تلك المفاهيم للوصول إلى قناعات سليمة.

مثال على هذا ما يقوم به بعض ممن يدعون الرغبة فى تطبيق الشريعة وما يصدر عنهم من فتاوى ضالة وأفعال أضل فهم لا ينظرون إلى مدى اتساق تلك الفتاوى مع مقاصد الشريعة المستقرة والتى لا يختلف عليها العقل على الاطلاق وقبل أن نبحث فى أحد الأمثلة الفجة لمعارضة بعض الأفكار للشريعة بالرغم من ادعاء أصحابها أنهم يفعلون ذلك لتطبيقها يجب أن ننظر إلى تلك المقاصد والتى تتمثل فى نفى الضرر ورفعه وتقديم درء المفسدة على جلب المنفعة والتركيز على حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ العرض والنسل وحفظ المال.

فقيام بعض الجماعات الإرهابية المستترة بالدين من إجازة القيام بعمليات إرهابية أو تفجيرات وعدوان وخلافه واصطياد ضحاياها من المنفذين الذين يفتقرون إلى الوعى السليم نظرا لعدم أعمالهم للعقل بالرغم من أن فتوى كتلك تتعارض تقريبا مع مقاصد الشريعة كلها فأى تفجير إرهابى هو مفسدة واضحة وهو فقدان للأنفس والأموال وتأثيراتها السلبية تؤدى إلى ضياع الدين سواء لمنفذيها أو لضحاياها أو لمن يعلم بها وينظر فى اثارها السلبية فكم من أفراد أدت بهم تلك الأفعال إلى وصم الدين بما ليس فيه بل وأدت أيضا إلى بعدهم عنه واتجاههم إلى دين آخر أو كفرهم بالأديان جميعها. غدا نكمل